مقالات متنوعة

هنادي الصديق : حيكومة الجداد والحمام


جاء في الأخبار المضحك المبكي من حيكومة (المحن) التي تبتدع كل يوم ما يجعلنا في حيرة من أمرنا وأمرها .
* ففي الأخبار أن السيد رئيس تشريعي ولاية الخرطوم صديق محمد علي الشيخ، يعتزم إطلاق مبادرة في الأيام المقبلة لتشجيع الأسر على تربية (الأغنام والحمام والجداد) داخل منازلهم، فضلاً، عن زراعة الخضروات من أجل تحقيق الأمن الغذائي للأسر بعد ارتفاع أسعار اللحوم والخضروات على حد زعمه، وذكر أن تلك العادات كانت موجودة في الماضي، قبل أن ينصرف عنها المواطنين في الفترة الأخيرة لأسباب مختلفة.
* حديث مستفز ومضحك في آنٍ واحد، ولنبدأ من الآخر، حيث يقول سيادته إن انصراف المواطنين عن تربية الأغنام والحمام والجداد كما كان في السابق يعود لأسباب مختلفة، ولا أدري هل يعيش سيادته معنا في وطن واحد يسمى السودان أم إن الصدفة وحدها أتت به، فإن كانت الإجابة بنعم يعيش معنا ويجلس بيننا، فدعوني أسأله عن آخر مرة دخل فيها سيادته (سوق الله أكبر)، وهل سمع بضائقة ما يسمى البصل والدقيق والسلع التموينية بشكل عام؟ وهل وقف سيادته في صف الغاز ولو ليوم واحد فقط؟؟
* سأجب نيابة عنه لأنني قررت أن أكون القاضي والجلاد في الوقت نفسه، السيد الرئيس لم يدخل السوق قريباً ولا أظنه سمع بمحنة الغاز التي هزت كل أركان البيوت السودانية عدا بيوت (الأكابر).* السيد الرئيس يعي تماماً أسباب انصراف المواطن عن تربية الأنعام في المنازل، ولكنه بحكم المصلحة الخاصة المتمثلة في بقائه أطول وقت في كرسي الرئاسة يستنكر تماماً معرفة الأسباب وسينكرها ما دام جالساً على العرش.
* سيدي الرئيس، المواطن لا يجد ما يأكله، ولا ما يدفعه لشراء (عيدان) لبناء الزريبة أو (حديد) لتشييد أقفاص الحمام والجداد، فمن أين له بعلف هذه الحيوانات التي أوشكت أن تختفي من قائمة الحيوانات اللاحمة بالسودان.* وبدلاً من حث المواطن على تربية الحيوانات درءاً لشبح مجاعة قادم ربما هز الأرض من تحت أقدامكم، عليك أن تحث حكومتك بضرورة إيجاد حلول جذرية لمعالجة حالة الغيبوبة التي يعيشها الاقتصاد السوداني أو بمعنى آخر حالة (الموت السريري) بفعل السياسات الخاطئة والطائشة في أحيان أخرى، وعليك أن تكون على قدر الأمانة والمسؤولية التي كُلفت بها اللهم إلا إن تم تكليفك بتضليل المواطنين عن المشاكل الحقيقية التي يعيشونها وتخديرهم بمثل هذه الأحاديث الفجَّة وتغييبهم مع سبق الإصرار والترصد.
* حث حكومتك السيد الرئيس على اتباع سياسات تشجع على الصناعة المحلية وتشجع على الاستثمار الزراعي، فكل مقومات الزراعة والصناعة متوفرة بالسودان ولكنها في انتظار أصحاب الخبرة والاختصاص ليقوموا بدورهم كاملاً تجاه الوطن، وللأسف السواد الأعظم منهم أصبح خارج حدود الوطن، ومن لم يهاجر منهم، وجد نفسه خارج دائرة الاختصاص ليحل محله بعض التجار والسماسرة والباحثين عن أنفسهم تحت ظلال المؤتمر الوطني الوريفة.
* المواطن ليس في حاجة لأكل الجداد والحمام ولا شرب حليب الأغنام ولا الأبقار، فكلها رفاهية في ظل الظروف التي يعيشها، المواطن يحتاج لماء نظيف يقيه مشاكل الفشل الكلوي، ويحتاج لأكل خضروات طازجة (غير محقونة) تتسبب له في سرطانات لعينة، المواطن يبحث عن الأمن والسلام، وحتى يستيقظ ضمير حكومتك من سباته العميق دع المواطن وشأنه يأكل من خشاش الأرض أو يأكل في خاطره، ويكفيه اقتراحات لا تخدم سوى مصلحة المستفيدين من (الأكابر).
* أخيراً أتمنى أن يبدأ السيد الرئيس بتطبيق هذا المقترح بمنزله ليكون قدوة لإخوته في الحزب الحاكم.
الجريدة


تعليق واحد

  1. لله درك ايتها الهنادي – فقد (اسمعتي) اذ ناديتي حيا ولكن لا حياة لمن تنادى –