حوارات ولقاءات

(لقاء يونهاب) مع سفير جمهورية السودان في سيئول محمد عبد العال


ذكر سفير جمهورية السودان في سيئول محمد عبد العال أن مؤتمر الحوار الوطني الجاري حاليا في الخرطوم جمع السودانيين لمناقشة قضايا رئيسة في السودان من أجل مستقبل أفضل للبلاد ، وان إرسال قواته إلى اليمن هو من أجل إعادة شرعية الحكومة اليمنية المنتخبة .وأوضح في لقاء صحفي أجرته معه وكالة يونهاب للانباء بمناسبة العام الجديد يوم الأربعاء في مقر السفارة في سيئول ، أن السفارة تسعى لزيادة التبادل الثقافي بين الشعبين السوداني والكوري من خلال إقامة فعاليات ثقافية مشتركة بين البلدين. فيما يلي أهم ما جاء في اللقاء .

▲س: للعلاقات السودانية الكورية مسيرة عامرة بالتعاون البناء بين البلدين في عدد من المحاور السياسية والاقتصادية والثقافية، فما هي أهم الأنشطة التعاونية بين البلدين خلال العام الماضي؟.

ج: العلاقات الكورية السودانية عميقة، بدأت بعد استقلال السودان بعام واحد 1956، وتم افتتاح السفارة الكورية في السودان عام 1977 وفتحت السفارة السودانية في سيئول عام 1990. وخلال هذه الفترة تم التوقيع على الكثير من الاتفاقيات التعاونية بين الطرفين، وأخيرا تم تشكيل لجنة التشاور السياسي بين البلدين، وهي آلية تنسق العلاقات بين البلدين هذه اللجنة تعقد اجتماعاتها دوريا في كوريا والسودان. آخر دورة انعقدت في أكتوبر الماضي في سيئول وناقشت كل الجوانب المهمة على الصعيد الثنائي مع التوقيع على عدد من الاتفاقيات ، كما تباحثنا حول كيفية التنسيق بين كوريا والسودان حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومواقع البلدين في المحافل الدولية. هناك تنسيق تام بين البلدين في محافل إقليمية ودولية . وسوف نوقع اتفاقيات قريبا في مجالات التعليم العالي وفي مجال المواصفات والمقاييس والثقافة والشباب والرياضة.

سفير جمهورية السودان في سيئول محمد عبد العال يتحدث مع وكالة يونهاب للانباءسفير جمهورية السودان في سيئول محمد عبد العال يتحدث مع وكالة يونهاب للانباء

▲س:امتدادا لهذا التفاعل الإيجابي والبناء بين السودان وكوريا ما هي الأنشطة الثقافية والمساعي المبذولة من جانبكم لتطوير الروابط الثقافية بين البلدين خلال العام الجديد؟.

ج: حقيقة نحن كالسفارة نولي أو نعطي أهمية كبيرة للجانب الثقافي لان هذا الجانب هو الذي يعرف الشعبين ببعضهما البعض . إن كوريا معروفة في السودان ، بشركات سامسونغ وال جي وهيونداي ، كما أن السودانيين يستخدمون السيارات والهواتف والتلفزيونات الكورية غيرها من المنتجات الكورية ، لكنهم لا يعرفون من يقف خلف هذه الصناعات الكبيرة. لذا نحن نركز على تعريف الشعبين. ونسعى مع الجانب الكوري لاقامة أسبوع ثقافي كوري في الخرطوم والمدن الأخرى إذا سمحت الظروف، وفي سيئول تخطط السفارة لاستجلاب فرقة الفنون الشعبية السودانية التي تعكس كل ثقافات السودان عبر تنسيق مع مجلس بلدية سيئول ومنظمة التبادلات الدولية.

وفي نوفمبر من العام الماضي، زار وفد كوري شبابي السودان لمدة 10 أيام في الخرطوم وزار مناطق أثرية شمال السودان وعاد هذا الوفد الشبابي بانطباعات طيبة عن السودان والحضارة القديمة السودانية .

▲س: يعد السودان واحداً من الدول الأفريقية والعربية التي تتمتع بتنوع سياسي وثقافي لافت للنظر.. ما هي التطورات السياسية الراهنة داخل السودان، وما إذا كان بإمكان هذه التطورات أن تقود إلي سلام دائم وشامل بين مكونات المجتمع السياسي في السودان؟.

ج:السودان بالطبع متعدد بالأحزاب السياسية المختلفة وظلت كل هذه الأحزاب على اختلاف في بعض المواضيع الرئيسة منذ الاستقلال في الأول من يناير عام 1956 حول مواضيع الهوية والسلطة والاقتصاد والعلاقات الخارجية ، ولخلق الإجماع الوطني، دعت الحكومة إلى مؤتمر الحوار الوطني في العام الماضي، وقبل 3 أشهر بدأ الحوار بمشاركة 86 حزبا سياسيا و33 حركة متمردة ومع شخصيات وطنية وسياسية من الداخل ويتحاورون حول قضية الهوية- ما هو السودان ومن نحن وقضية السلطة، والدستور والتبادل السلمي للسلطة وغيرها وحسب متابعتي هناك الكثير من الأشياء تم الاتفاق عليها وان الحوار سيستمر إلى أن يتفق كل السودانيين حول أسس معينة تجمعهم. يمكن القول انه لأول مرة منذ استقلال السودان يجتمع السودانيون بهذا العدد الكبير لمناقشة قضاياهم .

▲س:ما هي آخر وأحدث التطورات السياسية والأمنية في إقليم دارفور؟.

ج:الآن أستطيع القول أن التمرد قد انتهى تماما في كل ولايات دارفور ، والموجود الآن هي بعض الجيوب من عصابات النهب المسلح في مناطق نائية وفي الحدود مع إثيوبيا وأفريقيا الوسطى والحدود مع تشاد وجنوب السودان.

فدارفور تنعم الآن بالسلام كما أن الحكومة تعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة على عودة النازحين… وبعد اتفاقية الدوحة للسلام انضم جزء كبير من الحركات المتمردة إلى السلام، وهناك 33 حركة معظمها من دارفور انضمت للحوار الوطني الذي يجري في الخرطوم .

▲س: في الآونة الأخيرة ظلت الحكومة السودانية تقوم بأدوار إقليمية فاعلة على مستوي العلاقات الثنائية والمتعددة مع الدول الأفريقية والعربية.. فهل لكم أن تحدثنا عن مشاركة الجيش السوداني في الحرب ضد الحوثيين في اليمن و موقف الشعب السوداني من ذلك وقطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران بعد حادثة الهجوم على مبنى السفارة السعودية في طهران.

ج:السودان يقوم بدور إقليمي كبير جدا على مستوى إفريقيا ويلعب دور ايجابي في استقرار الأوضاع في دولة جنوب السودان ومنطقة البحيرات العظمى وغرب أفريقيا والمشرق.. كما يلعب دورا كبيرا في المحيط العربي كعضو في الجامعة العربية ، وفي ألازمة اليمنية، عندما وصله الطلب من الحكومة اليمنية الشرعية برئاسة عبد ربه منصور للوقوف إلى جانبه ، شارك السودان في التحالف العربي الذي قادته المملكة العربية السعودية ، فمثلما أرسل السودان قواته من قبل إلى لبنان عام 1975، والى الكويت عام 1964، أرسلها الآن للمشاركة في عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن إلى جانب القوات العربية.

وبخصوص قطع السودان لعلاقاته الدبلوماسية مع إيران، إن الأمر بدأ بإغلاق السودان للمراكز الثقافية الإيرانية في أراضيه لان إيران تتدخل في الشؤون الداخلية وتعمل على تشييع السودانيين . كذلك عندما تدخلت ايران في شأن دولة شقيقة هي السعودية وتضامننا معها أغلقنا سفارتنا في طهران ، لان كل ما يمس السعودية بالتالي يمس السودان، فنحن نعارض تدخل ايران في شؤون أي دولة عربية.

أما الموقف الشعبي فهو متفق تماما مع الموقف الرسمي ، حيث خرج الشعب في مظاهرات تؤيد هذا القرار، كما حظي أيضا بتأييد من الأحزاب السياسية، وأكد رئيس الجمهورية على استعداد الدولة لإرسال مزيد من القوات العسكرية إلى اليمن .

▲س:حدثنا عن الإمكانيات الكامنة للاقتصاد السوداني والفرص الواعدة للاستثمار وما وإمكانية مشاركة الكوريين فيها.

ج:السودان من الدول الغنية جدا بالإمكانيات الاقتصادية غير المستغلة إلى الآن ، على مستوى الدول العربية والأفريقية ، و1.5 مليون هكتار لصالح الزراعة مياه متوفرة من النيلين هذه المساحات صالحة لزراعة القطن والسمسم والقمح وكل البذور الزيتية مثل الفول السوداني وزهرة الشمس ، هذه المساحات موجودة للاستثمار الآن، فالسودان ثاني دولة افريقية في تصدير الذهب ، في العالم الماضي صدر 65 طنا من الذهب ومتوقع تصدير 100 طن من الذهب لهذا العام ، وفي هذا المجال يمكن للشركات الكورية المشاركة في عمليات التنقيب وتعدين الذهب في مناطق مختلفة في السودان.

كما يذخر السودان بثروة حيوانية هائلة تقدر بـ 150 مليون رأس من الحيوانات ويمكن أن يصدر هذه اللحوم إلى كوريا والدول الأخرى. أيضا يذخر السودان بثروة بترولية ، وهناك شركات هندية وماليزية تعمل في التنقيب عن النفط والغاز.

▲س: ما هو موقف السودان من الأنشطة النووية لكوريا الشمالية وتجربتها الأخيرة لقنبلة هيدروجينة ؟.

ج:السودان عضو في معاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، فنحن ضد انتشار الاسلحة النووية وضد إجراء التجارب النووية كما نؤيد نزع الأسلحة النووية وهذا هو موقفنا في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة .

يشار إلى أن السفير محمد قد التحق بوزارة الخارجية عام 1991م وعمل في كرواتيا والسويد والجزائر وغيرها كما تنقل في عدد كبير من إدارات وزارة الخارجية منها إدارة المكتب التنفيذي وإدارة أمريكا وإدارة التشريفات والمراسم . وبدأ السفير محمد عمله الرسمي كرئيس للبعثة الدبلوماسية في سيئول منذ سبتمبر عام 2014.

سيئول، 14 يناير(يونهاب)