محمود الدنعو

عام للسلام أم للجوع


في العام الجديد الكل يتمنى ما يريد، ولكن أماني شعب جنوب السودان في دولتهم الخداج أمانيهم بسيطة هي السلام والاستقرار وتوفر الغذاء، بعد ما يقارب العامين من حرب الإخوة الأعداء التي قضت على الأخضر واليابس لا تزال الأماني ممكنة، حيث أكد النائب السابق لرئيس جمهورية جنوب السودان الدكتور رياك مشار بأن العام 2016 سيكون عاماً للسلام، وأن مجموعته تعمل من أجل أن يتمتع شعب الجنوب بالسلام الذي طال انتظاره. وأضاف مشار أنه ومجموعته ملتزمان بتنفيذ اتفاقية السلام الموقعة في أغسطس الماضي، ولكن اتخاذ رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت قراراً منفرداً دون استشارة مجموعة مشار بإنشاء 28 ولاية جديدة، من شأنه أن يضع العراقيل أمام تنفيذ اتفاقية السلام. وقال: “سيكون هذا العام عاماً للسلام الذي افتقده شعبنا على مدى العامين الماضين، وسنعمل من أجل ضمانة تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة في 17 أغسطس من العام 2015”.
وصلت الدفعة الثانية من المتمردين السابقين بقيادة مشار والبالغ عددها 78عنصراً إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، بقيادة اللواء تعبان دينق قاي، كمقدمة لعودة مشار إلى جوبا، ووصف عملها بـ (المهمة الرائعة). وأضاف: “التقوا بالرئيس لأكثر من ثلاث مرات، وكذلك نائبه ورئيس البرلمان، وهم أعضاء في اللجنة المشتركة للرقابة والتقييم واللجنة المشتركة لوقف إطلاق النار، وشاركوا بالتالي في أول اجتماعات هذه اللجان المشتركة”.
وبينما يرى مشار في قرار الرئيس سلفاكير بتكوين ولايات جديدة عقبة أمام تنفيذ اتفاقية السلان، دعا الرئيس سلفاكير أنصاره للدفاع عن القرار باعتبار أنه خيار الشعب، وينسجم مع الدستور الانتقالي للبلاد. وقال: “قراري بإنشاء 28 ولاية وتعيين حكام لها هو تنفيذ لرغبة الشعب، وإذا كان هناك من يعارض ذلك، فأنا أدعو الشعب الذي طالب بهذا القرار بالرد عليهم، البعض يتحدث عن أن القرار خرق للاتفاقية، ونسي هؤلاء أن الاتفاقية نفسها كانت مفروضة على الشعب ولم تكن خياره”.
وبينما كان مشار يؤكد بأن العام الجديد هو عام للسلام، وكذلك يتمنى رئيس جنوب السودان وشعبه، فإن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنوب السودان، يورغ ايجلين يقدم صورة قاتمة لمستقبل الأوضاع الإنسانية خلال العام الجديد عندما يعلن بأن هناك أكثر من 30 ألف شخص على الأقل يواجهون خطر الموت جوعا في جنوب السودان، وذلك ووفقا لبيان مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الأغذية العالمي فإن جنوب السودان يعيش حالة من انعدام الأمن الغذائي ما جعل من العام 2015 أسوأ الأعوام على الإطلاق في جنوب السودان، كما أن القتال الدائر لا يمنع فقط عودة الناس إلى بيوتهم وحقولهم، لكن يعيق وصول المساعدات الغذائية للمتضررين.