رأي ومقالات

رسالة للشرطة السودانية..


إخوتي الكرام منسوبي الشرطة السودانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونحن نقترب من التقاعد للمعاش بالسن القانونية بنهاية هذا اليوم، نحمد الله أن شرفنا وأكرمنا واصطفانا بالانتماء للشرطة السودانية بكل تاريخها وإرثها وعطائها ومساهمتها، وقبل ذلك برجالها الذين سطروا أنصع وأروع الصفحات في مسيرة الوطن وحراكه الاجتماعي، الاقتصادي، الثقافي، والسياسي وبالطبع الأمني والجنائي، بل في كل ميادين الحياة وهم يقدمون الدين والوطن والمجتمع على أنفسهم وأسرهم جهداً ومجاهدة واجتهاداً.
أقول إن من يترجل عن صهوة جواد الشرطة لن يسلم سيفه ولن يعيده لغمده أو يضعه في متحف الذكرى بل سيظل بيده منافحاً عن الوطن وعن الشرطة حتى يسلم الروح لبارئها أو تقعده ضروب الدهر عن الحركة.
إخوتي..
ونحن نوقع على آخر سطر في يومية أحوال مسيرتنا الشرطية لا بد أن نذكر للتاريخ والأجيال أن المسيرة كانت حافلة وشأنها كشأن تقلبات الحياة فيها تصاريف القدر وتشعبات وتعرجات المسار وتقلبات مناخات ومواسم الابتلاءات والامتحانات وأمر المؤمن كله خير، وكنا في كل الأحوال نبتغي الأجرين وإن لم يكن فأملنا في أجر المجتهد «بحمد الله وتوفيقه عملنا ما في وسعنا ولم ندخر جهداً ولا فكراً ولا حركة أو حراكاً عن قصد أو تقاعس إلا ما كان من نقص البشر أو محفوفات الحياة من مرض أو سقم أو وهن، والشرطة تستحق كل ذلك والسودان أجدر بأكثر من ذلك وسنستمر في تقديم العطاء لشرطتنا ولبلادنا وسنظل نذكر بالوفاء كله والعرفان كله لقادتنا الذين نهلنا وتعلمنا منهم، ونظل تقديراً وشكراً لكل الذين عمل معنا من مرؤوسينا والذين أيضاً تعلمنا منهم الكثير وهم يقدمون الأنموذج للعطاء غير الممنون ولا المأجور ولكنه تسخير رب العالمين وقناعات الجند المخلصين.
أحيي كل شهداء الشرطة، وأحيي كل مفقودي الشرطة وجرحى الشرطة وكل أسرهم التي رفدت بهم السودان بلا من ولا أذى، أحيي وأشكر كل الذين أسهموا ورسموا ووسموا ووشموا مسيرتي الشرطية والتي من خلالها ولجنا مسارب الثقافة والرياضة والعمل الاجتماعي والإعلامي. وأعاهد قيادة الشرطة الحالية والقادمة أننا سنظل وفاءً وتقديراً وعطاءً واستجابة لأي تكليف مهما صغر أو كبير في أي صقع أو موقع ما دام في الجسد نبض وحركة وقدرة.
سنفتقد الشرطة بكل ألقها وجمالها وأفضالها وتعبها ونصبها وعلتها، وبالمقابل لن تفقد الشرطة شيئاً لأنها ودود ولود ستظل ترفد السودان بالمخلصين، الصادقين، الصابرين، المحتسبين الذين ننتظر ونثق أنهم سيقدمون الأفضل والأفيد.
في الختام أسأل الله أن يتقبل صوابنا ويتجاوز عن عثراتنا.. ويوفق إخوتي لما فيه خير البلاد والعباد.

* رئيس هيئة التوجيه والخدمات
الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة
الخميس 13/ 21/5102م

فريق شرطة السر أحمد عمر
الانتباهة