عالمية

“دينا عوفاديا”.. مصريّة أسقطت جنسيتها بعد عامين من التحاقها بجيش إسرائيل


أعلن أفيخاري أدرعي المتحدّث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي علي حسابه علي فيس بوك، في 17 أبريل 2014 نبأ انضمام مصرية تدعى “دينا” من مدينة الإسكندرية للجيش الإسرائيلي، وفي نفس التوقيت تقريباً، نشر الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي قصّة دينا عوفاديا التي قال إنها هاجرت مع أسرتها من الإسكندرية، لتل أبيب، وانضمت لاحقاً للجيش الإسرائيلي.

ولكن قرار سحب الجنسية عن دينا لم يصدر إلا بعد عامين من ارتدائها الزي العسكري للجيش الإسرائيلي، وبالتحديد في 16 يناير/كانون الثاني الجاري.

حيث صدر قرار نشرته “الجريدة الرسمية” برقم 2 مكرر 2016، يؤكد أن “مجلس الوزراء وافق على إسقاط الجنسية المصرية عن السيدة/ دينـا محمد علي المصري، وذلك لالتحاقها بالخدمة العسكرية بدولة أجنبية دون ترخيص سابق من وزير الدفاع والإنتاج الحربي”.

دعاية ترويجية

ورجح مصدر دبلوماسي مصري رفض ذكر اسمه لـ “هافينغتون بوست عربي” أن يكون تأخير مصر في رفع الجنسية عن “دينا” راجع لـ”أسباب إجرائية”، مشيراً لاستغلال وسائل إعلام إسرائيلية لقصة دينا في الترويج لما أسمته “الخروج من مصر” والهجرة منها، ما عجّل بقرار مجلس الوزراء سحب الجنسية منها.

وكان آخر هذه الدعاية الإسرائيلية هي حوار أجرته القناة الثانية الإسرائيلية مع “دينا” أوائل العام الجاري، كرّرت فيه قصتها في مصر، وقالت في الحوار، أنها كانت تحضر جلسات حفظ القرآن الكريم وهي في مرحلة الطفولة مع زميلاتها، وعندما طالبتها المدرسة بارتداء “الحجاب” نقلها والدها إلى مدرسة مسيحية.

ووفقاً للقناة الثانية الإسرائيلية، فإن عوفديا البالغة27 عاماً، كانت تحمل اسم كرولين عبد الله قبل الهجرة إلى إسرائيل.

أول مجندة مصرية في جيش إسرائيل

وروت دينا المصري التي تحوّلت إلى دينا عوفاديا قصة رحلة خروجها من الإسكندرية إلى تل أبيب، عبر مقاطع فيديو، وعبر موقع جيش الدفاع الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنها هاجرت مع أسرتها من الإسكندرية، وهي في عمر الـ 15، بعد أعوام قالت أنها “ظلت تبحث فيها عن هوية لها وكيان تنتمي إليه ولكنها لم تجد هذا في مصر”.

وقالت”دينا إنه “لم يكن عندي خلفية دينية سواء مسيحية أو إسلامية، لم أعلم أبداً ماذا أكون، والداي لم يحافظا على العادات اليهودية، وكنت دائماً أعتقد أننا مسيحيون علمانيون”.

وتابعت: “كان لدينا مسجد بجوار المدرسة، كانت البنات يذهبن للصلاة، وأمي منعتني من القيام بذلك مرة أخرى، وفي شهر رمضان، كنت أود الهرب إلى منازل أصدقائي، حتى إنني صمت في أحد الأيام، لأنني كنت أريد أن أتبع شيئاً ما ولكن لم يكن لدي إجابة واضحة عن ماذا أكون”.

وقالت إن نقطة التحول في حياتها، جاءت حينما “كنت أذاكر لامتحان التاريخ، وكان أخي وابن عمي يلعبان على الكمبيوتر في الطابق العلوي، وأمي وعمتي وأختي في منزلهن بالإسكندرية، فجأة سُمعت أصوات صراخ وتحطيم زجاج”.

تقول دينا “كنت مذعورة حقًا، ذهبت إلى الخارج ورأيت 5 ملثمين، كانوا سلفيين، 5 رجال ملتحين بجلباب، يمسكون هراوات في أيديهم وعلى أكتافهم بنادق، اقتحموا البوابة الحديدية وطلبوا معرفة أين يتواجد رجال البيت، كان تفسيرهم بسيطا وغير مفهوم: عائلة اليهود”.

وقالت: “أمهلهم المهاجمون أيام لمغادرة البلاد .. والدي قال لي إنهم مجرد لصوص، رغم أن الحقيقة أنهم لم يأخذوا أي شي”.

وتضيف: “بدأت الرحلة من الإسكندرية إلى إسطنبول ومنها إلى تل أبيب، وكان عمي وعائلته والحاخام ينتظروننا ويبتسمون، لم أكن أفهم اللغة، لكنني شعرت بسلام”.

وبعد إنهاء المرحلة الثانوية، بدأت دينا خدمتها العسكرية كمساعدة في إعداد التقارير العربية في إذاعة الجيش، ثم انتقلت إلى الشرطة العسكرية لفترة قصيرة، وفي النهاية التحقت بوحدة الناطق باسم الجيش، حيث تساعد في تشغيل وسائل الإعلام الجديدة باللغة العربية من على منصات مختلفة، بما فيها يوتيوب وفيس بوك وتويتر، والتحقت بها بعد ذلك شقيقتها “سيما” في وحدة الناطق باسم الجيش، بينما يقوم شقيقها بتدريبات بسلاح الجو.

وحتي الآن ترفض دينا عوفاديا التعليق على قرار إسقاط جنسيتها وتعليق الإعلام المصري على حادثتها، بحسب صحف اسرائيلية.

هافينغتون بوست