صلاح حبيب

تميز المذيعين “رشا الرشيد” أنموذجاً!!


لفت نظري في برنامج صباحكم زين المذيعة “رشا الرشيد” بحضورها المميز وبساطتها في طرح الأسئلة مع ضيفها وعدم الثرثرة، كما هو معتاد لدى كثير من مذيعي الفضائيات خاصة المذيعين السودانيين الذين يحاولون إبراز ثقافتهم مع الضيف. وأحياناً يتحدث المذيع أكثر من المستضاف مما يجعل المتلقي أو المستمع أو المشاهد، إما أن يتحول إلى قناة أخرى أو إغلاق الصوت. فالتعامل مع الكمرة ومع الفضائية يحتاج إلى تدريب وتأهيل، فليس كل من امتلك صوتاً جميلاً أو قوياً هو مؤهل ليكون مذيعاً ناجحاً. كثير من مذيعينا طاردون للمتلقين إن كان على مستوى الكبار أو الصغار، ولكن الشيء الذي لفت نظري في المذيعة “رشا” حضورها وتلقائيتها مع ضيوفها وحتى الأسئلة تخرج بدون تكلف أو محاولة إبراز معلوماتها، الطريقة بسيطة وبتلقائية شديدة تريح الضيف وتريح الشخص الذي يشاهد البرنامج.
امتلاك المعلومات وإبرازها في الحوارات ليس شيئاً معيباً للمذيع، ولكن طريقة الاستعراض هي العيب كما شاهدناها لدى العديد من المذيعين وهم أحياء وموجودون والبعض منهم خرج، إما بمحض إرادته أو بانتقادات وتعليقات المشاهدين أو المستمعين.. ففضائياتنا عدد المميزين فيها قليل وعدد الذين لديهم حضور مع من يقدم قليل.. فلا ندري أين تكمن العلة أهي في المذيع أم في الجهاز الذي يعمل فيه هذا الشخص. ولو أردنا أن نتحدث عن أشخاص بعينهم من المذيعين والمذيعات المنفرين من مشاهدة البرامج كثر.. وربما هم أنفسهم يحسون بذلك قبل أن يحس بذلك المتلقي أو المشاهد، فالعيب أن أجهزتنا السمعية أو المشاهدة تغفل تدريب وتأهيل كوادرها وهذا ليس قاصراً على الأجهزة الإذاعية أو التلفزيونية، حتى الصحف هناك عدد كبير من المحررين يحتاجون إلى تأهيل وتدريب بصورة مكثفة، فليس كل من نال تعلماً فهو صحفي مميز أو كاتب مميز، وليس كل من وقف خلف الميكرفون هو مذيع مميز أو مذيع جيد، فنحن دائماً ننبهر بالشكل أحياناً وباللبس أحياناً، ولكن هل هذا الشخص ينفع أن يكون في الفضائية الفلانية أو الإذاعة الأخرى أو في تلك الصحيفة. ينبغي أن يتم تدريب وتأهيل الإعلاميين قبل أن يظهروا في الصحف أو في الإذاعات أو الفضائيات. في كل العالم تجري عملية اختبارات وامتحانات لكل من يريد أن يدخل المجال الإعلامي. انظروا إلى قناة (الجزيرة) فلم يظهر في شاشتها إلا من هو مميز في عمله وفي أدائه وفي حضوره، وحتى الضيوف الذين يتم اختيارهم يتم بعناية وإذا تلعثم في الحديث أكثر من مرة فلن تتم استضافته مرة أخرى حسب ما علمت من العاملين في القناة. إذاً لابد أن تراجع أجهزتنا الإذاعية أو التلفزيونية عملية اختيار المذيعين، حتى تكون تلك الإذاعة أو الفضائية جاذبة للمشاهد أو المستمع.