رأي ومقالات

قصة مشاجرة حامية التهارش بالالفاظ النابية بين (كمساري) وراكب


مثل اي سوداني يضرب موعدا مع رفيقه ؛ تطاولت الدقائق وتراكمت اللحظات للتحول الي ساعة وبعض ساعة وانا الح في الاستفسار اين انت ورفيق عسرة الانتظار يقسم و(يطلق) بانه قريب وفي منعطف مجاور خلف اشارة المرور بزاوية شرقية ! انتظر اشاغل نفسي بتتبع حراك السائرين خلفي ؛ اتفرس الوجوه حينا واتطلع للغبار العالق بين السماء والارض؛ اصرف بائع صحف متجول عني بلطف وهو يلوح لي بحزمة من الصحف ؛ تجري عيناي علي المانشتيات المستنسخة لا فرق بينها الا في تقديم فاعل وتأخير مفعول ؛ وتمضية مضارع ! المح مشاجرة حامية التهارش بالالفاظ النابية بين (كمساري) وراكب ؛ اشتجرا علي سلم البص الموشي بلون اصفر واخضر متقاطع ؛المعركة التي نشبت امامي انتقلت لاشتباك بالايدي ثم التحما؛ الكمساري صبي رشيق وظف ضآلة جسمة وقميصه المفتوح الازرار في التملص تاركا لخصمه خرقة بئيسة ليقف حائرا ليفاجئه بنقضاض عاجل مثل طارئات اخبار المصائب بلكمات كلسع النحل سريعة ومركزة ؛ الرجل الذي تلقي الضربات السريعة يميل نحو الارض فتتلقاه كومة احجار نهض منها وهو يتمسك بحجرين كانا خليط من الحصي والاسمنت ثم بعض القذارة ؛ حينها يدرك بعض الحضور الخطورة الماثلة فانبثقت الارض عن وسطاء ومسهلين ورجال صلح تدخلوا لفض المعركة ؛ الكمساري كان قد اتخذ ساترا خلف بناء مكتبة خوفا ربما من تلقي طوبة ؛ السائق – سائق البص- ينزل من فوق عرشه وهو يلعن عامله وركابه ؛ وما في بصه من عالم واشباح ؛ يبصق علي الارض مرسلا سيلا من الماء من فمه مدعما بنثار من التنباك ؛ ثم يدخل اصبعة نازعا (سفة) اطاح بها تحت اللستك الامامي وهو يزجر صبيه ان يتوقف ؛ بالجانب الاخر كان الراكب المضروب يتوعد بالشرطة ويدخل يده في جيبه الخلفي ملوحا ببطاقة ! الراجح انه نظامي بوحدة ما ؛ يمسح سيلا من الدم تحدر من انفه ؛ تحسس فكه مثل صف خشبي تساقطت بعض الواحه ؛ ثم رايته يتحرك بين الجموع يبحث عن فردة حذاء استجارت بحزمة خضار معروضة علي الارض ؛ البائع العجوز يخرج الحذاء من فوق كومة بطاطس مبلل بماء علي شوال خيش ؛ بدا الرجل سعيدا بالحدث الذي قطع عنه ملل الانتظار وهش الذباب وتوتر ترقب رجال المحلية ؛ انتهت معركة الايدي لتبدا معركة (التحانيس) ؛ سابلة في طريقهم ينضمون للحشد ؛ بعضهم يمد راسه من فوق رؤوس الحضور ؛ ينظر بفضول بشع لزج فان غم عليه بيان استفسر وهو يلكز من يقف امامه (في شنو ) و(دا مالو ) ! البعض كان بلا مناسبة يتطوع بمداخلة ؛ بعض النساء المسنات وقفن ؛ احداهن تشبثت بمحفظة عريضة لكنها تشبثت اكثر بفضول متين لحشر انفها بالفرجة قبل ان تصر صاحبتها عليها بالانصراف لادراك (ناس بتول) في زيارة المستشفي ؛ شيئا فشيئا تضخم الحشد ؛ بدت نقطة المشكلة وضحاياها مثل طيف سائر في انسان عين ينظر بعيدا ؛ نسي الكل الكمساري والضحية الملكوم ؛ تفجرت شجارات جانبية؛ جراء تحرش من احدهم باحد الواقفين ؛ شيخ مسن نهر بعض الوسطاء بانهم شماشة ونشالون ؛ اخر اشتبك مع جاره لان الاخير اؤمي بايماءة عنصرية فظة، لم يعد احد يدرك علي وجه الدقة من فعل ماذا ابتداء، كان البص يقف في مكانه ؛ الكمساري يقف عارضا سير الرحلة من الوسطي بحري الي الخرطوم ؛ بعض الركاب كانوا يعودون الي مقاعدهم بعد هبطوا للتوسط او الشهادة او محض الفرجة ؛ تحرك البص بعدها وقد لحق بالركوب ذات الشخص المضروب قبلا!! وبقي بعض الحشد بعد ذلك في التلاوم فقد وقعت كما قلت شجارات جديدة … بالمناسبة فانا ايضا بدوت فضوليا بقدر نسيت معه من انتظر ولماذا !!

الخرطوم: محمد حامد جمعة
محمد حامد: في (اديس ابابا) صعد صاحبنا الى العربي ودقاه دق العيش