سعد الدين إبراهيم

الأرنب ملكاً (حجوة معاصرة بالعامية)


كان الأسد ملك الغابة يعامل الحيوانات معاملة طيبة.. كان ملكاً طيباً ومحبوباً من رعاياه كافة.. صغار وكبار الحيوانات.. وكانت الغابة ترتع في نجيلة العدل والمساواة والعطف والمودة.
وفي يوم من الأيام قامت حريقة في الغابة.. حريقة كبيرة أكلت الأخضر واليابس فالنار صديق ولكنها عدو شرس.. هربت الحيوانات خائفة من النار.. بعد مدة رجعت الحيوانات مرة ثانية للغابة وبدت تتأقلم من جديد مع الغابة بعد الحريق.. كل الحيوانات رجعت الأفيال والثعالب والنمور والأرانب والقرود والفهود .. الزراف والنعام.. ما عدا الأسد الملك ما رجع.. استغربت الحيوانات وبدأت تفتش عن الملك وكانوا زمن بفتشوا ليهو..
استمر البحث والتفتيش .. وحصل انو الثعلب المكار وفي طرف الغابة لقي الأسد الملك.. لكن للأسف لقاهو ميتاً وشبعان موت ورجع الغابة جري عشان يكلم الحيوانات في نص السكة جاتو فكرة مجنونة. غير رأيه ورجع للأسد الميت.. سلخ جلدو.. وحشا الجلد قش.. ووضع الأسد على صخرة كبيرة.. وجمع الحيوانات وناداهم واحد واحد .. ووقف جنب الأسد المن قش وبدأ يخطب فيهم الأسد الملك رجع بالسلامة.. لكن بعد الحريق جات للأسد حالة نفسية بسيطة كده.. فقد الرغبة في النطق والكلام..وعملني أنا المستشار الوحيد وهو وصاني أقول ليكم في كلامو الأخير قبل الصمت التام.. انو ما ح ينضم مع أي حيوان.. وهو ح يكلمني بالتكاليف..انتهى الكلام والسلام واتفرقت الحيوانات حزينة فالاختيار لم يصادف أهله وزعلانين لأن الأسد اختار الثعلب المكار.
أصبح الثعلب يرهق الحيوانات بالطلبات القاسية والعجيبة.. مرة ركع الفيل “دبس” .. ومرة رقص النمر”جيرك” .. ومرة شبك ليك القرود قيام جلوس لمن هد حيلن.
الأرانب بالذات عانت الأمرين كل صباح يجئ يطلب أرنباً صغيراً لي فطور الأسد وكل مساء يطلب أرنباً صغيراً للعشاء..لما كترت الطلبات والأرانب قربن ينقرضن واحدة من الأرانب قالت أنا لازم أشوف آخرة العملية دي ولما الثعلب جا شال أرنب صغير للفطور الأرنب مشى وراهو بشويش بشويش شاف الثعلب واقف جنب الأسد ويأكل في الأرنب لغاية ما شبع رقد نام. هنا طلع الأرنب بالراحة للأسد هبشو لقاهو ما بتحرك دخل يدو جو خشمو طلع قش.. الأرنب الذكي فهم الحكاية .. وطيران للغابة وبدأ يكلم الحيوانات الأسد خلع الثعلب عملني أنا المستشار بتاعو وقال ليكم أي واحد يلاقي الثعلب يديهو كف.. الحيوانات سمعت كلام الأرنب ولما ظهر الثعلب بلا تاح تراح.. لبع شديد لحدي ما مرقتو كرعينو.. ومن اليوم داك بقي الأرنب هو الملك الحقيقي ويا مرحب بالعدالة.