رأي ومقالات

النساء المجتمعات رافعات اكفهن للسماء ..وتتدلى مفاتيح السيارات من السبابة لكل منهن.. ليه كدا؟


كدراوية

سؤال برئ والله ..ليه بعض النساء اللاتي يقدن سيارات ..دائما ما يحملن مفتاح العربة في ايديهن ؟؟ بالرغم من ان الواحدة منهن تكون حاملة شنطة على الكتف ومحفظة نقود في اليد ؟؟ ..هل هناك اجابة شافية ؟؟..لاحظت هذا الامر كثيرا ..خاصة في التسوق ..تجد الواحدة تشير بمفتاح السيارة الى اللحوم وتقول بكل نعومة (عليك الله اتنين كيلو شية ..ولو سمحت قطعها لي رفيعة كدا )..كانت هذه الملاحظة في قاع الذاكرة عندي حتى حدث هذا الموقف الذي استنفر كل المشاهد القديمة ..اقتادتني صديقتي مها الى حلقة دينية ..لانني طلبت منها ان تذكر لي اسم (شيخة) اسالها عن بعض الامور الفقهية ..امتدحت مها هذه الشيخة والتي كانت تقيم حلقة كل اسبوع بمنزل شقيقة مها في ذلك الحي الراقي …وصلنا متاخرين بعض الشئ ..جلسنا خلف الشيخة مباشرة ..حيث صرنا نرى كل الموجودات .. كانت المحاضرة في اخرها ..لم نلبث قليلا حتى بدأ الدعاء ..كانت الشيخة تدعو بخشوع ..حيث ساد الصمت واغمضت الأعين ..فجأة فتحت عيني لأرى عجبا …كانت كل النساء المجتمعات رافعات اكفهن للسماء ..وتتدلى مفاتيح السيارات من السبابة لكل منهن ..كأن هناك اتفاق ما ..بلا استثناء …الا انا والكاشف اخوي (مها) ..سألت الشيخة ما أريد ..وقد كانت اجابتها شافية جزاها الله خيرا ..بمجرد خروجنا ..صحت في مها (سبب واحد يخليك تجيبيني للحلقة دي مافي ..ياخي جاتني عقدة ..النسوان كلهن معلقات مفاتيح العربات ..انا وانت الوحيدات الماشين كداري ياخ )..ضحكت مها (يا زولة نحن غنى لينا النور الجيلاني كدراوية )…(بالله شوفي الزولة دي ..النور الجيلاني غنى لي واحدة ساكنة الكدرو.. مش زولة ماشة كداري) ..ردت وهي تغالب الضحك (خلاص يمكن الكدرو دي جاية من الكداري ..) ..يعني انا المغسة كاتلاني وهي تضحك ..(شوفي يا مها ..نحن لازم نشوف حل لموضوع الكداري دا ..تعالي نعمل صندوق ادخار انا وانتي ..وبعد عشرة سنوات كدا نشتري عربية ..تبقى عندنا الخطة العشرية لشراء العربية )..فكرت قليلا وهزت رأسها غير موافقة (يا زولة مين يعيش …شوفي انت مشكلتك ما في الكداري ..مشكلتك في مفتاح العربية العمل ليك عقدة نفسية …يبقى بسيطة ..نشوف ليك مفتاح عربية تعليقهو في يدك في اي لمة نسائية ولا لما تمشي تشتري حاجات الاسبوع تأشري بيهو علي اللحمة)…لا..بالجد .. مها الصنف بتاعها عالي اليوم ..(يا عبقرينو ..اجيب مفتاح عربية من غير عربية كيف ؟؟) …قالت وقد اكتسى وجهها بكل علامات التفكير العميق ..(نقع الصين بس ..مش عملوا دهب صيني للبروليتاريا المسحوقة ..والجاندرما المعذبة ..نطلب منهم يعملوا مفاتيح عربات من غير عربات للمتكدرات المضطهدات ) …الحقيقة ضحكت حتى لم استطع الرد ..المهم في النهاية ..وحتى تنجلي الغمة ..وتاتي المفاتيح الصينية ..او شركات الاتصالات تخليني افوز بي عربية ..اتقدم برجاء خاص لحاملات لواء التغيير ..رائدات نون النسون ..واخوات مهيرة ..رجاء خاص ..ادخلي مفتاح السيارة داخل الحقيبة ..صدقيني ما بضيع ..رفقا بالمتكدرات المضطهدات …والتحية لادم هذا الصباح والمسجل يصدح باغنية كدراوية ..(الدنيا رايحة ..فايتة رايحة ..لا دايمة ليك ..ولا دايمة ليا ).

د. ناهد قرناص


‫5 تعليقات

  1. نسوان السودان غير البوبار معندين شغلة الواحدة كضابة ساي

    مشكورة على الموضوع د.ناهد قرناص

  2. للاسف قليلاً من يتواضع من اهلنا السودانيين .. شخصياً انا واصدقائئ و العياذ من ضمير المتكلم ، حينما كنا في السودان
    ونتجمع بغرض الخروج بسيارة احد الشباب بمجرد وصولنا المكان نوقف العربيه قبل المكان بشويه و نتمشى كداري على قول
    (مها) ، عشان نحس انو زينا زي باقي الناس او عشان حاجات كتيره .
    واكتب عليك يا استاذه قولك : ( مها الصنف بتاعها عالي اليوم .. ) ، فحسب فهمي البسيط الجمله دي متداوله وسط الشباب
    وفيها اشاره الى استخدم الموصوف لنوع من انواع مذهبات العقل والله اعلم .

  3. د. ناهد قرضاوي لك التحية على مقالاتك وقصصك الرائعة دائما بعد الأخبار السياسية ابدأ بمقالك … لك جل الإحترام والتقدير