رأي ومقالات

إنهم يسرقون الخبز..


> تكاد تجزم؛ أن من أكثر السلع تعرضاً للسرقة، هي سلعة صناعة الخبز، هذه السلعة المهمة لمعاش الناس، والتي (يحيا بها الإنسان؛ ولكن ليست لوحدها). وعلى الرغم من أهميتها؛ إلا أنها تشهد منذ فترة تقارب السنة أزمات، وأزمات؛ لا تحتاج إلى أي شرح. ومن يُفسر الواضح – بلا شك – سوف يُقصر.
> وأما عمليات السرقة المتسلسلة فيها بلا توقف؛ فتبدأ من الصنف، والجودة؛ بتقديم الرديء منه «الناعم» على الجيّد «الخشن»؛ لأنه كلما زادت «النعومة» هذا يعني زيادة السحب للمادة المغذية منه. كما يقول بذلك أهل الاختصاص. ويا «حليل» طعم الخبز؛ الذي كانت تتذوقه «الأنوف» قبل «الألسن».
> ثم تأتي ثانياً إضافة مواد «التخمير» غير المسموح بها صحياً، مثلاً «بروميد البوتاسيوم» والمسببة للكثير من الأمراض؛ بحسب إفادات الأطباء، والبينات، والشواهد، أما الثالثة منها وكماركة ثابتة، ومسجلة؛ لغش المخابز تتمثل في التلاعب بأوزان جراماته المحددة، والأمر الأمّر الآخر وليس الأخير، فقد يسرق حتى من نار إنضاجه، أفتسرق النار؟!!
> لكن السرقة الجديدة غير المتوقعة والتي ظهرت في بعض مخابز «المنطقة» – خلال هذه الأيام – قيام بعض صغار البائعين فيها؛ بأخذ «الرغيفة، والرغيفتان» وأكثر – بغير وجه حق – من كل شخص؛ بحسب الكمية التي يشتريها، وفي الغالب بمتوسط رغيفة من كل عملية شراء بـ (5) جنيهات؛ ليبيعوها لاحقاً؛ لصالح أنفسهم.
> وكل من يحدث معه ذلك؛ يظن أن الأمر مجرد خطأ، أو قد يكون حدث سهواً؛ لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال حدوث المصادفة، واستمرار الخطأ عدة أيام؛ ومع مجموعة كبيرة من الناس؛ لكن «الإنتباهة» لقلة العدد؛ لا تحتاج إلى كثير اجتهاد في الملاحظة؛ خاصة في ظل نقصان الوزن. فأزمات الخبز («عايرة» ولا تحتاج منكم إلى أن «تدوها سوط»). فيا ترى أبهذا النصب السيء المنصوب من قبل «سياط» أولئك (الصغار) ناهيك عن مصائب (الكبار)؛ هل الناس بحاجة ماسة إلى المزيد من الغلاء، والجوع، والفقر، إلى جانب مآسي غلائهم، وجوعهم، وفقرهم الزائدة أصلاً؟ أم أنه بقدر ما تسكت الناس عن المطالبة بحقوقها؛ تتعرض لمزيد من الغش، والخداع، و.. و.. وما يؤلم في المعالجة أن كانت المواجهة فردية -وكذلك الحلول – ما بين الزبون، وأصحاب المخبز، فقط اللوم والتوبيخ ولم تعالج كقضية جماعية يقدم فيها سارقو القوت عمداً للمساءلة، والمحاسبة؛ لأنه وبكل تأكيد ليست هي المرة الأولى التي يقومون فيها بمثل هذا الفعل الشنيع؛ لأننا نحسب وحتى يرفع ستر الله عن العاصي؛ لا بد من تكرار المعصية مرات، ومرات. أم أنه وفي زمان توالي المضحكات المبكيات؛ ومن باب الطرفة المُرّة قد نسمع قول القائل: (أن من ينقص من خبزه بهذه الطريقة؛ وإن كانت محرمة. فليفرح بذلك، ويقر عيناً، ولا يحزن؛ ولا يتبرم، ولا يتضجر، ولا يقدم شكوى)، لأن هذا حتماً ينقص من أسقام أمراضه، والآم أوجاعه و.. و.. إن كان ذلك كذلك؛ فالله المستعان.

 

 

د. معتز صديق الحسن

الانتباهة