اسحق احمد فضل الله

كاتب استثنائي الاسم: احدهم


الخطاب هذا لم يكتب لنا.. بل هو حديث يكتبه مثقف لمثقف .. ونقع عليه مصادفة ونفاجأ بأنه يشهد لكل ما نقول على امتداد أعوام من أن جيش المخابرات هو ما يحكم العالم الآن.
عندما تقرأ المذكرات التي كتبها شارلس نيوفلد ــ سجين الخليفة ــ تعرف كيف يمكن لمخلوق أن يزيف الحقائق، وكيف ان الرجل من تاجر حسب ادعائه اصبح عميلاً للاستخبارات البريطانية، وعندما تقرأ للكاتب ــ ديفيد إيكه ــ صاحب كتاب.. «السر الأكبر».. تصاب بالدهشة، كيف عمل هذا المخلوق بكل جهد ليلغي الأديان كل الاديان، ليعمل لفكرة ان ليس هنالك دين سماوي، انما هنالك ابناء الله، وهم فئة خلقها الله لتحكم، فعليك فقط كما يدعي.. ديفيد أيكه.. أن تتحرر من ربقة الأديان وألا تصدق كل ما جاء فيها.
إن الكاتب «أحدهم» من هذه المدرسة.. مدرسة تزييف الحقائق.. ولكن تزييف الحقائق لا يتم إلا ببعض الأسانيد حتى تصبح الحقيقة .. اي التزييف المراد له أن يكون حقيقة.. مقبول نوعاً ما.
فينطلق الكاتب «أحدهم» من بعض المرتكزات التي يقول إنه زُود بها من أحد العاملين في الحقل الإسلامي، وإنه منذ نعومة أظافره اسلامي منذ زمن التحصيل الجامعي، وارتقى في جهاز الأمن الوطني مكاناً عليّاً، ولأن ضميره عذبه أراد أن يتطهر مما علق به جراء الاعمال التي يقوم بها جهاز الأمن الوطني، والحق أن الأسرار التي أدلى بها للسيد الكاتب.. المطّهِر.. من دنس ورجس تلك الأعمال فيها من الحقائق التي لا تنكر ولا يُباح نشرها، مثل أسماء الذين تسنموا قيادة العمل العسكري والأمني في بواكير دولة الإنقاذ، وذلك لأن لأية دولة في الدنيا أسراراً تقال حينما يريد لها اهل الشأن ذلك، وأخرى تموت مع موت القائمين عليها.. فأتى الرجل على اسماء من شاكلة:
على كرتي، علي عثمان، الزبير محمد الحسن، محمد الحسن المقلي، علي الروىَّ، صلاح قوش، أحمد محمد علي الفشاشوية.. وآخرين.. إذن الرجل الكاتب الموغل في العداوة ليس للإسلاميين فقط وانما لكل ما هو اسلامي.. الرجل علماني بكل ما تتكشف به وعنه الكلمة، ولكن السؤال الملح الذي تتطاول له الأعناق من الذي زود هذا الكاتب بهذه المعلومات خاصة التي زج فيها أجهزة أمنية أخرى هي غاية بل موغلة في السرية، مثل: الأمن الشعبي، وقد اورد مثل أحمد الشين والي، محمد الحسن هاشم، علي محمد ناجي، م. عماد الدين حسين، وآخرين بعضهم تولى مثل هذا الجهاز قبل مدة، وبعضهم يقوم بمهامه حتى الآن. كما قال الكاتب الكبير رجعنا لما كنا فيه.. من سرب هذه المعلومات الخطيرة؟ ويصبح السؤال الذي يدور ولا ينفك من هو الذي سرب هذه المعلومات التي هي معلومة كثير من أعضاء تنظيم الحركة الإسلامية.
تأتي الإجابات كالآتي:
1/ أحد الأعضاء المحترمين ذهب مغاضباً.
2/ الاستخبارات الأجنبية
3/ صاحب منفعة عليا.
وسوف نفصل ذلك حتى ينكشف بعض الإثم أحد الاعضاء.
معروف أن الحركة الإسلامية قد انشقت الى فئتين احداهما بقيادة البشير وأخرى بقيادة د. حسن الترابي، وكذلك كل الأجهزة المشار إليها قد انقسمت إلى فئتين ان لم تكونا متعادلتين ولكنها بنسبة مقدرة.. ومعروف أن بعض أعضاء جماعة الترابي ذهبوا إلى السجن ودخل في النفوس الحنق، وربما دفع البعض ليقول الذي يريد أن يقول في ثورة الغضب تلك، ولكن هذا الافتراض تستبعده الدقة في المعلومات وبعض حداثتها، لأن أعضاء التنظيم عندما يغادرون الموقع لا يعرفون ما استحدث واستجد في كيانات وأماكنها، وبعض التفاصيل الصغيرة والدقيقة تدحض افتراض أن أحد الأعضاء السابقين قد أدلى بمثل هذه المعلومات.
الاستخبارات الأمنية
لا ينكر إلا من لا يعرف القوة الهائلة والقدرة الفائقة التي تعمل بها الاستخبارات الأجنبية، وهي ذات ذراع طويل وباع طويل وغوص عميق في تتبع ودراسة الحركات والدولة الإسلامية، وأغلب الظن أن هذه المعلومات هي من جمع وتلفيق وإخراج الاستخبارات الأمريكية على وجه التحديد، فهي ذات قدرة ومتابعة وإمكانات، وهذا ما يرجح كفة كثير من التلفيق والدبلجة التي حيكت بها كتب الأستاذ «أحدهم». والمتمعن فيها يجد دقةً في السرد أكثر منها وثائق وقدرة على ــ الحكي ــ الثرثرة أكثر منها حقائق.. وأعمال من أجل الهدم أكثر منها معالجة خلل.. واثارة أكثر منها تثقيف واستنارة.. فهي كتابات لإثارة الرأي العام لخلق نوع من البلبلة، وهي نظرية معروفة حيث يقولون: اخلق الفوضى ثم اضع لها الحل ثم اصنع النظام نظامك أنت.. هذه نظرية السادة الذين يكتب السيد «أحدهم» لهم ومن أجلهم.
إن الدوائر الأمنية يجب أن تكون متحولة وفي تغيير دائم حتى لا تنكشف الأسرار، وهذا الثبات وعدم التغيير سنة سنها الإسلاميون، ولكنها معيبة، ولم يتعظ الإسلاميون من التاريخ، بل حتى نتاج المقولة التي تقول: إن الماء الراكد قابل للتعفن.. ولحرصهم على القديم من الأسرار يضيع القديم والجديد، فكان على الإسلاميين أن يبدلوا الأعضاء خاصة في مثل هذه الأجهزة على فترات مدروسة، وألا تكون تحت قبضة فئة لأكثر من عشر سنوات، حتى يتسنى لهم المحافظة على الحديث والمستجد لأنه الأهم.
جهات لها منفعة عليا
من خلال تتبعي لكتابات الأستاذ «أحدهم» رأيت صاحب منفعة مع جهة محددة دائماً ما يبرر لها، بل يظهر إعجابه بها دون ان يسمه بصورة مباشرة، وذلك هو الدكتور حسن الترابي، فمثلاً عندما قال طلبت من الدكتور للتاريخ والتوثيق أن يذكر ما يعرفه عن حوادث محاولة قتل.. حسني مبارك.. لم يأت السيد.. ضحية.. بحديث الترابي بل أصبح.. يلف ويدور.. حوله كأنه لا يريد أن يقول الناس إن الترابي قال بالنّصْ كذا.. ثم أثنى على الترابي في حادثة خليل إبراهيم، ثم أثنى عليه في حادثة اقتراح مقتل بعض الذين شاركوا في أديس أبابا، فلا يُستبعد ان يكون السيد «أحدهم».. يعمل في تكتيكات معينة يضع خيوطها ومراميها ومنافعها وزمنها وميقاتها مع بعض مجريات السياسة داخلياً.. الحوار مثلاً.. وذلك للاستغناء عن جهاز من أخطر الأجهزة العاملة حماية للدولة من خطر خارجي أو خطر داخلي، وللسيد الدكتور الترابي أكثر من وجه سياسي، وله أكثر من مأرب أن يرفع يديه للفاتحة على خلايا لا تأتمر بأوامره المباشرة، ولهذا مما لا يستبعد أن يكون كتاب معين.. للكاتب «أحدهم» أخرج خصيصاً لهدف هدم هذا البيت الذي لا يشبه بيت العنكبوت في شيء إلاّ في تمدده في كل انحاء الدنيا، وخاصة داخل الوطن، فأراد أن يقول اهدموا هذه الكهوف المظلمة التي لا تستطيع السياسة هدمها، فيريد أن يعريها ليتقدم باقتراحاته لفك ارتباطها بالدولة.. فهي صمام أمان الدولة وبها الطاقة القصوى لدرء الفساد والإفساد ومعرفة الرجال جراحاً وتعديلاً.
مع تحياتي.


‫4 تعليقات

  1. بالله سيبك من اسلامي وعلماني البتلوكو فيها ذي اللبانة دي زمااااااااان طلقتو الاسلام طلاق تلاتة وبقيتو عبيد سلطة ذيكم ذي اي دكتاتور حكم السودان بل اصبحتو اسؤ من حكم السودان خلينا من فلسفاتك الامنية دي

  2. خليك واضح وصريح وقول فتحي الضو بدلاً من عبارة احدهم لأن ماكتبه الاستاذ موجود في المواقع اللكترونية السودانية والأن انت تؤكد بأن مايكتبه الاستاذ هي الحقيقة

  3. أنت يا ود فضل الله بقيت تهضرب بي حكاية المخابرات دي و لا دي تعليمات من الاجهزة السيادية , على العموم اتطمن جهاز المن أصبح يحكم السودان و مديره يتدخل في كل صغيرة و كبيرة من الاقتصاد مرورا” بالسياسة الخارجية انتموازنة هاء بترقيات الشرطة و القوات المسلحة هذا بالاضافة الى 70% من الموازنة .
    ان شاء الله بعد ده يقدر يقيف امام المهددات الخارجية للدولة الكرتونية التي أصبحت تتحرك بتعليمات المخابرات .