أم وضاح

كله معلوم!!


دائماً أقول إن التحديات التي تواجهها بلادنا والمتربصون بها في الداخل ربما يكونوا أكثر بكثير ممن هم في الخارج، لذلك يظل استقرارها وهدوء أحوالها واستتباب الأمن فيها على كل المستويات، هو الضمانة الوحيدة للوصول لحلول لكل مشاكلنا وقضايانا التي ستبدو صغيرة وغير مهمة في حال انفرط لا قدر الله عقد الأمن وفقد الناس الطمأنينة. ولا أحسب أن شخصاً سيتمتع باللقمة وعلى رأسه زخات الرصاص، ولن يهنأ المواطن بالدولار لو وصل سعره خمسين قرشاً في حال أنه يخشى على نفسه وعرضه. بهذا الفهم ظللت أقول إن مؤسستي القوات المسلحة والشرطة هما الضامن الوحيد لاستقلال وكبرياء وشرف هذه الأمة.
لذلك لا أقبل حتى مجرد الحديث عنهما ولو من بعيد لبعيد، ويسوءني ويزعجني جداً المساس بعد حادثة سوق الذهب بأم درمان والتي وجدها بعض ضعاف النفوس وفاقدو التربية الوطنية، فرصة في محاولة للنيل من الشرطة السودانية وتصويرها بما ليس فيها. ومن داخلي كنت على ثقة أن المسألة لن تتعدى (سويعات) وبعدها يحسم رجالها الفوضى ويلقون القبض على الفاعل الحقيقي، لتظل سجلات الشرطة السودانية مضاءة بشرف أنها قد لغت ومسحت من مضابطها مقولة قيد ضد مجهول وحدث ما كنت أتوقعه تماما،ً وتم إلقاء القبض على الجناة في إنجاز ليس غريباً ولا مستبعداً عصف بما ظنه هؤلاء اللصوص تكتيكاً جديداً يسددون به ضربة قاضية للأمن، تجعل جريمتهم جريمة كاملة وتهز الثقة الكبيرة التي أولاها المواطنون للساهرين الذين فارقوا النوم وفارقهم لينعم صغارنا بأحلام هانئة ووردية!!
لكن دعوني أقول إنني استغرب جداً لبعض الذين سودوا صفحات الفيس والواتساب بتعليقات سخيفة وساخرة تطعن في كفاءة ونزاهة الشرطة، وهؤلاء للأسف أدمنوا انتهاز الأزمات ليفرغوا جوفهم المسموم في وجه وطن يظنون أنهم بهذا السلوك، يدافعون عنه أو يتبنون قضاياه. وعلى فكرة أرثي لحال هؤلاء لأن وعيهم غير الناضج لم يجعلهم يصلون لمرحلة يفهمون فيها أن الشرطة السودانية هي ملك الشعب السوداني لا تنتمي لحزب أو فئة أو فصيل، ظلت وستظل المؤسسة التي تعمل بمهنية ومؤسسية وهي تتولى أصعب وأخطر الملفات. ورغماً عن ذلك تنجزها بكل هدوء دون ضوضاء ولا فشخرة، وأفرادها قانعون بأوضاعهم لم يتململوا ولن يتملموا مطالبين بتمييز أو زيادات أو علاوات، رغم أنهم يستحقون طالما المقابل لذلك أرواحهم وجهدهم الذي يتواصل ليلاً ونهاراً!! لكل ذلك دعوني أقول ألف تعظيم سلام للقوات المسلحة حينما كان أسودها مرابطين مدافعين عن الثغور والحدود.
والقوات المسلحة وعلى طول تاريخها ظلت هي ضهر الشعب السوداني الذي يتكئ عليها لمن تجوط وتكركب، والتحية لرجال الشرطة السودانية الذين أصبح القبض على الجناة عندهم أقل بحساب الزمن من الوقت الذي استغرقته الجريمة نفسها!! التحية لهم وكل فاعل ومجرم عندهم أصبح معروفاً ومعلوماً وبجيبوا حي!!
{ كلمة عزيزة
الخطوة التي قام بها الفنان الشاب “شكر الله عز الدين” بإنتاج فيديو كليب لأغنية (عشان بلدنا)، هي خطوة فيها كثير من النضوج والإحساس الوطني، مما يجعله يغامر بهذا العمل الذي مؤكد هو ليس من شاكلة الأغنيات التي تضرب في السوق وتصبح مطلب المناسبات السعيدة والأفراح. صحيح الأغنية بمفرداتها وتوزيعها وأدائها ستكون رهينة فقط بالمناسبات الوطنية، لكن “شكر الله” وإن لم يكسب مادياً فقد كسب الاحترام وهو يلتفت لرسالة الفنان الحقيقي نحو بلده وقضاياه. “شكر الله” قدم نموذجاً للوعي الفني واستثمار النجومية التي يعتقد البعض أنه قد بلغ مداها، بصراخ الفتيات وراءه وطلب ساعته وسلسله أو تقبيل يده، وكأنه صاحب (الود) أو (الطير المهاجر) أو كأنه غنى أنت يا نيل يا سليل الفراديس.
{ كلمة أعز
أرجو من الأخ والي الخرطوم القيام بزيارة مفاجئة لمحلية بحري بدون مواعيد وبدون إنذار، يعني يا سعادتك أركب عربيتك وتعال براك لتتأكد وتشوف بعينك أننا قد هرمنا.


تعليق واحد

  1. طيب أين دور الشرطة في الاعتداء الذي تعرض له زميلك في المهنة عثمان ميرغني