جمال علي حسن

أطلقوا يد المباحث لمكافحة فساد المؤسسات


في كل مرة تثبت شرطة السودان كفاءتها الفنية العالية وقدرتها على أداء دورها في كشف الجريمة على أكمل وجه، وكونها تفك طلاسم جرائم كبيرة وخطيرة في وقت قياسي وبإمكانيات محدودة بحسب ظروف البلد مثل إنجازها في إسقاط المتورطين في جريمة محل المجوهرات قبل يومين خلال ساعات، فإن هذه الإنجازات مبهرة حقاً .
ولكن دعونا نفكر في توظيف هذه القدرات بشكل أكبر ونحن نتساءل: أما آن أوان التفكير الجدي في توسيع دور أجهزة المباحث في السودان والاستفادة من قدراتها وخبراتها الفنية في مجالات كشف الجريمة في تحقيق ذلك الحلم الذي يتغنى به الجميع، حلم مكافحة الفساد وتطهير مؤسسات الدولة في السودان من المفسدين ومن كافة أنواع الفساد المالي والإداري والوظيفي وهدر الموارد الاقتصادية والاستهانة بالملكية العامة؟ .
الشرطة هي الأكثر تأهيلاً للتصدي لقضية مكافحة الفساد، ورجال المباحث الذين يفكون طلاسم أخطر جرائم القتل والنهب والسرقة والاختطاف هم القادرون على مكافحة كل جرائم الفساد الإداري والمالي داخل مؤسسات الدولة لو تم إطلاق يدهم للتصدي لقضايا الرقابة وتتبع خيوط الإجرام ومظاهر الثراء الحرام والمشبوه .
ندعو الدولة للتفكير جدياً في إنشاء أو استحداث شعبة في الإدارة العامة للمباحث تكون مهمتها هي مكافحة الفساد باتباع الوسائل القانونية في الكشف والمتابعة وتقديم المتورطين في حالات الفساد إلى العدالة والإعلان عن تخصيص خط ساخن لتلقي الشكاوي والملاحظات المتعلقة بحالات الفساد لمتابعتها والتأكد من حدوثها واتخاذ الإجراءات المناسبة بصددها.
وأن تكون لهذه الشعبة صلاحية في الاطلاع والتحقيق تلقائياً في كل تفاصيل تقارير المراجعة المالية والإدارية والمخالفات التي تظهر .
تأكدوا أنكم لو أطلقتم يد المباحث بصلاحيات قانونية واضحة لمكافحة الفساد دون تدخل سياسي أو حماية أو حصانة فإنكم ستحتاجون لبناء أطول قنطرة من غرف الاحتجاز والحراسات حتى تسع لاستيعاب لصوص المؤسسات وقطط الفساد الإداري والمالي في الدولة .
الشرطة قادرة على مكافحة الفساد لو تم تكليفها بهذه المهام بشكل مباشر ووجدت ما يكفي من حماية ورعاية قانونية لعملها.
رجال المباحث قادرون على مكافحة كل أنواع الجرائم الـ VIP جرائم اللصوص الكبار، وجرائم الفساد المؤسسي لو أطلقتم يد الشرطة للقيام بهذه المهام، بعد تفعيل تطبيق عدد من القوانين الموجودة في بلادنا مثل قانون الإجراءات المالية والمحاسبية، وقانون مكافحة غسل الأموال، وقانون مكافحة الثراء الحرام والمشبوه وآلية إقرارات الذمة المنصوص عليها في هذا القانون وسن تشريعات لمحاسبة من يظهر عليه الثراء دون أن يعرف مصدره .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.


تعليق واحد

  1. الدولة وقائدها وقياداتها يا أستاذ لا ينقصها (الكشف) عن الفساد لأنه مكشوف أصلاً وكم من ملفات مكتملة عن عمليات فساد يعرفها كل الناس قد وصلت لداخل مكتب الرئيس ولكنها أُهملت مع سبق الإصرار والترصد بل في بعض الحالات تم التنكيل بموصليها وسجنهم أو تشريدهم لأنهم (هبشوا) (عش الدبابير) كما يقولون … هذا مع إشادتنا بالمباحث ورجالها ولكن إن أردتم تفكيك هذا الجهاز وإضعافه أو حله فأدخلوه في (عش الدبابير) .