تحقيقات وتقارير

احتفالات محمل السلطان على دينار لسلام دارفور


يعتبر السلطان على دينار شخصية وطنية راسخة فى الوجدان المجتمعى السودانى لانه ترك بصمته القوية فى كافة شئون الحياة السياسية والاجتماعية والانسانية والعدلية , كان اخر رموز الثورة المهدية التى صمدت ووقفت امام المد الاستيطانى الاستعمارى فى اواخر القرن العشرين .
دارفور أرض غنية بثرواتها، كانت سلطنة إسلامية منذ منتصف القرن السابع عشر الميلادي وحتى عام 1916م، وآخر سلاطينها السلطان علي دينار الذي دان لدولة الخلافة العثمانية وحارب الإنجليز ووقف سداً منيعاً أمامهم طوال فترة حكمه التي امتدت لأكثر من سبعة عشر عاماً، وهو من قبيلة الفور المسلمة.
حينما تأخرت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لظروف الاستعمار، أقام السلطان على دينارفي مدينة الفاشر (عاصمة دارفور) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال فترة حكمه تقريباً يرسل كسوة الكعبة ومحملاً سنوياً، كما يفعل الملوك، إلى مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور. هذه الأرض الإسلامية تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها حوالى 6 ملايين نسمة، ونسبة المسلمين تبلغ 100% (والذي لا يعرفه البعض عنها أن فيها نسبة عالية من حفظة كتاب الله عز وجل سيما في قبيلة الفور، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد عن 50% من أفراد القبيلة، وكان الطفل لا يختن إلا إذا حفظ القرآن، والبعض لا يزوج ابنته إلا لحامل القرآن، حتى إن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض “دفتي المصحف”، وقد كان السلطان علي دينار يؤمِّن طريق الحج لحجاج غرب أفريقيا مجتمعين. وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه “رواق دارفور”، كان أهل دارفور لا ينقطعون عن طلب العلم فيه).
المدينة المنورة ميقاتها المكاني للحج والعمرة يسمى بذي الحُليفة، سماها البعض حديثاً (بآبار علي)، سميت بذلك نسبة للسلطان علي دينار بن زكريا بن السلطان محمد الفضل.
علي دينار هذا جاء إلى الميقات أواخر القرن التاسع عشر حاجاً (منذ حوالى أكثر من مائة عام)، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر آباراً إضافية للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدّد مسجد ذي الحُليفة، الذي صلى فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو خارج للحج من المدينة المنورة، وأقام السلطان بالميقات وعمّره، ولذلك سمي المكان بآبار علي نسبة إلى علي دينار بن زكريا رحمه الله، وكثير من الناس يظنون أن التسمية نسبة إلى علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه).
ضيَّق الاستعمار الإنجليزي على السلطان علي دينار كثيراً حتى يُتْبِعوه لهم تماماً، فشكا لخليفة المسلمين وبعث له بهذه الرسالة:
“وقد أحاطت أيدي النصارى الكلاب الكفار بالمسلمين من يميننا وشمالنا وورائنا وأمامنا، وحازوا ديار المسلمين كلها، ممالك البعض سلطانها مقتول، والبعض سلطانها مأسور، والبعض سلطانها مقهور، يلعبون بأيديهم كالعصفور، ما عدا بلادنا دارفور قد حفظها الله من ظلمات الكفار. والداعي أنهم حالوا بيننا وبين الحرمين الشريفين اللذين حرسهما الله ومنحكم بخدمتهما. ولم نر حيلة نتوسل بها لأداء الفرض الذي فرضه الله علينا من حج بيته الحرام، وزيارة نبيه عليه الصلاة والسلام,…”.
وقد قام علي دينار بإصلاحات في دارفور وأقام نظاما إداريا متطورا لتسيير دفة الحكم، فكون مجلسا للشورى، وعين مفتيا لسلطنته، ومجلسا للوزراء وأسس جيشا وأوكل تدريبه لضابط مصري، وخاض عددا من النزاعات الداخلية لتثبيت سلطته، منها عصيان بعض القبائل، واحتلال الفرنسيين لسلطنة دار وداي المجاورة 1909م، واستسلام سلطنة دار سلا للفرنسيين.
وأثناء الحرب العالمية الأولي التي خاضتها الدولة العثمانية ضد الحلفاء جاهر علي دينار بعدائه لحكومة السودان، بل جهز جيشا لاختراق حدود السودان بقصد احتلال كردفان، وأعلن استقلاله التام عن السودان.
وقد قررت حكومة السودان السيطرة على دارفور والإطاحة بعلي دينار الذي ناصر الدولة العثمانية ضد الحلفاء، ووقعت عدة معارك بين الجانبين استخدم فيها الإنجليز الطائرات، واستطاعت القوات الغازية أن تدخل العاصمة الفاشر حيث استشهد السلطان علي دينار رحمه الله في 6 نوفمبر 1916م بعد معارك استخدم فيها الإنجليز لأول مرة سلاح الطيران.
تقديرا لذلك التاريخ الثرى الشامخ وتحت شعار (نشر ثقافة التسامح والسلام) دشنت اللجنة العليا المنظمة لملتقى محمل السلطان على دينار لدعم سلام دارفور اولى فعالياتها بعقد مؤتمر صحفى طرحت فيه ملامح برنامج احتفالاتها بمنبر (سونا) عكست فيه على لسان المتحدثين مكانة وقيمة السلطان على دينار باعتباره احد الرموز الوطنية الشامخة .
تحدث الاستاذ الحاج السيد ابوورقة المدير التنفيذى للجنةالعليا المنظمة موضحا ان هدف الاحتفالات اشاعة وترسيخ قيم التسامح والمحبة لتكون معبرا لسلام دارفور , ثم عرض ابورقة شهادة صحفية موثقة نشرتها صحيفة (الجزيرة) السعودية تناولت ماثر وعظمة ودور ومكانة السلطان على دينار ,بينما اكد الشاعر مختار دفع الله عضو اللجنة العليا اهتمام دولة تركيا الصديقة بشخصية السلطان دينار كقائد اسلامى وقف ضد المد الاستعمارى البريطانى فى اواخر القرن التاسع عشر الميلادى مبينا قومية السلطان دينار الذى افترى عليه التدوين الغربى حينما كتب تاريخ السودان واظهره بالحاكم القاسى .
وقال الاعلامى والسياسى والقيادى مالك الزاكى ان السلطان على دينار شخصية وطنية ونموذجا للحاكم الذى طبق تماما العدالة المجتمعية اضافة لشخصيته القيادية والحكيمة والشاعرة والموسيقية لذلك جمع ما بين الادارة والقيادة وحسن المعاملة والتدبير.
واوضح الاستاذ الاعلامى عبدالله ادم خاطر بأن عهد السلطان دينار اتسم بادارة التنوع الاثنى والثقافى مشيرا الى ان الاحتفالية بمئوية استشهاده تعنى تأكيدا لدور دارفور فى تاريخ السودان السياسى .
جاءت فكرة الاحتفالات والملتقى وتخليد مئوية استشهاد السلطان على دينار من الاستاذ ابوورقة , من اجل احياء الذكرى وتمكين الاجيال الاخيرة من الشعب السودانى من تاريخ وطنهم والتعريف ببعض رموزه الوطنية وكانت البداية بتسليط الضؤ كثيفا على سلطان دارفور دينار , وستتواصل الاحتفالات حتى اواخر فبراير القادم حيث ستشمل اقامة ليالى متعددة تضم اهل التاريخ والفن والرياضة والسياسة والاجتماع والثقافة والفنون والشعر والموسيقى وتختتم بيوم ختامى مفتوح فى الثالث والعشرين من الشهر القادم بشارع النيل قبالة فندق كورال (هيلتون سابقا) وحتى قاعة الصداقة .

كتب – سعيد الطيب
الخرطوم 18-1-2015م (سونا)


‫4 تعليقات

  1. سؤال مهم … هل كان علي دينار يتاجر في الرقيق او يدير هذا النشاط او يسافيد منه و الذي كان منتشرا فترة حكمه في دارفور ؟

  2. والله المعروف والثابت في التاريخ انو كان كاسي الكعبة الشريفة وأقام الخلاوي لحفظ ودراسة القرآن الكريم وارسل البعثات لتعاليم العلوم الإسلامية في الأزهر الشريف وحارب الإستعمار وأقام نظام إداري واسلامي ناجح ودولة موسسسة وقائد عسكري ناجح شهد لة الأعداء واطعم واسقي حجاج بيت الله وكان وصل ومكمل للدولة المهدية. انا شايف لحدي هنا كفي ووفي. وفي النهاية يعتبر تاررريخ وانتهي

  3. نحسبه والله حسيبه شيخ مجاهد نسال الله له الرحمه ونحسبه من الفائزين عند الله
    فعلا ينقصنا مثله لنصرة الدين
    اهتم بالتعليم الشرعي قبل العمل

  4. السلطان على دينار لابد ان نذكره بكل خير فهو كاسى الكعبة بمكة الكرمة وصاحب آبار على بالمدينة المنورة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وهى ميقات اهل المدينة فسطر اسمه باحرف من نور فى الدنيا وندعو الله ان يجعلة فى العليين فى الاخرة مع النبيين والصالحين