منوعات

ماذا كان يأكل أجدادنا وكيف تعاملوا مع الطعام كغذاء ودواء؟


في زمنٍ ذهبي للطبخ والطبّاخين على الفضائيات ووسائل الإعلام وتداخل نتاج المطابخ الشرقية والغربية أصدر الكاتب السعودي خليفة إسماعيل الإسماعيل كتاباً عنوانه (أجدادنا والغذاء) عرض فيه أنواع المآكل وطريقة التعامل مع الطعام بما يحوله إلى عامل صحي ويبعد الآكلين عن الأضرار التي قد تنشأ عن سوء استخدامه.

الكتاب يحكي عن معتقدات أجدادنا في الطعام وكيف تعاملوا معه كغذاء وكدواء، ويتناول أقوالاً عن مختلف الأطعمة والمواد الغذائية وما قاله الأجداد فيها “وما هي الأكلات المشهورة قديماً وما هي الأكلات المستحدثة في حياتهم”.

ماذا قاله أجدادنا عن..

ضمّ الكتاب أبواباً كثيرة منها: ما قاله أجدادنا عن الماء. ما قاله أجدادنا عن اللحم. ما قاله أجدادنا عن رأس الخروف والأحشاء الداخلية. ما قاله أجدادنا عن لحم الجمل. ما قاله أجدادنا عن لحم الطيور. ما قاله أجدادنا عن الدجاج. ما قاله أجدادنا عن الضبّ. ما قاله أجدادنا عن الأرنب. ما قاله أجدادنا عن لحم الغزال. ما قاله أجدادنا عن لحم العجل والبقر. ما قاله أجدادنا عن السمك والربيان. ما قاله أجدادنا عن الحليب ومشتقاته. ما قاله أجدادنا عن البيض” وغير ذلك الكثير.

وفي مواد الكتاب أمورٌ كثيرة لا تزال صالحة وجيدة ومفيدة كما أنّ فيه أموراً يبدو أن الزمن تجاوزها أو أظهر أنها غير مفيدة كما يرى البعض.

وفي مقدمة تحليلية شاملة قال الكاتب “إن المداواة بالغذاء ترجع إلى العصور التاريخية الأولى بل وإلى ما قبل حكماء اليونان الذين برعوا في التداوي بالأعشاب حتى أخذها العرب وقاموا بتطويرها… وقد أوضح أجدادنا في الكثير من مؤلفاتهم أن كل غذاء هو دواء إذا تمّ تناوله بالطريقة الصحيحة والكميات المناسبة.”

نصيحة طبيب للحجاج

تحدّث المؤلف عن أن الحجاج بن يوسف سأل (تياذوق) الطبيب العربي الشهير بالأعشاب قائلاً “صف لي صفة آخذ بها في نفسي” فأجابه تياذوق قائلاً “لا تتزوج من النساء إلا شابة ولا تأكل من اللحم إلا فتياً ولا تأكله حتى يتم طبخه ولا تشربنَّ دواء إلا من محله ولا تأكل من الفاكهة إلا نضيجها ولا تأكل طعاماً إلا أجدت مضغه وكل ما أحببت من الطعام واشرب عليه وإذا شربت فلا تأكل عليه شيئاً ولا تحبس الغائط والبول وإذا أكلت في النهار فنم وإذا أكلت في الليل فتمش ولو مئة خطوة.”

تقسيمات أجدادنا للأطعمة

أورد خليفة إسماعيل الإسماعيل بعد حديثه عن آراء لابن سينا أن أجدادنا قسموا الأطعمة إلى ثلاثة أصناف “الصنف الأول أطعمة لطيفة يتولد منها دم لطيف وحصروا تلك الأطعمة في لباب خبز الحنطة ولحم الدجاج وأجنحة جميع الطيور وما لان من لحمه من صغار السمك وذكروا من الخضار (القرع) ومن الحبوب (الماش) وقالوا عنه أنه من أجود أنواع الأطعمة للشخص قليل الحركة.”

الصنف الثاني فوصفوه “بالأطعمة الغليظة الملطفة لأطعمة غيرها وحصروها في البصل والجزر والفجل والعدس ولحم الأرنب والكبد الحيواني والبيض المسلوق واللبن المطبوخ طبخاً كثيراً وعصير العنب المطبوخ ومن اللحم ذكروا لحم الإبل ولحم البقر وأحشاء الحيوانات ومن الحبوب ذكروا الصنوبر واللوبياء وبعض أنواع الخبز ونصحوا من أحبَّ أن يأكل من تلك الأطعمة ألا يكثر منها.”

أما الصنف الثالث فوصفوه بالأطعمة اللطيفة الملطفة لأطعمة غيرها وحصروها في أربعة أنواع. النوع الأول هو الحلو مثل العسل والبطيخ وماء الشعير والتين اليابس والجوز.

النوع الثاني فهو “الحار مثل الثوم والكرات والفليفلة الحارة والجرجير والزعتر والنعناع والكرفس وزعموا أنها مفيدة للكبد والطحال وأوجاع الصدر والرأس وأكدوا أنها تساعد في إخراج البلغم من الصدر وحذّروا من الإكثار من تناولها.

هافينغتون بوست