محمد عبد الماجد

شيبوب مرشح لجائزة (نوبل) للقفز من الطابق الرابع


كثيرا ما اتوقف عند (الشاي) في قصائد (محجوب شريف) …وللشاي في قصائد محجوب شريف (نكهة) اقوى من نكهته تلك .. قد يكون الاصل في (الشاي) ان يكون في قصائد محجوب شريف وليس العكس.
وقبل (الشاي) الذي يعرضه (محجوب شريف) لنا ان نتوقف وقفة قصيرة في سحر (المكان) في قصائد محجوب شريف.
شريف يقدم عرض تفصيلي للمكان .. يجعلك تنتسب تلقائيا له .. بل يجعلك تشعر بالحنين لهذا (المكان) الذي يصوره (محجوب شريف) بصورة فيها (حياة) نابضة.
لم اجد شاعرا قدم (مكانا) بهذا الحنين.
مازال هناك

في الركن داك

صوتو وغناهو وضحكتو

وصورو المعلقة في الجدار

جرايدو

والكتب الزمان

الليلة كاسيهم غبار

مصباحو في الركن الحزين

ومكانو مازال في انتظار

هذا (الركن) تحس بوحشته .. بغربته بعد هجرة صاحبه .
الركن مازال يحتفظ بخواص صاحبه (الصوت والغنا والضحكة والصور والكتب والجرايد) .. وان كان (التراب) يفعل فعلته ويخلف (غباره) على تلك الاشياء.
نترك هذه (الامكنة) ونتجه نحو (الشاي) في قصائد محجوب شريف ونتتبع بعضا من مقاطعه.
في قصيدة (يابا مع السلامة).. وهي قصيدة (رثاء) يقدم محجوب شريف (الشاي) بذلك الوصف:
يا تلك الترامس

وين الصوتو هامس

كالمترار يساسق

ويمشي كما الحفيف

وكم في الذهن عالق

ثرثرة المعالق والشاي اللطيف

وتصطف الكبابي

أجمل من صبايا بينات الروابي

والظل الوريف

أحمر زاهي باهي

ويلفت انتباهي

هل سكر زيادة ام سكر خفيف

ليس هنالك شاعر في الارض إلتقط (ثرثرة) المعالق بهذا القدر … أتى بها (صورة وصوت) … قدمها للاذن قبل العين ..(والاذن تعشق قبل العين احيانا).
نحن لم نكن نهتم او نبالي كثيرا بثرثرة (المعالق) تلك .. لم نكن نعرف ان لها (طرب) وفيها (نغم).. إلا بعد اكتشاف محجوب شريف هذا.
محجوب شريف هو الذي وصف (الكبابي) بالصبايا … ولم يكتف بذلك فهو يجعلهن بين (الروابي).
وكل ذلك عشان خاطر (الشاي).
و
(ونحن عايشين والحمدلله (النفس) بينزل ويطلع إلى الآن..ولا ينقصنا شيء سوى رؤياكم الغالية).
في اوقات متقاربة ظهر ابراهيم الكاشف وحسن عطية وعبدالعزيز محمد داؤود واحمد المصطفي وعثمان حسين وعثمان الشفيع.
وظهر ابراهيم عوض ثم محمد وردي الى ان جاء حمد الريح والطيب عبدالله وزيدان ابراهيم.
كل هذا الابداع كان حاضرا في مسارح الخرطوم.
لم تكن الفواصل الزمنية طويلة بينهم…وكان كل اولئك النجوم ينتجون اعمالهم الغنائية المتميزة ..دون ان يكون هناك حسد او غل بينهم.
كان ينتج حسن عطية اغنيات تختلف كل الاختلاف عن ما ينتجه ابراهيم الكاشف…اذ كان لكل فنان لونية منفصلة في الاغنيات لها طابعها الخاص.
اذا سمعت اغنية لاحمد المصطفي باللغة الصينية سوف تعرف ان هذه الاغنية لاحمد المصطفي.
لان تركيبة اي فنان في الاجيال القديمة مختلفة..اصواتهم كانت مثل (البصمات) ..لا يوجد لها شبيه وليس هناك مترادفات للكلمات والالحان.
هل تعلم اننا في سنة واحدة كان يمكن ان نستمع لعشرين عملا غنائيا جديدا…وكان كل عمل جديد تستمع له مستوفي جوانب الابداع والروعة.
اين نحن الان من هذا؟.
في الفترة الاخيرة يحسب ما انتج من اعمال جديدة علي اصابع اليد الواحدة.
لولا جهود فرقة عقد الجلاد في السنوات الاخيرة لقلنا اننا لم ننتج جديدا في السنوات الاخيرة.
علما ان الاعمال المميزة لفرقة عقد الجلاد نفسها كتبت في السبعينات حيث نجد ان اغلب قصائد القدال التي تغنت بها فرقة عقد الجلاد كتبت في سبعينات القرن الماضي.
هل توقف الابداع؟.
ام توقف الاحساس به.
ليست ادري …ربما يكون هناك اعمال مميزة ..واغنيات تعبر عن هذا الجيل بصدق.
ربما.
قد يكون ما انتج اخيرا ضاع وسط هذا الذي يأتي الينا من الخارج.
اغنياتنا المحلية الان لا تنافس بعضها كما كان يحدث في الماضي..اغنياتنا الان تنافس ثقافات الخارج.
العالم الان ميسرا لكل الناس في المكتب وفي البيت وفي العربة.
لذلك موقع ثقافتنا المحلية تراجع.
الاجيال الجديدة الان ربما لم تسمع لعبدالعزيز محمد داؤود.
وهم بالتأكيد لا يعرفون فنان اسمه ابو السريع ..ولا يعرفون مني الخير.
وهذا ليس ذنبهم…فهم ولادة لابنوبات ثقافية تغزيهم بما يأتي من الخارج …حتى (الحبل السري) ينقل لهم اغاني تامر حسني …وبرامج اوبرا.
و
(ونحن عايشين والحمدلله (النفس) بينزل ويطلع إلى الآن..ولا ينقصنا شيء سوى رؤياكم الغالية).
جائزة (نوبل) معروف امرها بما اكتسبته من شهرة وشيوع ، حيث خصصت لضروب مختلفة فى الحياة تتوزع ما بين السلام والاقتصاد والادب والعلوم والطب والفيزياء وشرعت جوائزها منذ العام 1901.
اما (ايج نوبل) فهى تلاعب لفظى لكلمة نوبل (Noble) التي تعني (النبيل الشريف) وحسب ما هو معروف فانه عندما تسبق بحرفي (آى وجي) فان معناها يصبح معكوساً اى نقيض النبل والشرف .
جائزة (ايج نوبل) تشرف على توزيعها جامعة هارفارد الامريكية الشهيرة ويفوز بها الباحثين الذين يستحقون الجلد لانهم اضاعوا سنوات عمرهم والملايين على تلك الابحاث التى لا فائدة من معرفتها وسنت فى العام 1991.
ذكر انه فى عام 2007 حصلت الدكتورة اليابانية (مايو ماموتو) الباحثة فى المركز الطبى الدولي فى اليابان ، لانها قامت بتصنيع (الفانيلا) من روث الابقار والاغنام.
اما جائزة الفيزياء فى (ايج نوبل) فقد فاز بها البريطانى (انريكي سيدرا) بعد ان اكتشف السبب الذى يجعل مفارش السرير تتكرمش وتتجعد.
عليكم الله الزول الخواجة ابو عيون خضر دا ما فايق.
مفروض يقددوا ليه عيونه ويشيلوهن ليه فى (منديل ورق).
خواجات ما عندها اي موضوع.
جائزة الاقتصاد حصل عليها التايوانى ( كيو تشينغ) حول نصائح فى طريقة القبض على لصوص البنوك برمي شبكة عليهم.
تايوانى ما عندو رأس.
اما الطيران فجائزته يجب ان تكون لنا لكنها مع ذلك ذهبت الى فريق عالمي من جامعة (كويلمز) الوطنية بالارجنتين حول دواء يساعد (الهامستر) من مشاكل السفر بالطائرات.
يا جماعة شوف لينا حل نحن ، خلوه (الهامستر) طياراتنا بقن شغالة (هرس) فى الناس.
فى مجال الدواء فاز (بريان ويتكومى) من الجامعة الملكية ببريطانيا بالجائزة بسبب بحثه فى الآثار الجانبية التى تسببها ابتلاع السيوف.
يعنى ننتظر لينا زول يبلع ليه (سيف) ثم نطبق نظرية البحث دا.
الناس بتبلع صوامع … مخازن … بنوك … لكن تبلع ليها (سيوف) دى اول مرة نسمع بيها.
السنة دي انا برشح شيبوب للفوز بجائزة (نوبل) في القفز من الطابق الرابع.
غايتو يا ناس المريخ وقت تكونوا عاوزين تنفخوا الحاجة.
تخلوه يقفز من الطابق الرابع.
و
(ونحن عايشين والحمدلله (النفس) بينزل ويطلع إلى الآن..ولا ينقصنا شيء سوى رؤياكم الغالية).
……….
و
نحن كنا شايفين حكاية انو جمال الوالي يقعد (6) شهور في بيتو ..ويرجع تاني غريبة.
هسع لقينا ليك الحكاية عادية.
تراوري قعد سنة ونص في بيتو وجاء راجع عادي.
ويقولوا ليك هيثم مصطفى ما يرجع للهلال.
تراوري دا مرجعنو (طباخ).
و
(ونحن عايشين والحمدلله (النفس) بينزل ويطلع إلى الآن..ولا ينقصنا شيء سوى رؤياكم الغالية).
………….
السيدة (ل) – لو عندكم (مطرة) – ارمي لينا (براق).
وقرّط على كدا.