أم وضاح

استقيل يا وكيل!!


حيث إننا ما زلنا نقف في محطة الانتظار لنعرف نتائج عاصفة الحج والعمرة والاتهامات التي وجهت لإدارتها، وهي ليست اتهامات خبط عشواء وليست اتهامات مجهولة النسب والمصدر، بل وجهت من قبل أعلى سلطة تشريعية ورقابية، وهي البرلمان، الذي أقر بوجود تجاوزات ترقى لمستوى الاتهامات بممارسة الفساد الصريح، حيث إننا ما زلنا نقف في محطة الانتظار لنعرف النتائج التي توصلت لها اللجنة التي شكلتها وزارة الأوقاف للتحقيق مع السيد “المطيع” مدير الحج والعمرة، وهي أصلاً لجنة تكوينها بهذا الشكل يدعو للضحك وبذل عبارات السخرية بلا حدود، إذ كيف تحقق جهة هي أصلاً جزء من الاتهام مع أحد منسوبيها.. كان الأولى ولمزيد من الشفافية وكشف الحقائق أن تنبثق اللجنة من لدن وزارة العدل لأنها الجهة المعنية بإحقاق الحق.. ما علينا وقد رضينا وامتثلنا لهذه اللجنة التي يمثل تكوينها لهذا المسمى فقئاً لعين العدالة في وضح النهار، نتفاجأ بأن وكيل الأوقاف ورئيس اللجنة المكلف بالتحقيق مع “المطيع” في تهم تتعلق بالفساد يخلفه على كرسي الوكالة التي تدير شؤون الوزارة في ظل عدم وجود وزير بعد استقالة الوزير السابق، ليصبح “المطيع” وكيلاً لوزارة الأوقاف وينتقل في بلد العجائب من كرسي الاتهام ويجلس على كرسي المحقق ويخلف كراعه كمان.. وفي ستين البرلمان وفي سبعين اللجنة التي يفترض أن تحقق معه، وفي ثمانين داهية المنطق الذي كان يفترض أن يجلسه في منزله حتى يتم التحقيق معه، فإما براءة يقدل بعدها كما يشاء أو إدانة يدفع ثمنها عاجلاً غير آجل.
هذا ما يحدث بكل بساطة في بلد ما عندها وجيع، وهذا الوكيل الذي لا أدري إن كان في كامل قواه العقلية وهو يمهر تكليفاً لشخص يخلفه في منصبه شخصياً، وهو المطلوب منه أن يحقق معه.. هذا الوكيل، إن كانت في هذه البلد عدالة ومؤسسية، لا يستحق أن يستمر في منصبه لحظة واحدة، وهو يرتكب فضيحة بجلاجل لا أظن سبقه عليها أحد أو سيعقبها عليه شخص، لأنه فعل اللا منطق ومارس اللا معقول ومد لسانه للقانون والعاجبه عاجبه والما عاجبه يحلق حواجبه!!
أنا شخصياً مصدومة من هذا الفعل الذي يمثل قمة الاستهتار بالبرلمان الذي فتح هذا الملف وأصر عليه، لكن يبدو أن هناك من يعلمون وقلبهم محدثهم أنهم أعلى من القانون وأقوى من البرلمان، الذي أعتقد لو أنه بعد كل ما قيل تحت قبته في قضية الحج والعمرة ولم يستطع أن يتملك فيها الحقائق ويوضح الحيثيات، فعلى نوابه الكرام أن يحلوا عن سمائنا ويحتفظوا بماء وجوههم ويشوفوا ليهم شغلة غير النيابة التي تمنحهم حق الرقابة والمساءلة، ويجعلوا نغمات هواتفهم مطلع أغنية تقول “المطيع ده بابو جمب بابنا.. المطيع ده بوظ أعصابنا”!!
{ كلمة عزيزة
استمعت أمس للحوار الذي أجرته فضائية الخرطوم ونقلته فضائيات أخرى مع والي الخرطوم.. وبصدق لم يكن في البرنامج جديد، إذ إنه كان في أكثره وعوداً وخططاً مستقبلية شكلت حديث الأخ الوالي، وهي ذات الوعود التي تعود عليها مواطن الخرطوم، لكننا ما زلنا ننتظر أن تصبح الوعود حقيقة يشعر بها المواطن في حياته اليومية.. فقط الجديد في حديث الفريق “عبد الرحيم” الروح الطيبة التي أبداها نحو الإعلام والصحافة خاصة وأن ما رشح عن الوالي أن ثمة وداً مفقوداً بينه والأجهزة الإعلامية، نرجو أن تكون هذه الروح بمثابة الضمانة لنقد حقيقي توجهه الصحافة لأداء حكومة الولاية يتقبله الوالي وأركان حربه برحابة صدر.
{ كلمة أعز
كسب الأستاذ “عصام الصائغ” حكماً في مواجهة قناة الخرطوم أعاد للرجل حقه الأدبي قبل المادي، وأمثال “الصائغ” يوشحون بالأوسمة بدلاً عن عرائض المحاكم!! لكنها بلد كل في غير مكانه!!


تعليق واحد