الصادق المهدي.. التفكير في الأعتزال

ما صدح به الإمام الصادق الهدي حول فكرة تخليه عن السياسة ورئاسة الحزب لم تكن هي الاولي في تاريخ مسيرته السياسية، فقد ذكرها الرجل في إحتفاله بعيد ميلادة الـ(77) حينما قال:(أن السن تقدمت به ومع سني هذه أشعر بأن عطائي يزيد ولا ينقص ولكن عطائي يحجب عطاء القيادات الاخري، لذا قررت أن أركز علي تدريب كوكبة بصورة مكثفة ليتولوا القيادة وأنا في قمة عطائي)، مضيفاً وقتها (هذا هو برنامجي الاهم في الفترة القادمة، وسوف تكون التجربة فريدة في ثقافة الخلافة والناس في العادة لا يفكرون فيها الا إذا ردوا الي ارزل العمر أو فرضتها عليهم المنية)، ليجدد المهدي ذات الامنية بعد بلغ الثمانيين من عمره حيث المح رئيس حزب الامة الامام الصادق المهدي الي نيته ترك رئاسة الحزب وأمامة الانصار والتفرغ بالكامل لمهام فكرية عالمية وقال (مستعد للتخلي عن كل ذلك علي أن تجري انتخابات داخل الحزب وكيان الانصارلاختيار رئيس للحزب)،

فأحداث كثيرة تشهدها أضابير حزب الامة القومي بعد خروج رئيسه خارج البلاد قرابة العام ونيف، حيث أعتلت ساحة الحزب أزمات ما بين أنقسامات ومطالبات بحله، الشيء الذي جعل عقلاء الحزب يسارعون الي المطالبه بتوحيده رغم سريان مياه كثيرة تحت جسر عضويته، وأصبح حلم وحدة كيانات الحزب أشبه بحلم الاسلاميين في الوحدة، وفي مثل هذه الظروف التي تحيط بالحزب والوطن، تراود الامام فكرة اعتزال اللعب السياسي.

توم أند جيري:
ظلت العلاقة بين الأمام الصادق المهدي ومبارك الفاضل أشبه بعلاقة مسلسل الكرتون المعروف (توم أند جيري)، فمنذ خروج الاخير عن الاول وتكوينه لحزب سياسي خاص به فيما عرف بمؤتمر سوبا وفي مؤتمر صحفي بعد غياب عن الساحة الساسية زهاء الاربعة اعوام خرج القيادي بالامة القومي مبارك الفاضل مخاطباَ الصادق المهدي قائلا:له (أنت الان في ختام حياتك السياسية ويجب عليك توحيد كل مكونات الحزب من حولك،قائلا :له لا نمانع من رئاستك للحزب للابد)، وحمل الفاضل المهدي مسئولية فشل الوحدة بين مكونات الحزب علي مستوي الرئاسة بعد رفض الامام الصادق المهدي تنفيذ مخرجات قرارات الهيئة المركزية، قائلا (لقد صبرنا علي علاج المشاكل داخل الصوالين المغلقة ولكنها لم تحل المشكلة ومن واجبنا نقلها الي الفضاء الواسع وأشراك قواعد الحزب في حلها وقيادة التغيير)،مضيفا أن وحدة حزب الامة قد أصبحت مطلباً شعبياً لجماهير الحزب،قائلا:(أن الحوار مع الامام الصادق قد وصل الي طريق مسدود).

أحلام مشروعة:
أماني واحلام تحدث عنها الامام الصادق المهدي وهو يحتفل بعيد ميلادة الثمانين،وقال أحلم بتحقيق دستور دائم للبلاد وانتفاضة سلمية سودانية عبر الحوار ومن ثم التفرغ للعمل الاسلامي علي المستوي المحلي والاقليمي والدولي).

ثالثة الاثافي:
القراءة الثلاثية للمكونات الراهنة بين الحكومة والامام من جهة وبين الامام والجبهة الثورية والحكومة من جه اخرى تعنى ان ثمه مياه ستجرى فى مياة جسر تلك العلاقة ولكن بصورة غير متزنه سيما وان الثلاثة على صعيد واحد كل يحتفظ بكروته التى يمكن ان يشهرها فى وجه الاخر، بيد ان الوقت المناسب لاظهار تلك الكروت قد تكون بعيده فى الوقت الراهن غير انها قريبه بالحسابات الجيو سياسيه فى ظل تسارع خطوات الحوار الوطنى،وبين وجود تحركات دوليه تضغط على اطراف النزاع فى السودان لايجاد تسويه سلميه تتسارع بين الفينه والاخرى، فالرابط السياسي لتك الاحداث يشير الى خبايا فى متن الفعل السياسي بين تلك التيارات قد يؤدي الي حدوث تحول فى المواقف يفضى الى تبديل الحلفاء والشركاء بمعنى ان الارض الرملية المتحركة التى تشهدها الساحة السياسية تمضى الى نهاياتها دون اكتراث لتك الرمال المتحركة على امل ان تجد الارضية الثابته عبر اتفاقيات ثنائية لتك الاطراف يمكن ان يذهب فيها الطرف الثالث الى دكة البدلاء حال استكملت اللعبة السياسية حلقتها واصبحت المواقف لاتقبل طرفا ثالثا فى الميدان.

عايدة سعد
صحيفة ألوان