رأي ومقالات

الغربة ان شاء الله تعقري تعدمي الشيك الخدري


اليوم كان يوما دامع الملامح امامي ؛فقد عاد اباذر ومحمد الى السعودية ظللت لعامين اكره هذه اللحظة ؛ فسنويا وحينما تغلق المدارس في المملكة العربية السعودية يجد (ابا ذر) و(محمد) سانحة لممارسة حالة من العصيان الطفولي ؛ يصران علي العودة للسودان ؛ تفشل كل جهود التسوية لاحتواء غضبهم المزدان باصرار لا يتراخي ؛ يدبر والدهم حالة ؛ تذعن الام باشفاق بعد ان تركن الي ان طفليها بين آجام رعاية الخالات والاخوال والاعمام والعمات ؛ ومثل حال السودانيين بالمهاجر يقيض لهما الله دوما مرافق يصحب الطفلين لمطار الخرطوم حيث اكون عادة بالانتظار كقنصل مراسم عائلي ؛ المحهما في كل مرة بسابقان اجراءات الخروج غير مباليين بتنبيهات المرافق او المرافقة ؛ ما ان يعبرا بهو مدخل شرطة الجوازات يشدا الخطي للخارج التقطهما انا ؛ اطير بهما للمنزل ؛ دقائق ولحظات فتعم الفوضي ؛ تحضر (هبة) بشغبها المجنون ؛ يتنصل (عمر) عن رزانته المعتادة ؛ يحضر علي بخبثه الصامت ؛ يتدافع صغار الاسرة فيتحول المنزل لثكنة تضج بالعراك والصراخ وتتناثر اكياس الماكولات الجاهزة ومطبقات انواع الحلوي ؛ تتكسر قواعد النظام ؛ يتحول جلوسي امام التلفاز الي حدث يتطلب مني حزمة بذل في المغريات والرشاوي الصغيرة ؛ تمضي الايام مكللة بالضحكات الصافية عالية الصدي المنزوعة الهموم ؛ يقترب موعد العودة تخفت الحماسة ؛ يشعر الصغار ان ميقات العودة ازف وحل اليوم ؛ حينما تجهز الصغيران لمحت في وجهيهما مسحة حزن ؛ طلبا التمديد وكان الامر مستحيلا ؛ بكي اباذر ؛ محمد الذي يصغره مارس حيل الاختباء ولكن هيهات ؛ توقيت المغادرة كان منتصف النهار ؛ لحظت ان صغارا من الاسرة والجيران تجمعوا وكأنهم علي موعد بعضهم تسلل من مدرسته فجاء ؛ لحظات وانصب علي راسي مطر حزن عميم ؛ وصلا للشارع حيث السيارة ؛ يغالبان الدمع ؛ الايادي الصغيرة تتصافح بود ؛ تراجعت وانا اري بعض الصغار ممن هم في حشد الوداع يمسحون بعفوية طفولية دمعا يحاولون صده ؛ شئ ما اوجعني والحشد الصغير يطوق الطفلين المسافرين ؛ بعضهم اكتفي بجزع شجرة يقشر لحائه عله يصنع لنفسه حيلة تعزز كبرياء التماسك ؛ بعضهم جلس فوق تلة رمل جعل من دمعه عليها لونا للرسم وابانة الشجن ؛ اما (هبة) فقد احسست بها تتشظي ثم تقترب وتمد يدها لتودعهما ثم تسحبها وقد اقدم حزنها علي حواف التفجر ؛ حملت الطفلين فلم اعد اتمالك نفسي انا ايضا ؛ دس اباذر راسه علي فرش المقعد يبكي ربت علي ظهره فناح ؛ واما محمد فقد اكتفي بالتلويح مرسلا يده في الفضاء كانه يودع السماء ؛ قدت السيارة ومغني عقد الجلاد يرتجز الغربة ان شاء الله تعقري تعدمي الشيك الخدري.

الخرطوم: محمد حامد جمعة


‫6 تعليقات

  1. ما كنت أحسبك أحد الذين قذف بهم الوطن لمدن بعيدة تنوم وتصحا على أنات الوجع

  2. يا سلام يا محمد جمعه مقال جميل و تقريبا ينطبق علي كل من فارق السودان
    و انا كبير كده لا ازال اكره صاله المغادرة و عندما أدخلها اذرف الدموع غصبا عني
    ولد اخوي مره سافر معي للسودان في اجازه المدرسه و كان عمره حينذاك حوالي عشره سنوات .. في طريق العوده كان حزينا و صامتا. فسألته أيهما اجمل امريكا أم السودان ؟
    إجابته كانت كبلد امريكا … اما كبشر فالسودان اجمل بكثير
    تعجبت كثيرا كيف يخطر ببال طفل مثل هذه المقارنة
    التحايا لأجمل و طن و أحلي بشر