حوارات ولقاءات

الدكتور أمين حسن عمر : لا حضور للحزب الحاكم في السياسات الخارجية وهو غائب عن معاش الناس


المؤتمر الوطني لم يعد مبادراً والأفكار أصبحت تأتي من الرئيس

أشعر بأن المؤتمر الوطني في حالة عطلة.. وهناك نشاط كبير للحركة الإسلامية

لا حضور للحزب الحاكم في السياسات الخارجية وهو غائب عن معاش الناس

لست قاسياً على (طه) لكنّ نشاطه أقل من (نافع) في الحياة الحزبية

إذا أراد المؤتمر الوطني أن يكون فاعلاً فعليه أن يستبق رئاسة الجمهورية في التفكير

صوّب القيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور أمين حسن عمر، انتقادات لاذعة إلى الحزب الحاكم، وعاب عليه عدم قدرته على إنتاج المبادرات الكبيرة، لا سيما في علاقات البلاد الخارجية وفي معاش الناس. وقطع بأن المبادرات أصبحت تأتي من رئاسة الجمهورية.

وقال عمر في حواره مع (الصيحة) إن “المؤتمر الوطني ليست له مبادرة في معظم الأحيان، والآن المبادرة تأتي من الرئيس البشير”. وشدد على أن الحزب الحاكم يبدو في حالة بيات حزبي، وأردف قائلاً: أشعر بأن المؤتمر الوطني في حالة عطلة”.

ووصف أمين دور الحزب الحاكم بالمتراجع، وأردف قائلاً: لا حضور للمؤتمر الوطني في السياسات الخارجية، وهو بعيد عن الأمور الاقتصادية وعن معاش الناس”.

واستبعد الدكتور أمين وجود رابط بين غياب المبادرات داخل المؤتمر الوطني وبين تنحي علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع وعوض الجاز، وأضاف: “إذا أراد المؤتمر الوطني أن يكون فاعلاً، فعليه أن يستبق رئاسة الجمهورية في التفكير”، ورفض الاتهام بأنه أكثر قسوة تجاه علي عثمان محمد طه، وقال: لست قاسياً على (طه) لكنّ نشاطه أقل من (نافع) في الحياة الحزبية”.

“”””””””””””””””””

ـ العلاقة بين الحكومة والحزب الحاكم والحركة الإسلامية، متداخلة ومتشابكة ويدور حولها كلام كثير وهناك اتهامات للحكومة بأنها ذوّبت الحزب والحركة في داخلها تماماً؟

في تقديري أن المشكلة هي تعريفات، ولابد في البداية أن نقوم بتعريف النظام السياسي، وفي حالة السودان هو نظام رئاسي، والنظام الرئاسي قائم على تفويض رئيس وعنده مساعدون من الوزراء والمستشارين ومهمتهم المساعدة في إنفاذ برنامج الرئيس، ولا تنسى أن برنامج الرئيس نفسه جزء من برنامج الحزب، وإذا نفذ الرئيس برنامجه فسيكون نفذ برنامج الحزب. وهذا هو الوضع المثالي، أما الوضع الواقعي قد يتفاوت قليلاً، لأنه لا يوجد التزام دقيق بتنفيذ البرامج، وربما لا تكون هناك طريقة موضوعية بالدرجة المطلوبة، وأحياناً العنصر الشخصي يؤثر في الأشياء وغالباً ما تنشأ الخلافات، ليس حول البرنامج ولكن حول تفسير معين للبرنامج، أو خطوة من خطوات أو سياسة من السياسات، مثل أن يُقال إن هذه لا تمثل البرنامج الذي تم الاتفاق عليه.

ـ حسناً، على المستوى النظري قد يبدو كل هذا مبرراً، ولكن عملياً هناك تذويب كامل للحزب والحركة داخل الحكومة، وهي حالة تناقض منطق العلوم السياسية، أو الممارسة الرشيدة؟

لا أعتقد أن هناك تذويباً للحزب، وأتفق معك في أنه يجب أن تكون هنالك علاقات طبيعية مع الحزب، بمعنى أن الحزب يؤثر في السياسات العامة، ويتابع تنفيذ برامج الحكومة، باعتبار أن برامج الحكومة انبثقت من رؤية حزبية، وأن يعين الحزب رئيس الجمهورية عبر الوسائل المتعددة في إنفاذ هذه البرنامج، وقطعاً هذا يقتضي أن تكون الرئاسة نفسها تعتقد بأن الحزب مفيد في هذا الجانب، وأن تمكنّه من أداء هذا الدور. وإذا طلبت مني أن أحكم على الوضع الراهن، فلن أستطيع أن أحكم الآن، إلى أي درجة هذا الوضع مثالي وأن هنالك انتقادات لهذا الوضع، لأن هذا واجب المراقبين الآخرين غيرنا.

ـ صحيح البلاد محكومة بنظام رئاسي، لكن كل القرارات الكبيرة تُتخذ بعيداً عن الحزب، وأحياناً يسمع بها قادتُه من الإعلام، أليس هذا وضعاً شاذاً؟

لا أعتقد أن هنالك قرارات تُتخذ بعيداً عن المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، ولكن يمكن أن نقول إن الحزب ليست له مبادرة في معظم الأحيان، والآن المبادرة في معظم الأحيان تأتي من الرئيس. وعندما تأتي هذه المبادرة من الرئيس ستكون الحالة الاستثنائية، هي أن يكون هنالك تحفظ على المبادرة. ولذلك على الحزب إذا أراد أن يكون فاعلاً، أن يبدأ بالنظر في الأمور قبل أن تنظر فيها الرئاسة، وأن يقدم فيها مبادراته. وفي هذه الحالة سيكون لدينا حزب فعال. أما إذا انتظر الحزب مبادرات الرئاسة فعلى الأغلب أن مبادرات الرئاسة ستمضي.

ـ هذا الوضع جعل الرئيس البشير يتقدم الحزب في اتخاذ القرارات والتفكير؟

في الوضع الحالي، معظم المبادرات تأتي من الرئاسة، ولا تأتي من الحزب. من المُلام على هذا، وهل الرئيس يستبق الحزب بإيقاع أسرع، أم إن الحزب المتباطئ؟ هذا الأمر لا أريد أن أحكم عليه.

ـ لماذا لا تود أن تحكم على هذا الأمر، وقد قلت قبل ذلك أن مشكلة الترابي تمكن في أنه يقود الحزب بخطواته هو، لا بخطوات أعضاء الحزب. وقلت إن ذلك أشبه برجل كبير يقود طفلاً صغيراً، مما يجعل هناك فرقاً في الخطوات والمشي؟

الترابي لم يكن في موقع تنفيذي، وكان في موقع سياسي. بمعنى أن مبادراته السياسية أسرع بكثير جداً، من مبادرات باقي قيادات الحزب. ولذلك كانت هنالك فجوة بينه وبين قيادات الحزب. فجوة في قدرة هذه القيادات على المتابعة وعلى المسابقة. أما الرئاسة فهي وضع مختلف، لأنها وضع تنفيذي، والشخص في الوضع التنفيذي يستشعر المشاكل أسرع من الشخص غير التنفيذي. ولذلك من الطبيعي أن يكون مُسارعاً أكثر. لكن الحزب يمكن له من خلال كوادره الواسعة في البرلمان وفي الحكومة، أن يضع مبادرات استشرافية للأمور. وهذا ما لا أراه الآن في المؤتمر الوطني، ولذلك يبدو للجميع أن رئاسة الجمهورية هي التي تضع المبادرات، وهي التي تقدم السياسات الجديدة. وطبعاً إذا لم يكن هنالك خلاف حول هذه المبادرات، وهذه السياسات، فليست هنالك مشكلة. وهذا سيبقى وضعاً طبيعياً أما إذا كانت المبادرات موضع خلاف فهنا تنشأ المشكلة.

ـ هناك عدم تناغم في اتخاذ القرار، وهو ما سيقود – إن لم يكن قد قاد فعلاً – إلى خلافات بين مراكز القوى؟

بالعكس، أنا أشعر بأن الحزب كأنه في حالة عطلة. والخلافات تأتي حينما يكون هناك تنازع، أو حينما يكون هناك حضوران قويان. ولكن لا يوجد هذا الحضور القوي للمؤتمر الوطني في الساحة السياسية في المبادرات وفي القضايا السياسية. صحيح أن الحزب موجود في الحوار، ومن المنصف أن نقول هذا، أما في السياسة الخارجية، وعدد من القضايا المتعلقة بالاقتصاد، وحالة الناس، فلا أعتقد أن للحزب حضور، بل حضوره متراجع.

ـ كنت قريباً من مؤسسة الرئاسة، والآن تبدو بعيدًا جداً من الحزب، ولا تبدو قريباً من الرئاسة؟

أنا موجود مؤسسياً في رئاسة الجمهورية، ومن حيث اللقاء بالرئاسة، ألتقي بنائب رئيس الجمهورية وألتقي برئيس الجمهورية، وليست هنالك مسافة زمانية ولا جغرافية بيني وبين الرئاسة، وخصوصاً في الملف الذي أمسك به. وأنا لا أبدي اهتماماً كثيراً بالملفات الأخرى، وليس هنالك بعد بيني وبين الرئاسة في تكليفي، وهنالك تنسيق دقيق جدًا في الملف الذي أمسك به. أما الملفات الأخرى فأنا في حالة استراحة منها.

ـ العلاقة بين حزب المؤتمر الوطني وبين الحركة الإسلامية، تعيش حالة من الجذب، بعدما سعت الحركة للصعود إلى دائرة التأثير مجدداً؟

الحركة الإسلامية هي السند والحاضنة للمؤتمر الوطني ليس في الفكرة وحدها، ولكن أيضا بالكوادر لأن معظم الكوادر الرئيسية في المؤتمر الوطني، على الأقل على مستوى المركز، هي كوادر الحركة الإسلامية. ولا أستطيع أن أقرر هذا باطمئنان في الولايات، ولكن في المركز هذا أمر واضح وموجود وسياسات الحركة الإسلامية في الأمور الكلية ماضية في بعض الأمور الفرعية، لكنها مهمة ولا أعتقد أن سياسات الحركة ماضية كلياً للأسف، وينبغي على الحركة الإسلامية أن تبذل جهدا أكبر في التعبير عن هذا القرار بوضوح، حتى يكون لها أثر في الحزب ويكون لها أثر في الحياة عامة.

ـ البعض عاب على المؤتمر الوطني أنه شرب من ذات الكأس، فبعد أن ذوّب الحركة الإسلامية جاءت مؤسسة الرئاسة والحكومة وجعلت دوره يتراجع كلياً؟

هذا كلام أشبه بالروايات، لأن العلاقة في الواقع بين المؤسسات ليست على هذه الشكلية، والأمر مرتبط بالحضور في الساحة، وإذا كان هناك حضور للمؤتمر الوطني فيمكن أن يفرض نفسه على الآخرين، وإذا انكمش هذا الحضور سيتمدد الآخرون لملء الفراغ.

ـ بناء على ما قلت، هل يمكن أن نقول إن المؤتمر الوطني محاصر من الحكومة ومن الحركة الإسلامية التي بدأت تنشط لاستعادة دورها؟

الحركة الإسلامية في الآونة الأخيرة لها نشاط غير مسبوق، ولكنه في مجال بناء التنظيم. وإذا كانت هذه خطة مقصود بها إعطاء أولوية للبناء التنظيمي والبناء الفكري، ثم من بعد ذلك الانتشار، فهي خطة جيدة. وإذا كانت لا، أو أنها مجرد انكماش ورجوع الى الدائرة التنظيمية فقط، فهي ليست خطة ذكية. نحن الآن في مرحلة بيات تنظيمي، لذلك أرجو أن تكون الفكرة تهدف إلى تفعيل الأجهزة والأنظمة وتقوية الكوادر، ثم من بعد ذلك يُعاد الانتشار بطريقة فاعلة على مستوى الحزب وعلى مستوى الحياة العامة.

قلت إن المؤتمر الوطني في عطلة والحركة الإسلامية منكمشة، وهذا وضع مختل، يفرز مركزية أحادية للقرار؟

نحن عندنا مشروع اسمه مشروع إصلاح الحزب والدولة، وينبغي أن ينشط الناس في هذا. وبالمناسبة كثير من الناس اعتقدوا أن المهندس إبراهيم محمود، لن يكون قادراً على قيادة الحزب، لأن الصحافة تعتبر أنه ليس من الصف الأول، وهذا غير صحيح. والآن ثبت أن له من الفاعلية التنظيمية والقدرة على استقطاب الكفاءات داخل الحزب، ما يمكن أن يؤهله لتفعيل دور الحزب في الحياة العامة. طبعاً الرغبة وحدها لا تكفي، ولابد أن تكون هنالك رغبة، وأن تكون هنالك إمكانية، وليس كل الإمكانية بيد الحزب، وينبغي للجهاز التنفيذي أن يتريّث قليلاً في مبادراته، وأن يوسِّع من استشاراته حتى يدخل الحزب كجهاز فاعل في العملية السياسية.

لكن الجهاز التنفيذي يغرد خارج سرب المؤتمر الوطني؟

إذا كان الجهاز الحكومي أو جهاز الرئاسة بصورة عامة متعجل ولا يريد أن ينتظر، فالحزب أيضًا يستطيع أن يواكب الحركة السريعة للجهاز التنفيذي، وأن يكون حضوره في الحياة العمومية، لأنه لا توجد مشكلة الآن في الكوادر في الحزب، ولا مشكلة في القيادة. وأعتقد أن قيادة الحزب قادرة أن تقود الحزب لأن كوادر الحزب وفيرة والحمد لله. ولكن هنالك مسافة بين المبادرات في بعض القطاعات. وخاصة أن هناك قطاعات يرى الناس أنها ولابد للحزب الآن أن يتصدى بصورة أكبر لمعالجتها مثل المسائل الاقتصادية، ومثل المسائل التي عبرَ عنها برنامج رئاسة الجمهورية بـ”قفة الملاح” على اعتبار أن لها الأولوية. وهذه الأولوية ينبغي أن تظهر في مبادرات الحزب في السياسة الخارجية، وأحيانًا لا يعطى الحزب هذا الدور، بمعنى أنه يكون واضحاً جداً من توقيت المبادرة، إنها مبادرة رئاسية محضة، وليس للحزب فيها أي كسب، وكان يمكن بشيء من التريث أن يكون للحزب فيها دور وكسب.

ـ غياب مبادرات الحزب في الأمور الكبيرة والمفصلية، هل له علاقة بتنحي المخضرمين في الحزب (الجاز – نافع – علي عثمان)؟

لا أعتقد أن خروج هؤلاء أثر في غياب مبادرات المؤتمر الوطني في الأمور السياسية، ثم أن هؤلاء لم يتنحوا من الحزب، وهم موجودون في مكتبه القيادي، وموجودون في المبادرات. صحيح أن علي عثمان لا يبدي النشاط الذي يبديه دكتور نافع في الحياة الحزبية، وربما آثر أن ينشط في مجال العمل الطوعي أكثر، وهو نفسه أعلن هذا. ولا أدري ما هي الدوافع التي تجعله ينشط أكثر في العمل الطوعي، لكن دكتور نافع حيثما تلتفت ستجده موجوداً في لجنة من لجان الحزب، وفي مبادرة من مبادرات الحزب، وهو موجود، وكذلك آيضًا الحاج آدم وآخرون.

ـ تبدو قاسياً جداً ناحية على عثمان، وشخصياً لاحظت هذا كثيراً؟

بالعكس لست قاسياً.. نحن علاقتنا مع علي عثمان أقرب وألصق، منذ أيام الجامعة. ولكن هناك فرق بين أن تتحدث عن أمر واقع وأن تعبر عن مشاعر.. هناك فرق بين الاثنين.

ـ في أكثر من تصريح لا ترسم صورة وردية لعلي عثمان؟

أنا قلت إن علي عثمان انشغل الآن في العمل الطوعي أكثر، فهل هذه صورة غير وردية؟! هذا اختياره، وهو اختار أن يكون له دور أكبر في العمل الطوعي، وقال ذلك صراحة. وأنا أعتقد أن علي عثمان وجوده في الحياة السياسية مهم، وينبغي أن لا ينقطع. ووجوده في الحزب مهم، وهو شخص فاعل، وله قدرة على الاستشراف وعلى النظر الاستشرافي، ولن يستغني حزب أبدًا من النظر الاستشرافي.

ـ بصورة عامة كيف تنظر إلى دور علي عثمان في الحزب والجهاز التنفيذي عندما كان فاعلاً، وما هي أكبر المآخذ عليه؟

علي عثمان عندما كان في الجهاز التنفيذي كان دوره مهماً جدًا في ضبط الامور في المسارات الصحيحة، وربما لا يلحظ الناس أنه ابتدر مبادرة وكان دوره جوهري في أن الأمور تمضي في مساراتها، وكان يراقب بدقة وإذا شعر أن هنالك شيئاً باتجاه الانفلات فهو يضبط قبل أن ينفلت، وأنا أرجو أن يكون عندنا الآن من يقوم بهذا الدور، لأن هذا الدور مهم جداً، لأن الدولة فيها شيئين هما المبادرة والروتين. والمبادرة هي أن تنظر للمسارات الجديدة وتجترح مسارات جديدة حتى تكون هنالك فعاليات جديدة. والروتين هو أن الأمور التي تستقر بها الأوضاع ينبغي أن تظل في مسارات، وينبغي أن لا تخرج من هذه المسارات. ونحن نحتاج لهذا أو ذاك ونحتاج أن نحافظ على الروتين وفي نفس الوقت أيضاً أن تكون عندنا قدرة على استشراف الآتي والنظر في المآلات، وعلي عثمان كان عنده قدر من هذا. وأعتقد أنه كان ملحوظاً عند ناس آخرين، ولكن كان أظهر ما يكون عند دكتور الترابي، فهو يملك القدرة على الاستشراف والاحتمالات المتعددة والترجيح ما بينها. وكان هذا أوضح أيضاً عند شخص عزيز فقدناه هو المشير الزبير الذي لم يكن يعالج موقفاً آنياً، إلا إذا فحص ما يمكن أن يحدث، وما يمكن أن يترتب عليه، وهذا مهم جدًا في السياسة، ولابد أن تتفادى الانشغال بمجريات الأمور عن المآلات.

ـ نعود للعلاقة بين الحكومة والحزب والحركة.. ما هي أكبر مآخذك على الروابط بين ما تسمونه بـ”الحاءات الثلاث”؟

أولاً، أنا لا أعتقد أن العلاقة بين الحزب في حياة حزبية وبين الحكومة علاقة ضرورية، وإلا لا فائدة للأحزاب. ويمكن أن تكون هنالك حركة ولها أفكار ومبادئ، وهي في حالة استقلال تام من الأحزاب، وهناك تجارب مثل هذه، ويمكن أن تكون كحركة في حالة استقلال كامل من الأحزاب، ولكن أفراد في الأحزاب، ويمكن أن تختار مثل الخيار الذي اخترناه الآن، وهو أننا ندعم حزباً بعينه باعتبار أن هذا الحزب في تقديرنا هو الذي يمكن أن يتصدى للتحديات، ولكن إذا اتسعت الجبهة وأصبح هنالك أكثر من حزب يمكن أن يتصدى للتحديات، لماذا الإصرار على حزب واحد؟ فنحن لسنا أهل عصبية، ويمكن أن نقول نحن حركة إسلامية، ولكننا نؤيد عدداً من الأحزاب. وأعضاؤنا يسعهم أن يشاركوا في كل هذه الأحزاب لأن تأييدنا للأحزاب ليس تأييداً بالضرورة البرامج التفصيلية، وما يعنينا هو خطوطها الاستراتيجية، وإذا توافقنا مع هذه الأحزاب في الخطوط الاستراتيجية، فنحن ستؤيدها كحركة إسلامية جمعية، أما كأفراد كل إنسان يختار. فمثلاً الآن الحركة الاسلامية فيها صوفيون وفيها مشايخ حركات صوفية، وفيها سلفيون قيادات حركات السلفية، موجودون داخل الحركة الإسلامية، وداخل المؤتمر الوطني، ولا نرى في هذا مشكلة، بمعنى أن الانتماء الطرقي او الانتماء المذهبي إذا أردت أن تسميه مذهبيًا لم يمنع توحد الحركة، وأيضاً اختلاف الأحزاب ينبغي أن لا يمنع توحد الحركة. صحيح نحن اخترنا في الوقت الراهن أن نؤيد المؤتمر الوطني كحزب يواجه التحديات الاستراتيجية التي يواجهها السودان، لكن إذا حصل توافق واسع وأصبح المؤتمر الشعبي على نفس النمط ومنبر السلام العادل والإصلاح الآن وغيرهم وحركات أنصار السنة، كلهم منظومة ستدافع عن المشروع الاستراتيجي، فلن نجد حرجاً في أن يجمعنا ذات الخط والهدف.

 

حوار: يوسف الجلال – تصوير: محمد نور محكر

الصيحة


تعليق واحد

  1. والله انت ولي بصدق كلامك واحد فيهم عوير المصرييين عندهم مثل بقول الفول من الطعميه والطعميه من الفول يعني رئاسة الجمهوريه والمؤتمر الوطني والحركة الاسلاميه كآنها كيانات مختلفة بعدين لو مافي قرار قيادة المؤتمر ما بتكون عندها علم بيه الفلسفة لزومها يا عزيزي حقو تعرف حاجة انتو سياسيا ضعيفا لكن وجدتم الوضع العام اضعف وزدوتوه اضعافا والان بتجبرو في كسره بالحوار الفارغ