الهندي عز الدين

شكراً للرئاسة ..وسام “الجزلي” حلم مع مطلع العام الجديد


{يوم (الجمعة) قبل الفائت، كتبت في هذه المساحة مطالباً رئاسة الجمهورية بتكريم الإعلامي الضخم “عمر الجزلي” تكريماً خاصاً يضاف إلى تكريم مؤسسة (أروقة)، فالرجل لا يحتاج إلى مال، بقدر حاجته إلى تقدير أدبي يستحقه من الدولة التي قدم لها عصارة عمره وخلاصة شبابه، من وراء ميكرفونات الإذاعة إلى أمام كاميرات التلفزيون.
{ويبدو أنه حدث توارد خواطر بين (شهادتي لله) وكبار رجال دولتنا المحترمين، فاستجابوا للواجب والمفروض قبل أن يستجيبوا لصوتنا الخفيض، فكرموا “عمر الجزلي” مساء أمس الأول في الاحتفال الرسمي الكبير للدولة بالقصر الجمهوري، بمنحه وسام الآداب والفنون .
{“عمر الجزلي” الإعلامي الفنان يستحق هذا الوسام الرفيع، وهو تكريم رمزي في شخص “الجزلي” لكل قبيلة الإذاعيين ومخضرمي التلفزيون .
{ألف مبروك “عمر الجزلي” ..
{شكراً سيادة الرئيس “البشير” ..
2
{إلى جانب جلسات الحوار الوطني الجامع، يكون مفيداً وقيماً جداً أن تجتمع على صعيد خاص مجموعة صغيرة ذات ثقل سياسي وفكري، تمثل خلاصة اتجاهات وأفكار أهل السودان في قاعة أصغر لحوار وطني أوسع حول كافة قضايا الوطن.
{إنني آمل لخير السودان أن يلتئم قريباً شمل اجتماع يضم الإمام “الصادق المهدي” مع الدكتور “حسن الترابي” والأستاذ “فاروق أبو عيسى” وقيادي من المؤتمر الوطني يختاره الرئيس “البشير”، والدكتور “جلال الدقير”، وممثل لمولانا “الميرغني”، بالإضافة إلى السيد “موسى محمد أحمد” والدكتور “التيجاني سيسي” والفريق “دانيال كودي” والدكتور “منصور خالد” مع سكرتارية لا تزيد عن ثلاثة أشخاص، ليحددوا الملامح الرئيسية لاتفاق شامل تتراضى عليه كل القوى السياسية الحية والحركات المسلحة من دارفور إلى جبال النوبة.
{هل بالإمكان أن يجتمع (كبار) البلد قبل أن يفوت الأوان، فيقدموا لوطنهم ويتنازلوا لشعبهم وهم في عمر الحكمة والتنازلات و(السبحة) و(التبروقة) ؟؟
{نحلم بذلك .. وليس ذلك على الله بعزيز.


تعليق واحد

  1. أبشر الماحي يكتب .. (فوزية الجزلي) منذ نحو أيام.. لها الرحمة والمغفرة.. فضلا عن عودته للتو بوالدته المريضة من الأردن.. نسأل الله لها الشفاء.. كما لم يمض على عودته هو شخصيا من واشنطن أكثر من عشرين يوما.. زيارة لأبنائه لم تخل هي الأخرى من المراجعات الطبية.. برغم ذلك كله.. تسامي الرجل فوق جراحاته وقابلنا كعادته بابتسامة شفيفة وترحيب ..
    * ومن ثم أجرت مؤسسة، الملاذات الجناح الإعلامي، لقاءً أتصور أنه (فوق العادة) مع البرامجي التوثيقي الأشهر الأستاذ عمر الجزلي.. سيظهر هذا اللقاء الموسع بطبيعة الحال في مكان ويوم آخر.. عسى أن يكون في هذا المجهود الإعلامي المتواضع بعض وفاء وبعض رد دين مستحق.. لرجل أوقف حياته لتوثيق تاريخ أمة شفاهية.. فتاريخيا ظل ما بين الصدور والقبور إلا ما أدركته العناية الإلهية، ثم تداركه الجزلي عبر مجهوده التوثيقي الضخم ..
    * غير أني حزنت جدا لمَّا أدركت أن الأستاذ عمر الجزلي الذي وثق لألف وستمائة شخص عبر أربعة عقود من عمليات التوثيق المتواصل، لم يحظ هو في المقابل حتى الآن بنوط جدارة واحد ولا بقلادة شرف رئاسية ولو من الدرجة الثالثة، وبلاد النيل والشمس والاحتفالات، تكاد في كل يوم تقيم محفلاً وعويلاً لمن هم أقل منه عطاءً !!
    * فللرجل التوثيقي في كل ضرب ضيف وسيف.. فمن الرؤساء صنع حلقات لجعفر نميري وصدام حسين والرئيس اليمني الأسبق السيد الحمدي، فضلا عن معالي السيد نائب الرئيس علي عثمان محمد طه.. ومن الشعراء الفيتوري والأبنودي ومن الصحفيين بشير محمد سعيد وعبدالرحمن مختار.. والشيخ الزنداني من العلماء والأمير محمد الفيصل من عالم الاقتصاد وغيرهم كثير، كثير جدا ..
    لم يعد الجزلي مجرد موثق فحسب، بل هو شاهد عيان ومعايش لانطلاقة مسيرة كثير من الذين أصبح لهم فيما بعد شأن كبير.. على سبيل المثال مواسم رحلة الروائي الراحل الطيب صالح الذي زامله في الإذاعة بقراءة النشرة الإنجليزية.. يقول الجزلي إن رواية قصة الطيب صالح قد بدأت يوم نبهه فني الإذاعة موسى محمد إبراهيم ذات يوم بقوله “يا الطيب شايف البي بي سي دائرة ناس وأنت عندك إنجليزي كويس” فكان الروائي العالمي الطيب صالح كما وثق له فيما بعد الجزلي و.. و..
    * قلت للرجل الجزلي، إن العزاء يكمن في أن الوزير يصبح وزيراً بمرسوم حكومي وتنتهي صلاحيته أيضا بفرمان حكومي.. غير أن المبدع يصبح مبدعاً بقرار وإجازة من الشعب مباشرة وأن مراسيم الدنيا كلها لا تقوى على إحالته للتقاعد.. وأنت يا عزيزي مجاز من الشعب.. ويكفي أنك تكرم في اليوم الواحد عشرات المرات على قارعة الطرقات من قبل هذا الشعب الوفي.. وهذه حيثيات نوط جدارة الملاذات لك.. ذلك مما خفف على الرجل بعض الابتلاء والحزن وبعض الجفاء والنكران
    وأبشر الماحي .. يكتب بالملاذات الآمنة