مقالات متنوعة

حسن فاروق : قاطعوهم


قدر تبدو الدعوة غريبة، وقد يراها البعض مستحيلة، وقد يضحك آخرون لطرحها ولكنها في تقديري ممكنة ، وهي دعوة تخص في المقام الاول الصحافة الرياضية والتي اطالبها من خلال هذه المساحة بمقاطعة اخبار الاداريين، ومنع نشر صورهم ، وليكن هذا الموسم موسم مقاطعتهم، واري انه قد آن الاوان للاعب واللعبة، فقد ظلت صحافتنا الرياضية ومنذ ان ظهرت الي الوجود تضع الاداري اولا واللاعب عاشرا، الاداري من واحد الي عشرة ثم ياتي اللاعب، وقد توارث الاجيال الصحفية هذه الصورة المقلوبة للمفهوم الرياضي اولا ولمهنية الصحافة الرياضية ثانيا، فاللاعب كما ذكرت في هذه المساحة مرارا وتكرارا ،هو اساس لعبة كرة القدم وهو الاول والاخير وكل مايحيط به عوامل مساعدة لهذا اللاعب ليبدع ويمتع بداية من الاتحاد الدولي لكرة القدم( فيفا) ونهاية بادارة النادي الذي يلعب له، وتبقي كرة القدم لعبة لا اكثر ولا اقل مهما قيل عن انها اصبحت صناعة وتحولت الي تجارة وصارت وظيفة ، تبقي رياضة للمتعة والاثارة وزرع الفرح والبهجة عند انصار الفائز، والمواساة للمهزوم مع الامنيات له بحظ اوفر في المباريات القادمة، ولعبة كرة القدم نشاط مستمر، يكتب لها كل يوم تاريخ جديد، لاتعرف التوقف عند محطة (كنا واسسنا وعلمنا).
وبالتالي اولي للصحافة الرياضية ان تعطي اللاعب واللعبة جل اهتمامها وتركيزها، بابراز اخبار اللاعبين والاحتفاء بها عند التفوق واحراز البطولات، والاخفاقات والسلبيات عند خسارة المباريات والفشل في تحقيق البطولات، بمعني آخر علي الصحافة ان تجرب ولو لموسم واحد منح صفحاتها للاعبين ومتابعة الفرق وتجاهل الاداريين كما ذكرت، وحتي في حال فرضت احداث ما نفسها لان خلفيتها ادارية في المقام الاول، يجب ان تنشر كخبر صغير في الصفحات الداخلية وتتم متابعته بذات مستوي النشر الاول.
وجهوا الصحفيين خاصة الشباب منهم للتركيز علي متابعة اللاعب من خلال قوالب العمل الصحفي المختلفة من خبر، وتقرير، وحوار، وتحقيق، وقصة خبرية ومن خلال البروفايل والمواد المنوعة الخفيفة .. قاطعوا صور الاداريين خاصة رؤساء الاندية من اصحاب المال، والتي تجد في معظم الصحف الرياضية مساحات كبيرة تملأ احيانا ثلاثة ارباع الصفحة، ويترك الربع الاخير او اقل منه لمادة مكتوبة ، وقد يصل الامر احيانا لوجود كم ليس بالقليل من الصور في عدد صحيفة واحد لرئيس نادي واحد خاصة بعد ان تغير خط تحرير عدد من الصحف من (خاطفة لونين) هلال مريخ، الي لون واحد صحف من الغلاف للغلاف هلال او مريخ في سقوط مريع للمهنية وتحويل الصحيفة الي بوق للاداري تدافع عنه وتطبل له ومثل هذه الصحف بعيدة كل البعد عن النادي واللاعب والجمهور ولاتمثل سوي صوت صاحبها او المؤثر علي قرارها ، ومثلها مثل غيرها تاكل وتشرب وتكنز الذهب والفضة من خير النادي الذي تتبني خطه رغم انها في الاصل تسبح بفضل الاداري.
قاطعوهم .. قاطعوا اخبارهم وصورهم وركزوا علي اللاعب واللعبة لنضمن علي الاقل ان صحافتنا بدأت تسير في الطريق الصحيح.