زهير السراج

في ستين مليون داهية !!


* لم يفتح لله على وزارة الصحة الاتحادية (أو الوزارات الولائية) بكلمة واحدة ترشد بها المواطنين الى طرق الوقاية من أوبئة الشتاء وتخفيف وطأة المرض.. إلخ، دعكم من إعطاء معلومات عن الوباء الأخير الذي تفشى في البلاد ولم يترك شخصاً إلا وصرعه، وتميز بأعراض حادة لم يألفها الناس من قبل، مما جعل أي شخص يتساءل عن السبب، إلا وزارة الصحة الاتحادية وقريناتها في الولايات اللاتي لا يعرفن شيئاً عن الصحة ولا كيف تصان، وأجزم أنهن لم يبذلن أي جهد لمعرفة أي شئ عن الوباء الأخير ومعرفة الوضع الصحي بالبلاد أو أي شئ آخر يتعلق بالصحة، ولا يهمهن إن أصاب الناس فيروس جديد أو قديم أو متجدد، أو جن أحمر، أو عجزوا عن التنفس أو اختنقوا أو ماتوا).. في ستين مليون داهية)!!
* كل ما يهم هو الصراع على الرسوم والتكالب على الأسفار والتهافت على الامتيازات، وليس ذلك غريباً على بلد، الوظيفة الأساسية لوزارة الصحة فيه هي الترضيات السياسية وإيواء المعارضين وتطييب خواطرهم، وليس صحة وسلامة المواطنين، ومن الطبيعي أن يضرب البلد وباء كبير وخطير مثل الوباء الحالي الذي يصيب الجهاز التنفسي العلوي بدون أن تنبس الوزارة ببنت شفة أو تقل شيئاً للمواطنين يطمئنهم أو يرشدهم للتصرف السليم!!
* ومن أين للوزارة الاتحادية وغيرها ممن يُسمَّين كذباً وضلالاً (وزارات صحة) أن يتكلمن وينبسن ببنت شفة، ويرشدن المواطنين لخير، وهن لا يعرفن شيئاً عن هذا الفيروس، ولا من أين جاء أو كيف جاء ولماذا جاء، وهل هو فيروس البرد العادي الذي يأتي كل عام، أم فيروس آخر.. إلخ؟!
* من أين لهن أن يعرفن هذه المعلومات التي تحتاج معرفتها الى جدية وعزيمة وإخلاص، واحترام للمواطن وخوف من التقصير في أداء الأمانة، وخشية لله، قبل أن تحتاج إلى مهارة وخبرة وإمكانيات، وكل ذلك يفتقدن إليه، فمن أين لهن بمعرفة نوع الفيروس وإرشاد المواطن إلا إذا كن سحرة أو مشعوذين، وما أكثر المشعوذين في هذا البلد الذين لا يجيدون سوى الشعوذة والاحتيال على الناس وتشويه سمعة البلاد!!
* أي نوع من وزارات الصحة هذه التي يطلقون عليها وزارات صحة وهي لا تعرف شيئاً عن إرشاد الناس دعك من حماية ومداواة الناس؟! إنها مجرد مبانٍ لا تساوي شيئاً غير قيمة الخرصانة التي شيدت بها أو أهدرت عليها(وهو التعبير الصحيح) ، ومجرد مكاتب وثيرة ليس لها قيمة سوى قيمة الأثاثات التي وضعت بداخلها، وليست سوى أجهزة كمبيوتر بُددت عليها المليارات ليتسلى عليها الموظفون بلعب الكوتشينة فبليت قبل أن تنجز مهمة واحدة من المهام التي كان يجب أن تنجزها، لو جُلبت فعلاً لإنجاز مهام غير لعب الكوتشينة؟!
* أي وزارات صحة هذه التي ترى المواطنين يقعون صرعى لوباء كبير ولا تنطق بكلمة واحدة تنورهم عن الموقف الصحي، أو ترشدهم إلى التصرف الصحيح، وتقل لهم ماذا يجب أن يفعلوا أو لا يفعلوا، وكيف يفعلوا، وكيف يتداووا، وهل يصلح هذا الدواء أو لا يصلح حتى لا يهدروا ملايين الجنيهات على أدوية لا تصلح للتداوي، ويتسبب تداولها غير المرشد في التأثير على فعاليتها في معالجة الأمراض التي صنعت من أجلها؟!
* لم يطلب أحد من هذه (الخيال مآتات) التي تسمى زوراً (وزارات صحة) أن تداوي أو تعالج أو تنفق على تشييد المشافي أو تأهيل الكوادر أو استيراد الأدوية الجيدة، أو التأكد من جودة الأدوية أو مراقبة القصور أو إهمال المقصرين، بل إصدار بيان قصير يصوغه أي عاطل ويقول فيه أي كلام فارغ عن الوباء الحالي وكيفية الوقاية منه، أو التعامل معه، ولكنها بالتأكيد مهمة صعبة على المتكدسين بوزارة الصحة الاتحادية والوزارات الولائية الذين يحللون أجورهم بقراءة الصحف ولعب الكوتشينة على أجهزة الكمبيوتر، ويعجزون عن إصدار بيان واحد عن الوباء الأخير، حتى ولو كان مجرد كلام فارغ، وهو بالتأكيد سيكون فارغاً، فماذا سيقولون للناس عن شئ لا يعرفون عنه شيئاً، وأتحدى من يقول إنه يعرف شيئاً عن الوباء الحالي ونوع الفيروس المسبب له، أو حتى من سعى ليعرف ذلك؟!


تعليق واحد

  1. صدقت يا اخ زهير بالله عليك كيف ينتظر المواطن المسكين من وزير غلبان حيران مثل ابو قرده همه المناكفه مع زميله فى التمرد التجانى السيسى وتحريض البعض على البعض الاخر وما فضيحة الفندق ببعيد عن الاذهان اما حميده فهذا مشغول بجامعاته وتجفيف مستشفى الخرطوم التعليمى والمناكفات فى تصاديق الصيدليات والحبل على الجرار ولا حياة لمن تنادى لك الله يا سودان