جعفر عباس

أيها الرجل جاء الدور عليك


وصلت الأمور إلى درجة أن تنتهك رجولتنا ونصبح مثل الحريم «لا مؤاخذة»! فقد أعلن باحثون بريطانيون مجدداً إمكان أن يحبل الرجل؟ تخيَّل: رجل يتغيب عن العمل لأنه حامل أو على وشك الوضع! يقول الباحثون: مبروك بإمكانك أن تحبل وأن تلد من دون الحاجة إلى امرأة! وا ضيعة شواربنا! تخيل عزيزي القارئ أن تجد تنويهاً في «أخبار الخليج» يقول: نعتذر عن نشر الزاوية الغائمة هذا الأسبوع والاسابيع التالية لأنّ السيد جعفر عباس نزيل مستشفى أمراض الرجال والولادة بعد أن أنجب بنتاً بعملية قيصرية! وتخيل أن تلك البنت تشبه مايك تايسون الذي هللت الصحافة العربية لاعتناقه الإسلام، وكأنه أحد العمرين، فإذا به يرتكب كل موبقة نهى عنها الإسلام! ما علينا فقد تخيلت حال أهلي وهم يتسلمون رسالة من زوجتي: مبروك جعفر أنجب بنتاً سماها ميكي تايسونة! سيصاب أهلي بالجملة بالشلل الرعاش الذي جعل من محمد علي كلاي شبحاً لا يقوى على مواجهة نسمة ربيعية بعد أن كان مثل الإعصار!
مصيبتنا نحن الرجال العاربة والمستعربة والمستنسخة هي أن الله حبانا بكروش رحبة مما يجعلنا أفضل حقول التجارب للحمل والإنجاب الرجولي. فالرجل العربي يستطيع أن يحمل بأربعة أطفال دفعة واحدة: واحد داخل المريء والثاني في المرارة والثالث في المصران الغليظ والرابع في البنكرياس! ولأن الرجل العربي يملك مصراناً غليظاً متمرساً في التعامل مع الفول والفلافل والمكبوس والهريس والمنسف والكبة وما إلى ذلك من مبيدات الأوزون فإنّ ذلك المصران سيكون قادراً على استضافة أكثر من جنين وبذلك تنفى الحاجة إلى إرهاق بقية أجزاء الجهاز الهضمي!
كل هذه المساخر بدأت بعد ما توصل باحثون أمريكيون إلى عقار يغني النساء عن معاشرة الرجال، أي يوصل المرأة إلى مرحلة الارتواء الجنسي من دون الحاجة إليك يا «فالح»! ويا من يكتنزون الفياغرا: بلوها وأشربوا عصارتها! وبما أنني ضعيف الصلة بالعلوم، حديثها وقديمها، فإنني أتساءل: لماذا يريد العلماء للرجال أن يحبلوا وأن ينجبوا؟ هل هناك «أزمة» نساء أو أرحام؟ إذا كانت الإجابة بنعم فإنّ في الصين نحو سبعمائة مليون امرأة. ويطيب لي أن أزف للنشامى بشرى أن في الصين سمحت للنساء اعتبارا من 20 ديسمبر من العام الذي انصرم بالصرمة القديمة، بإنجاب طفلين، فإذا اتخذت أيها العربي النشمي صينية زوجة ثانية أو رابعة فليس من مصلحتك إنجاب أكثر من طفلين فتحة عيني الواحد منهم أرفع من حافة موس ناسيت (أبو تمساح الذي زال مجده وراح).
دعكم من كل هذا وحافظوا على شرفكم وشواربكم وهيا يا عرب: عليكم بالصينيات وليحجز كل واحد منكم من بينهن زوجة احتياطية تتولى الحمل والإنجاب نيابة عنه، لأنّ هذه المسألة قد تصبح إلزامية في ظل النظام العالمي الجديد، فمن الوارد جداً أن تصدر الدول الكبرى قراراً يقول: طالما أن العرب لم يسهموا بشيء في ميادين العلوم والمعرفة خلال القرون العشر الماضية فلا بدَّ من إلزام الرجال العرب بتولي الإنجاب خلال النصف الأول من القرن الحادي والعشرين بدلاً من النساء الغربيات.
قلبي عليكم يا عرب الشتات الأوروبي: حتماً ستكونون حقل التجارب الأول في مجال الحمل الرجالي فأنتم تنتمون حيث تقيمون الآن! وستخطفكم من الشوارع العصابات اليمينية وتنقلكم إلى المستشفيات لزرع الأجنة في كروشكم. ولكن لا بأس فطريقة الحمل الرجولي هذه من ابتكار طبيب بريطاني من أصل مصري (هو في الواقع مصري حتى النخاع برغم جواز سفره ذي الأُسود الشرسة). والطريقة اسمها «زفت»! ZIFT نعم زفت مثل حظكم الأغبر الذي حرمكم من أوطانكم الأصلية وحرمكم من الإحساس بالانتماء للبلدان التي تقيمون في غيتواتها. وزفت هذه هي Zygote Inter – fallopian Transfer.
الدوام لله أيها السادة سابقاً واحذروا حمى النفاس فهي مهلكة!

jafabbas19@gmail.com