أبشر الماحي الصائم

عاصمة القرآن.. خرطوم أخرى


حرصت أن استمع كفاحا لمعالي الدكتور أحمد السديس، القادم من أرض الحرمين الشريفين إلى أرض النيلين، أستمع لانطباعاته عن السودان وأهل السودان، وهو الذي قدم إلى الخرطوم لأول مرة استجابة لدعوة جمعية القرآن الكريم السودانية، ليكون رئيسا لمحكمي جائزة الخرطوم الدولية للقرآن الكريم في نسختها السابعة، قال الشيخ السديس عن جائزة الخرطوم.. قولا يصلح أن يعلق على أستار وأبراج مطار الخرطوم الدولي، والرجل قد شهد يومئذٍ كل مسابقات القرآن الكريم حول العالم، قال عن جائزة الخرطوم.. إنها الأكثر تحضيرا وترتيبا وتنظيما، غير أن الرجل القادم من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بهر بحسن كرم وضيافة الشعب السوداني، على أن أمر استضافة وفود القرآن من أفراد وفعاليات الشعب السوداني، أوشك أن تقام له عمليات استهام، ذلك لكثرة التدافع والتزاحم، والكل يطمع في الظفر باستضافة وفود التسابق من حفظة ومحكمين وضيوف لأجل التماس الأجر والثواب والشرف والفضل !!
* الأخ الأستاذ علي الزين مبروك مدير إدارة الجائزة، من جهته، كشف لنا أحد أسرار نجاح ترسيخ هذه (الصورة المشرفة)، على أنهم يستقبلون ضيوف موسم القرآن من تحت (سلم الطائرة) مباشرة.. ثم ينزلوهم أفخم النزل من ذوات الخمس نجوم.. ولو أن فوق الأنجم من نجوم لمد إليهم من أسبابه.. كما التيجاني يوسف في (قصيدته المعهد).. قراءة من زاوية معكوسة.. ثم يظلون على خدمتهم عاكفين حتى صالة المغادرة!!
* على أن جماع هذه المكرمات، من حسن الاستقبال إلى كرم الضيافة وصولا إلى التحضير والترتيب الجيد لفعاليات الجائزة.. ومن ثم الرحلات المصاحبة، ثم بلوغ الأمر قمته بتكريمهم (يوم الجائزة الكبرى) على يد السيد رئيس الجمهورية شخصيا، كل ذلك يتضافر على صناعة صورة حقيقية مشرفة عن السودان غير تلك التي يرسخ لها الإعلام العالمي !!
* ذلك مما أحسن توصيفه الأخ الأستاذ دفع الله البخيت نائب الأمين العام بقوله إن جائزة الخرطوم الدولية لحفظ القرآن الكريم، غير قيمة خدمة كتاب الله وخدمة حفظته والاحتفال بهم، فهي من جهة أخرى ترسخ لصورة مشرفة عن السودان دولة وشعبا وقيما، بأن كل جموع المشاركين على مستوى نسخ كل المسابقات ينقلبون لبلدانهم لا محالة (سفراء لخرطوم القرآن) التي عايشوها عن قرب ومودة..
* فالشيخ السديس عند كل مساء، إبان فترة إقامته بالخرطوم، يصعد على برج الفاتح حيث من تحت محل إقامته الأنهار، وحيث يمتزج أمام نظره تدفق النيلين مع تدفق كرم وقيم الشعب السوداني، مما يجعله ينقلب إلى مدينة رسول الله بشهادة، نرجو أن تنقلب علينا خيرا وبركة وسعة وحفظا وأمنا.
* فبعد الحمد لله رب العالمين، يُجزل الشكر والتقدير والدعاء لكل الذين ساهموا في رسم هذه الصورة المشرفة، من رئاسة الجمهورية مرورا بمجهودات الأخ الأمين العام دكتور عبدالرحمن محمد علي سعيد، وصولا للأمانات المتخصصة وأمانات الولايات والمحليات وكل صاحب سهم.. والشكر من قبل ومن بعد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.