صلاح حبيب

ستون عاماً على الاستقلال والقصر كان شاهداً على ذلك!


جاء احتفال الاستقلال بالذكرى ستين الذي أقيم بحدائق القصر الجمهوري وهو نفس المكان الذي أعلن من خلاله الاستقلال، وأنزل علما مصر وانجلترا ورفع أول علم سوداني بألوانه الثلاثة الزاهية الأخضر والأصفر والأزرق.. جاء الاحتفال أنيقاً وبهياً مما يدل على أن هناك جهات قامت بالترتيب والتنسيق مع اللجنة القومية واللجان الفرعية، ولذلك كان المشهد رائعاً بروعة أهل السودان وهم يلبسون أحلى حلة في هذا اليوم التاريخي الذي تقاطر الجموع لحضوره من أبناء الوطن بجلبابهم الناصع والجاليات الأجنبية ودبلوماسييها بزيهم القومي أو الإفرنجي.
كان الدخول عبر البوابة الغربية للإعلاميين والأحزاب السياسية، بينما كانت البوابة الجنوبية للوزراء والدبلوماسيين. وحرص مسؤول المراسم التأكد من كل مدعو يحمل بطاقته فتسلم عند كل بوابة بكل أدب واحترام، ومن ثم يسمح له بالدخول إلى داخل القصر، ليجد المكان الذي أعد بطريقة جيدة فكل يعرف مقعده، رؤساء التحرير وضعت ديباجات على كل كرسي، وكذا الحال بالنسبة للسفراء وقضاة المحكمة العليا.
ازدان القصر وكان لوحة رائعة أبدع من قام بالجهد الكبير الذي بذل وربما نجح الدكتور “فضل عبد الله فضل” وزير رئاسة الجمهورية بالإنابة رئيس اللجنة العليا للاحتفال، مع آخرين في إخراج اليوم بهذه الصورة الرائعة.
دخل السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” في الزمن المكتوب في بطاقة الدعوة السابع والربع وبدأ أخذ مكانه وسلم على الحاضرين، بدأت مراسيم السلام الجمهوري ومن ثم قرئ القرآن كفاتحة للاحتفال ثم قدم الدكتور “فضل عبد الله”، فخاطب الجمع بكلمة رصينة وعرض فيها الترتيبات التي وضعت واللجان التي قامت بدورها حتى خرج بالصورة البهية التي شهدها من كانوا حضوراً داخل القصر، أو عبر شاشات الفضائية السودانية والنيل الأزرق والشروق ومعظم القنوات السودانية.
عرضت ملحمة الاستقلال اليوم نرفع راية استقلالنا التي صاغ كلماتها “عبد الواحد عبد الله” وصورها مجموعة من الشباب، بصورة وجدت القبول والاستحسان من كل الحاضرين، ولو كان الفنان “وردي” حياً لقام من كرسيه وذهب ليحي هؤلاء الفتية الذين قدموا أجمل عمل سيكون شاهداً على استقلال بلادنا ورموزه. عدسات التلفزة كانت رائعة خاصة قناة الشروق التي قدمت عملاً جميلاً ونقلت للمشاهد صوراً حية للاحتفال والمشاركين فيه. الفنان “صلاح ابن البادية” كان أحد المشاركين في الاحتفال فقدم عملين رائعين، ولكن الإصابة حرمته أن يؤدي وصلاته الغنائية إلا وهو جالس ورغم عن ذلك تفاعل مع الحضور.
رئيس الجمهورية “عمر البشير” قدم كلمة للشعب السوداني بالذكرى الستين للاستقلال فشكر الرعيل الأول وما قدموه للأجيال اللاحقة، ثم أصدر قراراً بمد وقف إطلاق النار لشهر ومد فترة الحوار الوطني أيضاً لشهر، كما شكر المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر ودول الخليج لوقفتهم مع السودان، كما نادى أبناء الشعب السوداني الانضمام للحوار الوطني باعتباره مخرج البلاد من كل الأزمات.
شارك في الاحتفال وفد من دولة جنوب السودان برئاسة وزير الخارجية، كما خطف البروفيسور “غندور” وزير الخارجية الأنظار فتجمع حوله عدد كبير من الصحفيين، فنالوا من الأخبار ما نالوا، كما وقف الإمام “أحمد المهدي” والدكتور “منصور خالد” خارج باحة القصر في انتظار سيارتيهما فدار حوار بينهما انقطع بسبب السلام المتكرر لمحبي الرجلين.