صلاح الدين عووضة

أبو شنب !!


*أفهم أن يعشق أمثالي الديمقراطية ويمقتوا الشمولية..
*فأنا ما زلت أذكر كيف زغت من مسيرة طلابية لاستقبال نميري..
*كنت يافعاً صغيراً – آنذاك- ولكني كرهت الشمولية بالفطرة..
*وحين خرجت التظاهرات ضد (مايو) كنت في مقدمتها وأنا شاب..
*وبعد ذلك يجزم مناضل (شبح) بأني كنت ضابط أمن (رفيعاً) وقتها..
*فكيف أكون كذلك وأنا – في ذلكم الأوان- (يا دوبك ولد لا راح ولا جا)؟!..
*فصفة (رفيع) لا تتسق منطقاً مع (عمري) إبان انتفاضة أبريل..
*وشبح آخر يقسم عبر موقع (الراكوبة) بأني كنت أشتم الأطباء في بدايات الإنقاذ..
*أشتمهم – بسبب إضرابهم- تحت اسم صحفي مستعار هو (أب شنب)..
*وما يؤكد غباء هذا (الشبح) أنه ما من صحف حينها سوى (الإنقاذ) و(السودان الحديث)..
*وهما صحيفتان إنقاذيتان لم تفسحا مجالاً لغير (مضموني الولاء) من الإسلاميين..
*وكاتب هذه السطور لم يظهر إلا مع ظهور أول صحيفة مستقلة وهي (أخبار اليوم)..
*وأول كلمة له فيها كانت هجوماً عنيفاً على سياسة التحرير الاقتصادي..
*وقال فيها أنها (ح تودي البلد في ستين داهية) ما لم يصحبها تحرير سياسي..
*أفهم – إذاً- أن يمقت من هم أمثالي الأنظمة الشمولية كافة..
*ولكن ما لا أفهمه أن يمقت شمولية الإنقاذ من يذوب وجداً في شمولية أفظع..
*شمولية تحظر حتى هامش الحرية الذي (يستغله) الآن للهجوم على النظام القائم..
*وكلمتي هذه هي بمثابة نقد ذاتي لنا نحن معشر الديمقراطيين..
*نحن الذين ترانا (جميعاً)- إزاء الديمقراطية- وقلوبنا (شتى)..
*فمنا من يعارض الإنقاذ باسم الديمقراطية ويتمنى عودة مايو (2)..
*ومنا من يعارضها من خندق الديمقراطية ويطمع في بديل (صدَّامي)..
*ومنا من يعارضها بدعوى الديمقراطية ويتلهف لشمولية (هامش) عسكرية..
*ومن كانت هذه (ديمقراطيته) فلا يجب أن يزايد على (ديمقراطي) بالفطرة..
*ديمقراطي لا يتطلع لشيء سوى إشاعة العدل والحرية وتبادل السلطة سلمياً..
*ثم يكفيه رضا- من بعد ذلك- أن ينزوي بعيداً ينظر إلى التجربة بسعادة..
*لا يعادي الإنقاذ – ديمقراطياً- من أجل (منصب) يُكافأ به كمناضل..
*ولا يشتمها – ديمقراطياً- طمعاً في (تعويض مادي) عن فترة التشرد..
*ولا يتآمر عليها – ديمقراطياً- ليحظى ببعض الذي يثير (حسده) الآن..
*ثم لا يهمه إن قيل إنه كان (أبو شنب)..
*أو (أبو من غير شنب !!!).