عالمية

“بيغيدا” المعادية للإسلام تتظاهر ضد اللاجئين.. وميركل تدعو لترحيل المخالفين


بعد الاعتداءات الجنسية الصادمة ليلة رأس السنة تشهد مدينة كولونيا، السبت 9يناير/كانون الثاني 2015 تظاهرة لحركة “بيغيدا” المعادية للإسلام، في حين تتجه حكومة أنغيلا ميركل لتسهيل إجراءات ترحيل اللاجئين المخالفين للقانون.

إلى ذلك أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها تؤيد تشديدا واضحا لقواعد طرد طالبي اللجوء الذين يدينهم القضاء الالماني حتى بأحكام مع وقف التنفيذ.

وبعيداً عن معقلهم في دريسدن (شرق) دعا “الوطنيون الأوروبيون ضد أسلمة الغرب” إلى التجمع أمام محطة رينانيا تحت عنوان “بيغيدا تحمي”.

في هذا الموقع تحديداً وقعت أعمال النشل والتحرش والعنف الجنسي ليلة رأس السنة، وتلقت الشرطة المحلية حتى الجمعة 8 يناير/كانون الثاني 2016 نحو 200 شكوى من نساء يؤكدن أنهن ضحايا لها، بحسب صحيفة “دير شبيغل”.

لا أهلاً ولا سهلاً باللاجئين

مؤسس الحركة اليمينية المتطرفة، لوتز باخمان، نشر صورة له على حسابه على تويتر وهو يرتدي قميصاً كتب عليه: “لا أهلاً ولا سهلاً باللاجئين المغتصبين”، بعد أن قالت الشرطة إن عدداً كبيراً من المشتبه بهم هم من طالبي اللجوء أو من أصول عربية رغم عدم الإعلان عن توقيف أحد.

اللاجئون في صلب الجدل

تجسّد تظاهرة “بيغيدا” التي تتوقع الشرطة أن يشارك فيها 1000 شخص في مواجهة تظاهرات مضادة يسارية، البعد السياسي الذي اتخذته الاعتداءات الجماعية.

وأدى ضعف المعلومات وعدم تحرك قوات الأمن ليلة رأس السنة إلى إقالة قائد شرطة كولونيا ولفغانغ البرس.

الشرطة الفيدرالية كشفت هوية 32 مشتبهاً بهم، بينهم 22 طالب لجوء، وقالت إنه تم تسجيل 76 جريمة، منها 12 ذات طابع جنسي، بينها 7 اعتداءات جسدية، كما قالت وزارة الداخلية مساء الجمعة.

100 محقق لمشاهدة فيديوهات الجريمة

شرطة كولونيا التي كلفت 100 محقق بمشاهدة 350 ساعة من تسجيلات الفيديو، قالت إن لديها 16 مشتبهاً بهم لم تعط أي معلومات عنهم.

متحدث قال إنه عثر على بعض الهواتف النقالة التي سرقت ليلة رأس السنة “في مراكز استقبال لطالبي لجوء أو في مواقع قريبة جداً منها”.

سياسة ميركل تجاه اللاجئين

وإضافة إلى الثغرات في عمل الشرطة، سرعان ما تحوّل الجدل الى تبعات هذه الحوادث على سياسة استقبال اللاجئين التي تنتهجها أنغيلا ميركل، في حين توافد على ألمانيا 1,1 مليون طالب لجوء في 2015.

ورأت صحيفة “دي فيلت” المحافظة، السبت، أن السادس من يناير/كانون الثاني، وهو اليوم الذي نشرت فيه معلومات عن الاعتداءات، “يشكل منعطفاً لسياسة الهجرة”، مشددة على “فوائد ومخاطر الهجرة الكثيفة خصوصاً من دول إسلامية”.

زيادة التشكيك

وداخل حزب ميركل المحافظ تعالت الأصوات المنددة، وقال فولكر بوفييه، نائب رئيس الحركة، خلال اجتماع مساء الجمعة في ماينز جنوب غربي البلاد، إن “حوادث كولونيا غيرت كل شيء وبات الناس يشككون”.

من جهة أخرى تجمعت مئات النساء، ظهر السبت، على أدراج كاتدرائية كولونيا (غربي ألمانيا) احتجاجاً على أعمال العنف.

واستخدمت النساء صفارات ورفعن يافطات كتب عليها: “لا، يعني لا. هذا قانوننا. ابقوا بعيداً عنا”. و”لا للعنف ضد النساء إن في كولونيا أو في عيد البيرة أو في غرفة النوم”.

وقالت مارتينا شوميكرز وهي عازفة في الـ57 من العمر ومنظمة التجمع، لوكالة فرانس برس: “نريد أن نشعر مجدداً بالأمان. أنا هنا من أجل كل الأمهات والبنات والحفيدات والجدات اللواتي يرغبن في التنقل بأمان”.

تسهيل عمليات الترحيل

كان لأعمال العنف الأخيرة تأثير حتى على ميركل التي كانت تؤيد استقبال اللاجئين تحت شعار “سننجح”، وباتت تعتبر أنه ينبغي ترحيل حتى المحكوم عليهم مع وقف التنفيذ.

وينص القانون الألماني حالياً على عقوبة بالسجن 3 سنوات على الأقل قبل طرد طالب لجوء أثناء درس ملفه شرط ألا تكون حياته أو سلامته مهددة في بلاده.

وقالت ميركل، السبت: “إذا خالف لاجئ القانون فلابد أن تكون لذلك عواقب. هذا يعني أنهم يمكن أن يفقدوا حقهم في الإقامة هنا، بغض النظر إن صدر بحقهم حكم بالسجن نافذ او مع وقف التنفيذ”.

وأضافت “إذا كان القانون لا يكفي، ينبغي إذن تعديل القانون”، مشددة على أن ذلك “ليس فقط في مصلحة المواطنين وإنما كذلك في مصلحة اللاجئين المقيمين هنا”.

وكانت ميركل تتحدث إثر اجتماع لقادة حزبها المحافظ الذين تبنوا توصيات بتسهيل عمليات طرد اللاجئين المجرمين.

ولكن لا يزال ينبغي مناقشة تعديل القانون ضمن الائتلاف الحكومي بين اليمين واليسار، بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل والاشتراكيين الديمقراطيين الذين أبدى بعض زعمائهم معارضة للتعديل.

هافينغتون بوست