منوعات

هل الشخير مرضٌ معدٍ؟


“لا أستطيع النوم من شخيره المستمر طوال الليل”، شكوى متكرّرة نسمعها من زوجات يتَّهمْن أزواجهنّ بإحداث صوت مستمرّ ومتصل طوال الليل يؤرِّق نومهنّ. ثم ينتهي المشهد بعد عدة سنوات على تلك الزوجات، وهنّ بذات أنفسهن يشخَرْن ليلاً أثناء نومهنّ. حادثة تتكرّر بشكل دوري، يتناولها الكثيرون بدهشة وتعجُّب، إذ كيف ينتهي المطاف بالزوجة المتضرِّرة من شخير زوجها أثناء النوم، إلى السقوط في شراك تلك العادة يوميّاً وقت النوم؟! وهو ما جعلنا نسأل متخصِّصي أمراض النوم عن تلك الحالات، وأسبابّ الشخير أثناء النوم، وإذا ما كان مرضًا، وكيفيَّة علاجه؟ والسؤال الأهم الذي سنطرحه: هل الشخير مرض معدٍ؟

في البداية تعرف الدكتورة شهيرة لوزا، استشاريَّة طب النوم، الشخير، على أنه صوت يصدر أثناء النوم فقط، نتيجة ضيق في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي. وتوضح لوزا: “وهو عرض وليس مرضاً، وله علاقة بشكل الجزء العلوي للجهاز التنفسي، كوجود نتؤات وزوائد لحميَّة في الأنف، أو لوز متضخّمة، أو مشاكل في سقف الحلق أو اللهاة”. وتكمل بأنَّه أحياناً يكون الشخير بسيطاً أو حميداً، وأحياناً أخرى، يكون نتيجة توقف التنفُّس الانسدادي أثناء النوم، وهذا يتطلَّب تدخُّلاً من قبل المتخصِّصين.

وتشير الدكتورة لوزا، أنَّ الشخير يزداد عند الرجال أكثر منه لدى السيّدات، وتوضِّح في ذلك قائلةً: “المشكلة تكثر لدى الرجال أكثر منها عند السيدات، إذْ أثبتت الدراسات أن تكوين الجهاز العلوي عند النساء يختلف عن الرجال، فليس فيه نفس المشاكل التي ينتج عنها الشخير، كما في الرجال”.

وتؤكِّد الدكتورة لوزا، أنَّ الشخير ليس معدياً، موضّحة “بعض السيدات يشتكين من شخير أزواجهنّ عند النوم. وبعد عدَّةِ سنوات، تصدرُ السيدة نفس الصوت الذي كان يضايقها في السابق. والسبب في ذلك، هو تغيُّر الهرمونات الأنثويَّة عند سن معيَّنة لدة المرأة، إذْ إنَّ انقطاع الدورة يؤدي إلى تغير الهرمونات، وليس لأنَّ الشخير مرضٌ معدٍ، فالسيدات يتساوين مع الرجال في إصدار الشخير. ومن جهة أخرى، فإن مسألة زيادة الوزن عند السيدات تؤدِّي إلى الشخير”.

وتوضِّح الدكتورة لوزا، أنَّه يمكن علاج الشخير الذي يؤثر سلباً على نوعية النوم، قائلة: “أولاً، لا بدّ من تشخيص نوع الشخير، فإذا كان شخيراً بسيطاً أو حميداً فيمكن علاجه بشكل موضعي. أما إذا كان عرضاً لضرر أكبر في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، فلا بدَّ من علاج المشكلة الرئيسيَّة في البداية عند المتخصصين”.

وتشير لوزا، إلى أنَّ هناك بعض العادات التي تجب ممارستها حتى يتمَّ التقليل من مسألة الشخير أثناء النوم، ومن بينها: الحفاظ على الوزن، المواظبة على النوم في ميعاد محدِّد يومياً، الابتعاد عن تعاطي المنومات، وكذلك الابتعاد عن تناول المخدرات.

العربي الجديد