الصادق الرزيقي

نهاية اسبوع حافل ..


الحكومة القومية
> أعلن المؤتمر الوطني على لسان المهندس إبراهيم محمود نائب رئيس الحزب ومساعد الرئيس، إنه لا يمانع في تشكيل حكومة قومية، وهو مع الانتقال السلس والمرتب الذي لا يسلب حق الشعب أو يلغي مؤسسات الدولة التي اختارها الشعب. وتصدرت أخبار هذا التصريح الصحف يوم أمس، وهو تجديد لموقف الحزب المعلن أصلاً بأنه لا يمانع في مشاركة من يريد في الحكومة من الأحزاب المنخرطة في الحوار، لكنه ضد ما يسمى بالفترة والحكومة الانتقالية التي تنادي بها بعض أحزاب المعارضة والحركات المتمردة..
> لكن.. ماذا نسمي الحكومة القائمة الآن، أليست حكومة قومية..؟ يشارك فيها ما يزيد عن عشرين حزباً وحركة موقعة على اتفاقية سلام وتمثل كل الطيف المناطقي والجهوي، وغالب المكونات السكانية السودانية، وهل حشر الأحزاب المعارضة التي تعد على أصابع اليد الواحدة ومجموعات الجبهة الثورية في حال مشاركتها ستغير بيولوجيا الحكومة من حكومة أحزاب وحدة وطنية إلى حكومة قومية أشبه بدويبة الأرض ذات الأربعة وأربعين رجلاً..
موسم الأجاويد
> وفود كثيرة سياسية وبرلمانية وتنفيذية وشعبية، تقاطرت على مدينة الجنينة، عقب الأحداث التي شهدتها هذا الأسبوع، بغرض الإسهام في حل ما يمكن حله، وتدارك ما يمكن تداركه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هيبة الدولة التي تعرضت لهزة عنيفة للغاية ومؤسفة، ما كانت لتكون لو تم التصرف بحكمة ورشد.
> ما يعاب على سفر الوفود المتنوعة في كل الأزمات التي تحدث، إنها لا تفعل شيئاً يذكر سوى المؤازرة وتطييب خواطر الحكومة الولائية، والإكثار من اللقاءات والكلام والاستماع إلى التنويرات، دون أن تقدم هذه الوفود مقترحات لحلول شافية، أو تبذل جهوداً تجعل من الأحداث لا تتكرر مرة أخرى.. وتتبارى الوفود بتنوع المواقع التي تنطلق منها خاصة الشعبية والبرلمانية والأهلية، بقدرة مدهشة على الالتئام والسفر المتعجل وعقد اللقاءات السريعة وركوب الطائرات المؤجرة، كأنهم ذاهبون لأداء واجب عزاء أو مشاركة في فرح، لا يضفون جديداً للتدابير التي تتخذ في حكومات الولايات، وهذا قد لا ينطبق علي الوفود الرامية من الجهاز التنفيذي التي تتخذ في زياراتها قرارات مهمة وترتيبات حاسمة.. ومن خلال تجربة معاصرة طويلة لمثل هذه الأصناف من الوفود في قضايا ولايات دارفور المختلفة، فإن النتائج التي تحققها ليست كبيرة لكنها في النهاية مجاملة وعمل أشبه بتعليق صورة الوفد على لوحة الإعلانات التشريفية التي تقول نحن قد جئنا ونحن هنا..! وفي حالة الجنينة أنجزت بعض الوفود أول أمس عملاً باهراً في حل الأزمة بوقوفها في صور مع الوالي في سوق مدينة الجنينة أمام أكوام البصل الشطة والفيتريتة للتدليل على أن الأوضاع طبيعية في الجنينة دار اندوكا..
هذا هو الجيش
> خبر منح الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وسام الشجاعة لقائد القوات السودانية المشاركة في عملية إعادة الشرعية باليمن، يجب أن يفرح كل سوداني، لأن هذا هو ديدين القوات المسلحة السودانية عبر تاريخها الطويل، فهذا الجيش الذي صمد عبر الحقب ولم ينهار، فقد انهارت كل الجيوش حوله في المنطقة، وظل يقاتل لأكثر من نصف قرن ومايزال لم يضعف أو يتلاشى أو ينكسر، وله خبرة في القتال في كل مكان في العالم، فمنذ أن شاركت الأورطة السودانية في حرب تحرير المكسيك في أمريكا اللاتينية عام 1863م والدور البطولي لقوة دفاع السودان في الحرب العالمية الثانية في القرن الإفريقي، وكرن وشمال إفريقيا في مواجهة روميل ثعلب الصحراء ، إلى الدور البطولي للجيش السوداني في حرب الكونغو في مطلع الستينيات وفي الدفاع عن الكويت في عهد عبدالكريم قاسم، وفي حرب الاستنزاف وحرب 1973م، وفي جنوب لبنان، ظل هذا الجيش العتيد قوياً وصامداً ومشرفاً وعلامة مضيئة في التاريخ الوطني السوداني، فتكريم الرئيس اليمني لقائد القوات المتواجدة في اليمن قلادة شرف على صدر كل جندي سوداني، ووسام على صدر كل سوداني وسودانية..
إلغاء التصاديق
> أنجز وزير المعادن ما وعد به من قبل، حين قال إن وزارته تراجع التصاديق التي منحت للشركات العاملة في مجال التعدين، ولم تعد حوالي ستين شركة مستوفية لشروط الإبقاء عليها تعمل في قطاع التعدين، إما لعدم استيفائها المعايير المطلوبة أو لعجزها عن العمل أو لوجود مخالفات أخرى، ويتعبر قطاع التعدين من القطاعات الجاذبة للاستثمار، ومعلوم أن أفراد وشركات تحصل على رخص لمزاولة العمل ولا تعمل وبعضها يحصل على تخصيص لمناجم وأراضٍ شاسعة دون أن يبدأ في استغلالها والتنقيب فيها، إما لقلة الإمكانيات أو ادخارها لوقت لاحق أو تأجيرها بالباطن..
> هذه الخطوة خطوة جادة ومهمة شجاعة من وزارة المعادن تستحق فيها الإشادة، خاصة أن العمل الجاري لإصلاحات كثيرة في هذا المجال يمضي في صمت وبروح جديدة..