حيدر المكاشفي

حكايات غامضة في الامارات.. الصادق صديق ودعة وشيخ الأمين


رغم مرور عدة أسابيع على اعتقاله بواسطة السلطات الأماراتية، إلا أن حكاية الشيخ الصوفي المثير للجدل الأمين عمر الأمين ما تزال غامضة، إذ لم يعرف بعد مصيره بل قبل ذلك لم يعرف حتى الآن سبب توقيفه، إذ لم تقطع أية جهة رسمية أماراتية بالسبب الحقيقي الذي حدا بالأمن الاماراتي لإيداعه الحبس بأحد السجون الأماراتية. هذا الغموض الذي اكتنف عملية اعتقال هذا الشيخ؛ فتح الباب أمام بعض التكهنات التي اجتهدت لتفسيره، فمن قائل أن الاعتقال تم بسبب عمليات دجل وشعوذة تورط فيها الشيخ، ومن قائل بل بسبب معاملات تجارية، كما نأت الحكومة بنفسها عن هذه القضية ونفت أية علاقة لها بها بحسب إفادة وزير الخارجية غندور الذي أوضح لإحدى الصحف أن اعتقال شيخ الأمين تم لأسباب خاصة ولا علاقة للحكومة بها، ويشار هنا الى أن شيخ الأمين قد ظهر غير ما مرة في الآونة الأخيرة في معية نافذين حكوميين والتقط معهم الصور التذكارية، وكان من أبرز مظاهر علاقته بالحكومة هو ظهوره في وقت سابق الى جانب مدير مكتب الرئيس الفريق طه عثمان وهما يجتمعان الى بعض كبار المسؤولين الأماراتيين في مهمة حكومية رسمية.
هذا الغموض الذي ما يزال يكتنف قضية هذا الشيخ بعدم تفضل أية جهة رسمية أماراتية أو سودانية بكشف حقيقة الاعتقال الذي جرى له، يعيد الى الأذهان حكاية المهندس الشاب الصادق نجل رجل الأعمال المعروف صديق ودعة، إذ اختفى منذ أواخر العام 2007م الصادق صدّيق ودعة الذي يقيم في المملكة المتحدة، إثر القبض عليه في مطار دبي ومن بعد إيداعه الحبس في أبو ظبي. وكان الصادق صديق ودعة عائداً إلى لندن من رحلة عمل قام بها إلى سيدني عندما قُبض عليه لدى وصوله إلى مطار دبي، وتم نقله إلى حجز شرطة الإمارات في أبو ظبي، وكان المسؤولون الأماراتيون قد ادّعوا الإفراج عن الصادق صديق ودعة بعد وقت قليل من التحري معه، غير أن أحداً لم يتمكن من تحديد مكان وجوده حتى اليوم. وكان الصادق صديق ودعة قد تحدث إلى عائلته من هاتفه النقال عدة مرات بعيد توقيفه، وكان واضحاً أنه يتحدث في حضور أشخاص آخرين ولا يستطيع في وجودهم الكشف عن مكانه، ومنذ ذلك الوقت لم يعاود الاتصال مرة أخرى، ومايزال الغموض يكتنف مصيره. والحكايتان معاً تعيدان للذاكرة حكاية الصحافي الأمريكي الذي توغل داخل الأراضي السودانية قادماً من تشاد بطريقة غير شرعية، وألقت السلطات السودانية القبض عليه، وما إن سمع حاكم الولاية الأمريكية التي يتبع لها الصحافي حتى حلّ ضيفاً على الرئيس السوداني ليظفر منه بعفو رئاسي لمواطنه، غير أن حكومتنا لم تأبه حتى لمعرفة مصير الصادق ودعة ولا سبب اعتقال شيخ الأمين.