الطيب مصطفى

الوجود الأجنبي مرة أخرى


لا نزال نحذر من الوجود الأجنبي تذكيراً لولاة الأمر بالقنبلة الموقوتة التي تحتاج إلى معالجات ناجعة تقضي على هذا الخطر الداهم الذي بات من أكبر مهددات السودان هوية ووجوداً.
فقد أكد مسؤول رفيع بشرطة ولاية الخرطوم أن اللاجئين الأجانب بالولاية بلغ عددهم ثلاثة ملايين ثلثاهم من الأثيوبيين وكان والي الخرطوم الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين قد قدر عدد الجنوبيين بالخرطوم بنصف المليون.
والي النيل الأبيض عبدالمحمود موسى كاشا الذي تستقبل ولايته المجاورة لجنوب السودان يومياً سيلاً لا ينقطع من اللاجئين الجنوبيين بلغ به الأمر درجة أن يقول إن الجنوبيين دمروا البيئة في النيل الأبيض حيث كشفت السلطات المختصة عن ظهور أوبئة وأمراض خطيرة فضلاً عن تجارة السلاح مما حدا بسلطات الولاية أن تصف معسكرات اللاجئين المتزايدة يوماً بعد يوم بالقنابل الموقوتة.
معتمد محلية أم بده بولاية الخرطوم عبداللطيف فضيلي حذر من حدوث كارثة بيئية وصحية وأمنية في محليته جراء الممارسات السالبة داخل معسكرات الجنوبيين والذين يبلغ عددهم 22 ألف أسرة في ثلاثة معسكرات، مضيفاً أن تلك المعسكرات (انتشرت فيها الأمراض مما يشكل خطراً بيئياً بجانب أنها أصبحت مهدداً أمنياً ومأوى للمجرمين).
خلال الأسبوع الماضي اقتحمت الشرطة معسكر (سودان جديد) بمحلية جبل أولياء وضبطت (17) ألف قارورة كريستال من الخمور البلدية وقضت على (225) بئراً معدة لصناعة الخمور و(150) باقة عرقي كبيرة و(600) برميل بلح مخمر بعد أن ضربت حصاراً كاملاً على المعسكر وشاركت في الحملة التي قبض خلالها على عدد من المتهمين قوة من الشرطة وجهاز الأمن.
احتفظت بقصاصة من جريدة (آخر لحظة) الصادرة في الثلاثين ديسمبر من العام الماضي والتي تحدثت عن إجراءآت وترتيبات وعدت وزارة الداخلية بالقيام بها لضبط الوجود الأجنبي بالبلاد فهل بربكم تناقصت الهجرة الأجنبية خلال هذا العام الذي منينا فيه بتشديد الضوابط للحد من تلك الهجرة أم أنها تزايدت وتفاقمت؟!
الإحصاءآت التي استشهدنا بها تفصح عما حدث خلال هذا العام الذي بلغت فيه نسبة الأجانب ما يقرب من ثلث سكان الولاية سيما في بعض الأحياء التي احتلت بالكامل تقريباً من قبل جنسيات أجنبية معينة.
في سبتمبر الماضي صرح الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء أن المجلس وجه بوضع خطة متكاملة لحصر وضبط الوجود الأجنبي بالبلاد.
هذه نماذج من الوقائع التي تثبت الخطر المتفاقم للوجود الأجنبي الذي بات أمراً مزعجا للسلطات المختصة ومهدداً خطيراً لأمننا الإخلاقي والاجتماعي والصحي فضلا عن تأثيره على وضعنا الاقتصادي باعتبار أنه بات يشكل عبئاً على السلع والخدمات ويتسبب في الندرة التي تعاني منها البلاد من حين لآخر ويفاقم من الأزمة الاقتصادية والمعيشية.
الحديث الذي أدلى به الفريق أول محمد عطا مؤخراً لصحيفة السوداني حول الدور الذي لعبه جهاز الأمن والمخابرات في مكافحة تهريب المواد التموينية كالقمح والدقيق والمشتقات البترولية إلى خارج البلاد وكذلك تجارة السلاح تجعلنا نطلب من الفريق عطا بما لجهاز الأمن من إمكانات لا تتوافر لغيره أن يتولى قضية الهجرة كما تولى ملفات لا تقع تحت دائرة اختصاصه المباشر باعتبارها مهدداً أمنياً خطيراً ولو ترك الأمر على هذه الحال لوجدنا أن نسبة الوجود الأجنبي بلغت في نهاية عام 2016 نصف سكان العاصمة.
نجح جهاز الأمن في تكوين لجان مشتركة من الأمن والشرطة والجيش تولت مهام أمنية معينة، وأحسب أن أمر الهجرة يحتاج إلى معالجة شاملة من خلال آلية مركزية لا تتبع للولايات التي تتفاوت درجة اهتمامها وتفاعلها وامكاناتها ومن شأن إنشاء آلية مركزية تعمل باستراتيجية واحدة أن تحيط بقضية الهجرة بل وتتولى مراقبة الحدود وتقوم بترسيمها والتصدي للتعديات التي يمكن أن تنشأ من بعض المليشيات الأجنبية.


‫3 تعليقات

  1. طالما ان النظرة أمنية لكل ما يخص الدولة فالنتيجة الحتمية هى تحويل السودان لبؤر لكل المخاطر حتى يثبت جهاز الأمن انه لا يمكن الاستغناء عنه , انه الغول الذي تصنعه بيدك .
    مشكلة اللجئين من ابنائنا و النازحيين من الحروب هي مشكلة سياسية بامتياز و الحروب المحيطة حولنا مشكلتها سياسية كذلك و الفقر و الجوع و الهجرة غير المنظمة من اثيويبا و ارتسريا هي كذلك سياسية و اجتماعية …

  2. ياخي فلاحتك في الحبش والاريتريين طيب ماتتكلم لينا عن المصريين البقو ماليين العاصمة واتكلم برضو عن السوريين البجو خاشين السودان ولا حسيب ولارقيب عليهم وبعضهم ممكن يكونو تكفيريين وغيرهم ولا ديل عندك طبعا خط احمر وحبايبك مش كده واحد منافق