استشارات و فتاوي

ما حكم العمل في صالون تجميل؟


فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا سيدة تقدمت لوظيفة للعمل باحدى صالونات التجميل المختصة بتجهيز العرائس ، الوظيفة تقتضي الإشراف على تجهيز العروس وتنظيم برنامج متابعة هذه التجهيزات و علمت أن السيدة المزينة التي تدير المحل تقوم بالنمص اي إزالة جميع شعر الحاجب وتضع مكانه الوشم )التاتو(وتستخدم الشعر المستعار لتركيبه مع شعر الزبونة الطبيعي كما هو الحال في معظم صالونات التجميل فهل اكون آثمة اذا عملت مشرفه على هذه الأعمال بدون أن أقوم بها شخصياً مع العلم بأني أعرف أنها محرمة وأُنكرها

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فقد طبع الله النساء على حب التزين والتجمل، ولكن الشرع يضع لهذه الرغبة حدوداً لا يجوز تعديها ولا إهمالها، ومن ذلك ألا تشتمل هذه الزينة على حرام كوصل أو وشر أو وشم أو تفليج أو تغيير لخلق الله تعالى، وألا يتوصل إليها عن طريق التكشف أمام رجال أجانب أو تمكينهم من ملامسة المرأة والعبث بوجهها وجسدها بدعوى تزيينها؛ كما يحصل الآن في كثير من الدور التي تسمى بالكوافير، وألا يتوسل بهذه الزينة إلى حرام من تبرج وفتنة وسعي بالفساد في الأرض، وألا تتعدى هذه الزينة حدودها بحيث تصبح الهم المقعد المقيم للمرأة؛ فمن أجلها تضيع الصلوات وتذهب الأوقات، وتصير مجالاً للافتخار وحصول الكبر والعجب في مجتمعات النساء، إذا تبين ذلك فإنني أجيب على سؤالك بأنه إذا كان الغالب على عمل ذلك الصالون هو ما ذكرت من تلك الأمور المحرمة من وصل ووشم ونمص فلا يجوز لك العمل فيه لا كمشرفة ولا غير ذلك من الأعمال؛ لعموم قوله تعالى {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ولأن النبي صلى الله عليه وسـلم قال “إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها؛ فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم طلب الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله” والله الموفق والمستعان.