اقتصاد وأعمال

تلف الذرة.. «المخزون الإستراتيجي» في قفص الإتهام


كشفت اللجنة الزراعية بالبرلمان عن تلف حوالي 6 آلاف طن من الذرة مخزنة في باطن الأرض بسبب سوء التخزين، وتحولت إلى دقيق بحسب رئيس اللجنة عبدالله مسار، الأمر الذي اختلف حوله خبراء ومختصون في الشأن الزراعي، ففيما أكد البعض أن المطامير لاتصمم لتخزين كميات كبيرة من المحاصيل وأن التخزين بها أشبه بالتخزين في الصوامع، لافتين إلى مقدرتها لحفظ المحصول لفترة تمتد لـ4 سنوات ما لم تواجه ارتفاعاً في نسب الرطوبة أو تسرب مياه للمحصول، بينما أكد آخرون إمكانية التلف، وحملوا إدارة المخزون الإستراتيجي مسؤولية تلف المخزون، وشددوا على ضرورة إجراء تحقيق عاجل حول أسباب التلف.

تقرير :اشراقة الحلو

وحول طرق التخزين أوضح الخبير في مجال الذرة بروفيسر عثمان العبيد بأن هناك جانبين فيما يتعلق بأمر التخرين، أولاً الجانب الخاص بالإدارة وجانب خاص بالأوعية التخزينة ومدى كفاءتها للتخزين أو مواجهتها لبعض المشاكل، مشدداً على ضرورة أن تستعين اللجنة بالآليات الخاصة بفحص الآفات، بالإضافة إلى الاستعانة بالمختصين في هذا المجال قبل إصدار أي قرار، محذراً من الاعتماد على الشائعات في هذا الإطار، وأضاف أن الجهاز الرقابي لديه الآليات الكافية لكشف أي إشكالات تواجه التخزين. مشيراً إلى أن التخزين قد يتم في جولات مكشوفة أو في مطامير عادية أو محسنة، قائلاً إن هذا الأمر غالباً يتم في المناطق الريفية.
زيادة نسبة الرطوبة:
وأكد العبيد أن الصوامع غالباً لا تحدث فيها مشاكل تخزينية بينما يواجة التخزين في المطامير بعض الإشكالات كدخول المياه أو الفئران أو عدم التعقيم الجيد ما يؤدي إلى ظهور أمراض المخازن والحشرات الخاصة بالمخازن، وأضاف قائلاً إذا زادت نسبة الرطوبة في الذرة عن المعدل المعروف عند تخزينها فإنها تصاب بالأمراض أو الحشرات، الأمر الذي يعرضها للتلف. مشيراً إلى أهمية أن لا تزيد نسبة الرطوبة في الذرة عن 8-12%، مضيفاً أن هناك فترة زمنية محددة للتخزين ما يتطلب بعد إنقضائها إخراج المحصول وعمل تبخير للمحصول لقتل الحشرات، بالإضافة إلى تعقيم المخزن كل فترة، وحمل إدارة المخزن هذه المسؤولية، وقال إن الصوامع في الغالب لاتحدث فيها مثل هذه الإشكالات باعتبار أنها تتمتع بدرجة أمان أعلى من المطامير ويتم رشها وتعقيمها كل فترة.
انعدام الأوعية التخزينية:
فيما شكك مساعد الأمين العام السابق للتخطيط والبحوث بالمخزون الإستراتيجي إبراهيم البشير في تلف هذه الكميات من الذرة، وقال إن التجارب أثبتت أن تخزين الذرة في المطامير ما لم تدخلها المياه هي اشبه بالصوامع الحديثة في قدرتها على حفظ المحاصيل، مشيراً إلى إمكانيتها على حفظ المحصول لفترة تتراوح بين 3-4 سنوات دون أن يصيبه أي تلف. وأضاف أن البنك الزراعي لديه الخبرة الكافية في مسألة دفن الذرة بغرض تخزينه، وقال بسبب انعدام الأوعية التخزينية فإن المطامير تأتي في المرتبة الثانية بعد الصوامع الحديثة.
تلف السلع:
أما الخبير الزراعي حسن سيد أحمد قال إن التخزين بصفة عامة يمكن أن نصنفه بمنفعة الزمان لتوصيل السلعة للمستهلك في الوقت المناسب، و التخزين يستفاد منه في حفظ السلعة او الاستفادة من زيادة الأسعار مستقبلاً، مع العلم أن تكلفة التخزين قد تزيد من سعر السلعة، وأشار إلى فوائد التخزين ومخاطره خاصة الاستفادة من زيادة الأسعار مستقبلاً، بالإضافة إلى تحسين نوع السلعة. وأشار إلى أن هناك عدداً من المساوئ تتعلق بتدهور السلع، بسبب سوء التخزين وقال إن هناك آلاف السلع تتلف بسبب سوء التخزين في السودان، ألا أن المطامير تخزن فيها كميات بسيطة، عادة يستخدمها المزارعون، وقال من غير الممكن أن تخزن كميات كبيرة من الذرة في المطامير التي يستخدمها المزارعون. مشيراً إلى أنها لا تستوعب أكثر من 3-4 أرادب.
واعتبر الأمين العام السابق لاتحاد المزارعين عبد الحميد آدم مختار تلف كميات الذرة، مسؤولية إدارة المخزون الإستراتيجي، داعياً إلى ضرورة إجراء تحقيق عاجل لمعرفة الأسباب التي أدت إلى تلف كميات الذرة، سواء كانت ظروف طبيعية أو أسباب فنية. وبالمقابل تعهدت لجنة الزراعة بالبرلمان بالتحقيق في الأمر، وطالبت وزارة المالية بتشييد مخازن بمواصفات جيدة تتواءم وبيئة البلاد.

اخر لحظة


تعليق واحد