مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : أحمد عبد الرحمن كلامك عجيب «2-2»


> أعادنا الشيخ أحمد عبدالرحمن عبر«اليوم التالي» إلى الوراء.. الشهور الأولى لهذه الحكومة.. وإن شئت قل: الحكومة السابقة برئاسة البشير.. وهي سابقة لحكومة انتخابات عام2010م.
> الشيخ أحمد عبدالرحمن يحدثنا عن وقوف السودان مع صدام حسين حينما احتل الكويت. ولم يقل إن وقوف السودان كان في ذلك الوقت هو وقوف الحركة الإسلامية الحاكمة والحركة الإسلامية كان أمينها العام شيخه «حسن الترابي».
> فمتى كان احتلال صدام للكويت؟! ومتى كان تأسيس المؤتمر الوطني الوعاء الجامع الذي جمع حتى الجنوبيين والأقباط من غير المسلمين؟!
> ومحمد الأمين خليفة عضو مجلس قيادة ثورة 30 يونيو 1989م والموالي للترابي بشدة والقيادي معه في حزبه المؤتمر الشعبي، كان قد ذهب إلى السفارة الكويتية بعد احتلال صدام للكويت وطلب منهم مفاتيح السفارة لتسليمها للعراقيين.
> فخديعة السفيرة الأمريكية في العراق حينها «أبريل غلاسبي» قد انطوت أيضاً على شلة الترابي مثلما انطلت على صدام حينما قام باحتلال الكويت.
> كانت السفيرة الأمريكية قبل الاحتلال تقول لصدام حينما اجتمعت به من باب التحريض «واشنطن ليس بينها وبين الكويت اتفاقية دفاع مشترك».
> وهذه الخديعة لم تستوعبها الحركة الإسلامية بقيادة الترابي.. والترابي لم ينتبه إلى أن واشنطن يمكن أن تخدم إسرائيل في تدمير أية قوة تنشأ في أية دولة عربية تتفوق عليها حتى ولو كانت الدولة مطبعة العلاقات معها.. فقد يتغير فيها الحكم ويلغى التطبيع كما حصل في موريتانيا وإن كانت ومازالت ضعيفة.
> لكن في إيران وبعد إطاحة شاه إيران بواسطة جماعة الخميني، فإن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية قد انتقلت من العلن إلى السر وتطورت إلى الأفضل من خلال اليهود الإيرانيين. فيهود ومجوس وشيعة الطيور على أشكالها تقع.
> إذن يا شيخ أحمد من قادوا الوقوف مع صدام هم الآن في المعارضة منذ الثاني عشر من ديسمبر عام 1999م.. بعد صدور قرارات الرابع من رمضان.
> والشيخ أحمد عبدالرحمن حينما يقول «وقوف السودان مع صدام في احتلال الكويت جاء بغير مؤسسية». فمن يا ترى إذن الذي كان مسؤولاً من هذا وقتذاك؟!
> أليس هو الترابي الذي كان قد وجد الفرصة في ظل المرحلة الأولى لهذه الحكومة لتأسيس ما شكل شبهة لممارسة الإرهاب بصورة رسمية؟
> وهو المؤتمر الشعبي والعربي الإسلامي.. كان قد جاء في وقت غير مناسب بحسابات الظروف الدولية مقرونة بها صفة التغيير في 30 يونيو1989م.
> وليت شيخ أحمد يذكر حكمة وذكاء عضو مجلس قيادة الثورة العميد حقوقي عثمان أحمد حسن حينما طالب المجلس بألا يظهر الترابي تحت أضواء السلطة الجديدة مبكراً.
> لكن نجومية الترابي تغلبت على هذه المطالبة.. وتقدم العسكري الشاطر باستقالته من المجلس العسكري الحاكم حينها.
> وبعد استقالة العميد وانتصار زعيم الحركة الإسلامية على مطالبته ماذا حدث؟ما حدث هو ما كان قد توقعه العميد عثمان.
> ما حدث هو أن الترابي بعد أن ظهر تحت أضواء السلطة هيأ البلاد لتواجه العدوان الغربي بصورة سافرة وجدت التأييد والمؤازرة والدعم حتى من دول الجوار.
> فكأن الأمر كان عملية انتحارية والسودان كان يختنق مع فاتورة الحرب بالحصار والقصف الجوي الأمريكي على مصنع الشفاء.
> لكن كانت قرارات الرابع من رمضان بعد عشرة أعوام بمثابة قبول متأخر لمطالبة العميد عثمان.. فقد تسببت في وضع السودان في طريق العودة إلى علاقات حسن الجوار وتحسين العلاقات الإقليمية خاصة مع المملكة السعودية.
> وغريب وعجيب إذا فهمنا كل هذا أن يقول شيخ أحمد إن «السودان بطبيعته مندفع وكان يفترض أن يتم ما جرى مع إيران بتحفظ لأن إيران دولة كبيرة ومؤثرة في المنطقة الإسلامية» انتهى.
> ترى هل يقصد أحمد عبدالرحمن أن نخاف من إيران ونتجرأ على غيرها؟!
> هل إيران أقوى دولة في العالم؟! لماذا إذن لم تحم مقري البعثة الدبلوماسية السعودية؟!
> ومن الممكن أن تتعرض السفارة السودانية في طهران إلى أسوأ ما تعرضت له السفارة والقنصلية السعوديتان.
> إيران دولة سيئة دينياً وأخلاقياً.. ولا يمكن احتمال العلاقات الدبلوماسية معها.. فهي رغم بخلها تريد أن تجعل السودان زبوناً مغفلاً في سوقها النفطية.. كما هي زبون مغفل في سوق السلاح الإسرائيلية.
> إيران لا تصلح مع دول العالم الإسلامي باستثناء المنطقة العراقية التي تحكمها حكومة بغداد الشيعية.. وإيران رغم صداقتها مع إسرائيل إلا أن السودان دفع ثمناً غالياً بسبب تقربه منها. فمن كان المسؤول؟!
غدا نلتقي بإذن الله…