حيدر المكاشفي

ديوك الإمام لإسقاط النظام


لا يكل الإمام الصادق المهدي ولا يمل ولا ييأس من إطلاق الشعارات (المسقطة) للنظام أو إن شئت قل (المغيرة) له دون جدوى، فها هو الآن يقول لمحاوره من صحيفة “الصيحة” الزميل صديق رمضان إنه بصدد إطلاق شعار جديد أسماه (برنامج هنا الشعب)؛ يهدف من ورائه لإخراج جموع الشعب في تظاهرات هادرة تحمل لافتات توضح موقفهم من النظام.. أنا لا أعرف على وجه الدقة كم شعاراً بهذا المعنى أطلقه الإمام ولكنها كثيرة على كل حال، وما أذكره منها سابقاً ابتداره أولاً لما أسماه حملة توقيعات مليونية تحت مسمى «تذكرة التحرير» وكان هو شخصياً أول الموقعين عليها، ثم من بعد كانت مبادرته الثانية بحشد الناس ضحى في اعتصامات حاشدة تمتلئ بها الميادين والساحات وتفيض، وأذكر أنني حينها علقت على مساعي الإمام هذه لإسقاط النظام بأنها تماثل ما عناه المثل الشعبي اللبناني القائل (أركب الديك شوف لي وين بوديك)، ويُضرب على من يتخذ له وسيلة لتحقيق غاية يرجوها لن توصله الى شيء غير أن تعيده الى نقطة الصفر، تماماً مثل من يتخذ الديك مطية له فلن يبلغه مقصده ولن يوصله الى جهة غير قفص الدجاج، ورغم ذلك لم يقنع الإمام من ركوب الديوك وها هو الآن يمتطي الثالث.
الواقع أن التجربة السودانية في التغيير تجعلنا ننظر لتنظيرات الإمام على أنها محض محاولة لركوب الديك كما في المثل اللبناني المار ذكره، ففي أكتوبر وأبريل وهما أبرز حدثين أحدثا التغيير في البلاد؛ لم تتخذ فيهما التوقيعات كوسيلة للتعبير عن الرفض وطلب التغيير، كما لم تكن موجات الاعتصامات والإضرابات والتظاهرات التي عمت البلاد هي وحدها من أتى بالتغيير، وإنما بعد أن ساندها الجيش ووقف الى جانبها، بل حتى أن أقرب الأحداث القريبة وهي ما جرى بمصر؛ ما كان لها أن تنجح بالتوقيعات المليونية التي أعقبتها الاحتشادات الكثيفة بالميادين لولا انحياز الجيش لها.
دعونا نفترض أن الإمام ومعه الحزب والكيان قد تمكنوا من جمع عشرين مليون توقيع وحملوا أرتال الأوراق التي تحمل هذه التوقيعات على دفارات وساروا بها في مسيرة مهللين ومكبرين حتى حط رحلهم بسلام وأمان أمام القصر الرئاسي، وبعد الهتافات الداوية والتكبيرات العالية؛ قالوا للحكومة الشعب السوداني يطلب التغيير وها هو الدليل، وجاءهم رد الحكومة بارداً وناعماً «موصوها واشربوا مويتها»، فماذا هم فاعلون غير العودة أدراجهم لتنفيذ الخطة «ب» وهي الاعتصامات بالميادين والساحات.
مرة أخرى هب أن الإمام ومعه الحزب والكيان؛ تمكنوا من حشد الملايين داخل ميدان الخليفة وغيره من الساحات، وبقوا داخلها يهتفون ويرددون الأناشيد الوطنية ويلوحون باللافتات الداعية لذهاب النظام ليوم واثنين وثلاثة، بل قل شهر ظلوا على حالهم هذا دون أن تمسهم الحكومة بأي سوء، ودون أن تمنحهم أدنى التفاتة، فماذا هم فاعلون غير أن يتفرقوا ويتفرغ الإمام للكتابة وإلقاء الخُطب من على منصات المنابر السياسية والدينية والتجول بين الأمصار بين فترة وأخرى للمشاركة في المؤتمرات هنا وهناك.


‫2 تعليقات

  1. كلامك صاح ايها الكاتب…فهذا الامام لا يجيد سوي اطلاق الكلام والامثال والعبارات التي ماعادت تطعم عصفورا… ويكفي انه لم يتمكن من ترتيب بيته ولا ترتيب حزبه فكيف له ان يقود بلد مثل السودان…. حقا انه الكاذب الضليل