رأي ومقالات

المستشفيات العامة بولاية الخرطوم مكانا يستحق الثقة والاحتفاء به وفيها شباب (زي الورد)


نتوء صغيرة أحسست به في ساقي اليمني ؛ صغير لا يحس او يري ؛ لامس بشرة الساق فلم اعره انتباهه ؛ بدا في الوخز والمشاغلة فردعته ببعض الهرش والانشغال ؛ عوالم السعي والشواغل لا تجعل لامر كهذا قيمة ؛ شيئا فشيئا رايته يمضي -النتوء- جريئا في الظهور ؛ قلت لنفسي ربما اثر كدمة قديمة ؛ ارتطام بشئ او اعتراض عابر ؛ نحن امة من الساعين بالجري والهرولة اطراف النهار وزلفا من الليل
هرشت راسي احفز مظان اجترار الذاكرة علي اجد عن نار التساؤلات هدي افسر به حكاية هذه الطارئة ؛ لم اجد ثم شكوت لما تجرعت بعض الالم الطائف لصديق قلت وانا احتال علي ملمس البنطال لاجعل من خيوط قماشه مسكنا للوخز ؛ شئ ما عضني ؛ تطوع بشروحات مهيبة عن تطفلات هوام الارض والفضاء ؛ كشفت عن ساقي ؛ احسست برغبة في الضحك ؛ كانت ساق شيطانية الملامح اضاف عليها البرد غلالة من غبش مثل لون الدقيق ؛

ربما احتاج لاتخاذ نصيحة تلك الباحثة عن (المسوح) بالزيت ماخذا جديا ،نظر صديقي ثم قال لا تجزع قلت (يسمعن) ليضيف هذه لسعة ما ومثل اي اعراب من تخوم اطراف البادية نصحني بالحلبة واعشاب ومكونات اخري قال انها تفك طلاسم هذه الفضوليات من الاعراض وعوارض الجسد ؛ بالفعل فقد استقبلت ساقي خليطا واخلاطا من الحلبة والجنزبيل ومضيت لاجعل من مكان الالم طشت عطارة ولكن هيهات ؛ ما تواري الامر بل تحول الي جرح اطارده بالمطهرات والمسكنات ومس المراهم وعيادة الاطباء احدهم ؛ طبيب اعجبني في ثرثرات انس التعارف مد ساقي ونصب فوقها نظارة طبية ؛ واقام عليها قوائم تطمينات يرسلها نحوي بدوت مثل زنديق يعد للصلب ؛ طلب مني النهوض ثم جري خط يده الشنيع علي حزمة فحوصات بدا بعضها لي غريبا ؛ لست اشكو يرقانا او عارض نفاس ! احضرت الفحوصات فضمها الي حزمة ادوية وعلاجات خرجت بها من الصيدلية وقد حرت في الية فرز مقرر الصباحي والمسائي منها بعد ايام لم اشعر اني احرز تقدما ؛ يبدو اني استفززته فمضي غريقا يغور في لحم السائق ؛ كان شيلوك الذي يحفر لانتزاع مقدار ميزان المرابحة ؛ تحولت الي طبيب اخر ؛ قلت هذا اكبر ؛ فما رايت سوي برهان فضيلة الصبر ؛ اكثر من اسبوعين وانا مثل (ميسي) تلف قدمي بين الاربطة و(اللصقات) ؛ اختبر شجاعة المنازلة بيقين لم اكن اعلم ان لي ميزان ثقله منشطا ومكره

منحني الامر فوق هذا فائدة التأمل ؛ والعسر النبيل فرصة لاستكشاف ان عوالم البيوت ضاجة بالتفاصيل ؛ لا اذكر نهارات بيتنا تقريبا اذ تحولت لخفاش يغشاه ليلا ؛تعرفت ربما للمرة الاولي علي لون الجدران في بيتنا ؛ صادقت نحلة تطوف كل صباح ؛ تحضر تزاور عني يمنة ويسرة وانا اهشها براس وسادة او بعاصفة من تبار هواء مروحة السقف التي لاحظت ان اطراف اجنحتها حملت تلا من رمل ولون مغبر مع بعض سواد

صادقت كذلك (ضب) صغير يجيد التمسك بالحائط ؛ يرفع راسه وينزله بفاصلة ثوان ؛ اهم بقذفه بشئ ثم اتذكر خزعبلات الجن والشيطنة مخافة ان ارسل عليه مضربا فيرتد نحوي بلعنة و(مش ناقص) ! تعرفت علي مشاق ترتيب المنازل واعادة النظام وشجار البحث عن فردوس (الريموت) الضائع لقنوات التلفاز التي عرفت خلالها ان بعض الفضائيات لا تساوي قيمة شعاراتها الباهرة المحسنة وتابعت (السي ان ان) فايقنت اني (خواجة) اعجمت العربية لسانه اذ عرفت اني مستمع جيد للانجليزية وقارئ فطن للعناوين

اتمتع هذه الايام باقامة جبرية ؛وافتقد رهق تكاليف الوظيفة التي لا احبها بل اتعشقها ان صح التخريج ؛ تعلمت خلاصة فؤائد التأمل والمراجعات ؛ وتعلمت قبل ذلك ان الصحة حقا نعمة مهملة لا يوليها الكثير منا فروض الاحترام والتقدير اللائق واما الاكتشاف الاهم من كل هذا الذي ضجرتكم به ان المستشفيات العامة بولاية الخرطوم مكانا يستحق الثقة والاحتفاء به وان فيها شباب (زي الورد) تفانيا وعطاء ؛ طيبون مطيبون وانها تحتاج الي ان نثق فيها فقد عبرت اولا من مستشفي خاص لم يفعل شيئا سوي ارهاقي برص التعهدات والتوقيعات حتي احسست اني اغشي مصرفا بجادة منهاتن وليس مستوصف ابتغي فيه العافية .
دمتم بعافية ..دوما

الخرطوم: محمد حامد جمعة


‫2 تعليقات

  1. أحببت سطورك من أول مقال

    لغة راقية افتقدناها في أزقة الصحافة

    لك التحية

  2. ,هههههههههههههه والله المرض،سلطان الا كان غيرو التعامل علي حسب الوضع الاجتماعي ياناس والله بنجي بحالة طارئة ولا من مجيب اتقي الله في الاخر نفقد مريضا ياخي ماسيبنا