الطاهر ساتي

للتصدير ..!!


:: حدث تاريخي..مع خواتيم العام الفائت، وبعد خمس سنوات من التدريس والتدريب، لأول مرة – في تاريخ الطب بالسودان – تم تخريج (14 إخصائياً) في طب الطوارئ من المجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية..لهم الشكر، علماء المجلس لم يحتفوا بهذا الإنجاز كما يفعل بعض الذين لاينجزون إلا (الفشل و الكسل)..ولكن بصدق العلماء وإخلاصهم إجتهدوا – في صمت – إلى أن قدموا للوطن والمواطن نواة التخصص في (طب الطوارئ)..نعم هؤلاء هم ( النواة)، فالقطاع الطبي بالسودان كان خاليا من هذا التخصص..ولهم الشكر أيضاً، فالأساتذة الذين أشرفوا على التدريس والتدريب هم بعض أبناء السودان الذين تخصصوا في طب الطوارئ بدول المهجر، ولايزالوا بتلك الدول ..!!
:: فالحدث مفرح، وإليكم هذا الحُزن..قبل تسع سنوات، قدمت وزارة الصحة الإتحادية خارطتها الصحية لوزارة المالية، وكانت بها عدد من المشاريع (المهمة جداً) .. منها مشروع إنشاء مستشفى حوداث وطوارئ جديد بمنطقة جبرة، جنوب الخرطوم ..وأجازت المالية مشروع المستشفى..حوداث الخرطوم الحالية لم تعد تسع لكل حوادث وطوارئ وإصابات سكان الخرطوم.. إذ هي تستقبل حوالي ( 1500 حالة يوميا)..وسعة عنابرها لاتتجاوز( 40 سريرا)..ثم هي لم تعد تتوسط أحياء الخرطوم التي جاورت أحياء النيل الأبيض جنوبا.. وتقع في منطقة هي الأكثر زحاما وتكدسا بالمارة والسيارة، ولايصلها المريض إلا بشق الأنفس..!!
:: لكل ما سبق، وافقت المالية على مشروع مستشفى حوادث وطوارئ جبرة..ودعمت المشروع لتخفف الأعباء على حوادث وطوارئ الخرطوم التي يتم تجفيفها (حاليا)..ولتريح سكان أحياء جنوب الخرطوم من الصحافة الي جبل أولياء.. ولتصل خدمات حوادث و طوارئ جبرة بعض أحياء الجزيرة و النيل الأبيض أيضا.. تجاوبت المالية مع فكرة المشروع ووافقت عليها..فشكلت وزارة الصحة لجنة فنية لترجمة الفكرة الي أرض الواقع.. وإنبثقت من تلك اللجنة لجان طبية وأخرى هندسية وسافرت الي الإمارات وماليزيا و روسيا، ثم عادت وإجتمعت بالأسابيع والأشهر، حتى توصلوا الي خارطة مشروع ..!!
:: يتكون من (5 طوابق )، على مساحة (3500 متر مربع)، و تسع (160 سريرا).. وبها – لأول مرة في تاريخ مشافي السودان – قسم خاص لإصابات حوداث المرور، وكذلك قسم خاص لحالات التسمم ..ثم، ( 4 غرف للعناية ) و (8 عنابر)..أي هي الأكبر – والأحدث – في السودان من حيث المواصفة الفنية والطبية، لأنها جمعت تجارب مشافي حوادث و طوارئ تلك الدول التي زارتها تلك اللجان..ثم قدمت اللجنة خارطتها وميزانيتها لوزارة الصحة..وهذه قدمتها للسلطات العليا وزارة المالية..وصدقت وزارة المالية – فورا – بالتمويل بنظام الصكوك..والحكومة لاتمول مشروعا بهذا النظام ما لم يكن إستراتيجيا و(مهما جدا )..!!
:: ( 7 مليار جنيه) هي تكلفة المرحلة الأولى التي إنتهت قبل سبع سنوات تقريباً، وهي مرحلة المباني..(7 مليار جنيه )، عندما كان سعر الدولار (2.5 جنيها)..والمؤسف للغاية، منذ سبع سنوات و إلى يوم هذا – وهو يوم تجفيف حوادث وطوارئ مستشفى الخرطوم، – لم يغادر مستشفى حوادث وطوارئ جبرة مرحلة (المباني المهجورة)..هكذا حال هذا المشروع، وتلك تكلفته المدفوعة من أموال الناس ..محض أطلال..وبما أن وزارة الصحة لن تكف عن تجفيف أكبر حوادث وطوارئ بالخرطوم ( مستشفى الخرطوم)، ولن تجتهد في إستغلال وتشغيل أكبر حوادث وطوارئ بالسودان ( مستشفى جبرة)، فلمن تخصص أطباء طب الطوارئ لأول مرة في تاريخ السودان ؟.. الله أعلم، ربما ليهاجروا أيضاً..!!


تعليق واحد

  1. وممنوع التصدير والاغتراب قبل اجتياز دورة التجميل والاتكيت .بجهاز المغتربين. والجهاز يغني بالاف الكفاءات الوطنية بالخارج.. ويفتخر بفتح المزيد من الصالات بالجهاز الام وحلاوة المولود الجديد ببحري. ووطن النيل لاروب فيه. اطباء للصادر وعطاء لاستيراد صلصة. توم. اجهزة تصحو لتحتفل