حوارات ولقاءات

البلدوزر مبارك الفاضل: الصادق المهدي تراجع عن الفكرة التي جاء عن طريقها كرئيس و أنا لا اهتم بالالقاب والمواقع.. و مريم ليست مؤهلة في المستقبل لقيادة حزب الامة


لا يشبه الطقس السياسي هذه الأيام، بدا حوارنا مع مبارك الفاضل بمنزله بالعمارات ساخناً بعض الشيء، مسرح الحوار بصالونه العتيق بدا هو الآخر مناسباً تماماً..قطع (الاناتيك) العتيقة التي تناثرت فوق المكان، أضفت بعداً آخر زاد من تلك العتاقة. أجاب على اسئلتنا بصراحة لا يشوبها حذر، بيد أن بعض الإجابات ربما غلفتها لغة السياسة. يستطع أن يخف غضبه بجدارة بسبب التصريحات التي يصوبها نحوه خصومه في حزب الأمة القومي ويحاول أن يبدو هادئاً ومتماسكاً..قلنا له هل تعود الى الحزب من الأسوار قال «نحن موجودون داخل الحزب وفاعلين».

> نبدأ من حيث انتهت الأخبار، خبر صغير منسوب لحزب الأمة القومي يقول إن مبارك يريد العودة الى الحزب من الأسوار، ما رأيك في ذلك؟
< والله شوفي.. طبعاً أي شخص يصرح التصريح (العايزو) ونحن موجودون في الحزب وفاعلين لكن في مشكلات داخل الحزب والمشكلات دي ما جديدة، مشكلات قديمة بدت في 1999م 2000م وتفاقمت خلال الخمسة عشر سنة الماضية، منها محطة الإصلاح والتجديد في 2002م، ثم محطة التيار العام في 2009 في 2012م محطة الأمانة العامة، محمد علي المرضي ومجموعة الأبيض وبعدها رئيس جهاز لجنة الضبط والأداء في الحزب وبعدها من الكوادر يوسف أحمد يوسف، وهكذا حدثت في الحزب مشاكل وصراعات.> لكن يرمي باللائمة على مبارك الفاضل في شق الحزب..أنت خرجت بالإصلاح والتجديد وشقيت الحزب؟
< ما هو.. في أسباب موضوعية وأسباب غير موضوعية. الأسباب الموضوعية، هو غياب الأحزاب فترة طويلة نتيجة لحظرها، وهذا منع عملية النمو الطبيعي..وفي ظروف غير موضوعية كان بإمكان القيادة إفساح المجال لتجديد الدماء وقيادات الحزب وإعادة بناء أجهزته... > مقاطعة: تجديد الدماء دا فيه اتهام آخر…؟
< مقاطعاً: بصورة أكثر سلاسة، كان ممكن تكون وقاية لأي نوع من الخلافات والانقسامات الموجودة حالياً لكن استمرار الوضع في الحزب والاحتقان بين الأجيال بجانب عدم بناء الأجهزة والمؤسسات بشكل حديث يواكب التطورات في السودان والعالم، هذه الأشياء تسببت في عملية الاحتقان داخل الحزب.> سيد مبارك أنت في فترة دعوت السيد الصادق لان يكون دوره (ابوي وزعامي)..يعتقد الكثيرين أنك تريد سحب البساط من تحته؟.
< هو طبعاً أي شخص يصل مرحلة.. أصلاً ديمقراطياً ما مفروض الشخص يقعد أكثر من دورتين. يعني في السودان طبعاً استثناء يعني ممكن تقولي في ظروف جات عملت فواصل وانقلابات عسكرية، الشخص ممكن يقعد خمسة عشر اوعشرين سنة لكن تجي مرحلة ضروري الشخص يفسح المجال لشخص آخر ويغير موقعه، من الموقع التنفيذي المباشر الى الموقع الإرشادي...> مقاطعة: هذه أيضاً حُسبت عليك..وبدا كأنك تريد إزاحة المهدي؟
< مقاطعاً: التغيير مطلوب. يعني مثلاً الذي أسس حزب الامة هو الامام عبدالرحمن المهدي لكن ما لعب دور تنفيذي في هذا التأسيس، الأئمة من بعدو ما لعبوا دور تنفيذي، السيد صديق لمن بقى إمام ما مسك رئاسة الحزب يعني خلى قيادة الحزب لآخرين. وكذلك الامام الهادي ترك رئاسة الحزب للسيد الصادق وكان عمره في ذلك الوقت (28) سنة يعني لمن سمحوا ليهو يتولى قيادة الحزب كان دا تفكير متقدم وما جابو محمد احمد محجوب ولا جابو الشنقيطي ولا جابو نقد الله، جابوه هو في سن صغيرة عشان يواكبوا تطور الاجيال، وبالتالي كان أولى هو يطبق نفس النظرية... > مقاطعة: هل ترى أن الصادق المهدي تنكر لنظرية التجديد رغم أنه أصبح رئيساً في سن مبكرة؟
< بفتكر إنو تراجع عن الفكرة التي جاء عن طريقها كرئيس. المفروض هو كان يطبق نفس الفكرة الطبقوها أعمامه يفسح المجال للشباب..> لماذا تراجع في تقديرك؟
< والله دي حاجة يسأل منها هو. > سبق وأن ذكر المهدي إن قيادته مهددة.. مهددة من من؟
< والله هو بيردد الكلام دا وما عندو أساس، هو بيرددوا بيفتكر أنا شخصياً مهدد لقيادته وفي أحد اللقاءات التي تمت بيننا عندما قدمنا مذكرة أربعينية في 2001م... > مقاطعة: صحيح..في منزل الكريل..؟
< نعم.. فهو في اول لقاء قال الكلام دا وقبلها في لقاء...> مقاطعة .. من يهدد قيادته، هل كان يقصد شخصك تحديداً؟
< آي.. كان في لقاء ضم عدداً كبيراً من القيادات كنا نناقش مشكلة حدثت تم اعتراض عدد من اعضاء المكتب السياسي وضربهم امام باب المكتب علشان ما يدخلوا لأنو رأيهم كان مختلف عن رأي عبدالرحمن وعنه هو، نحن بناقش في هذه القصة قال«والله انا شاعر إن قيادتي مهددة من مبارك وأنه لو جاء في المكتب السياسي وأكد التزامه بقيادتي أنا ما عندي مانع اوافق على طلباتكم»، ووقتها بطلب من الاخوة الكانوا حاضرين، كانوا بين عشرين الى خمسة وعشرين قيادياً موجودين، جيت في المكتب السياسي واكدت اننا لا ننوي الطعن في قيادته وملتزمين بيها وأن خلافي هو حول تنظيم الحزب وحول خطه السياسي وليس حول هذه القيادة، لكن انا طبعاً اتكلمت معاهو كتير في ظروف ودية...> مقاطعة: هل كنت تريد طمأنته؟
< آن الأوان ليغير دوره. > كيف؟
< يعيد صياغة الدور التنفيذي البيلعب فيهو دا، ما عاد بيناسبو وممكن يسيء لتاريخه لأنو هو بيلعب الآن..زي لاعب الكورة..لمن يصل سن معينة لازم ينسحب من الملعب ويبقى (كوتش)...> مقاطعة: ينسحب لمن؟
< لا..ما.. هو ينسحِب لجيل جديد ما لشخصي انا. الحزب هو الذي يقرر. انا فاتحتو في الموضوع دا بصورة وديه يعني. قِبل الكلام لكن ما عمل بيهو.. > كيف تقبل هذا الحديث؟
< سمع الكلام ما اعترض عليه..لأنو انا قلت ليهو انت الآن وصلت مرحلة من الزعامة وهذا الوضع يجب أن تحافظ عليه،اذا استمريت في لعب الدور التنفيذي المباشر دا قد يقلل من تاريخك ومن وضعك، يجب أن ترفع نفسك عن الصراعات لو في الحزب او في البلد وتكون مرجعية الناس ارجوك وزي ما السيد عبدالرحمن لعب الدور دا في فترة من الفترات وما كان بيتدخل في الصرعات المباشرة، وكان يتركها لناس الحزب والناس بجوهو كمرجعية.> من يخاف من نفوذ من،انت ام المهدي؟
< انتي سألتِ سؤال ورصدتِ حديثه عندما قال إن قيادته مهددة، وأنا رديت عليك انو ردد الكلام دا في اجتماع لقيادة الحزب وطلب مني اؤكد على قيادته في الحزب وردد الكلام دا مرة تانية بعد المذكرة الاربعينية في لقاء بيني وبينه، هو يرى انني اسعى الى ازاحته من قيادة الحزب، إذن.. انا بالنسبة لي ما مهتم بمسألة قيادته انا نصحتو ماذا يجب أن يفعل لكن اذا لم يفعل هو على كيفو في النهاية حيحصد نتيجة قراره. يعني انا بالنسبة لي المسألة ما قيادة الحزب انما بناء مؤسسات ديمقراطية في الحزب ومواكبة التطور الحادث في البلد ومواصلة النمو الطبيعي للحزب.> على ذكر المذكرة الاربعينية.. في اللقاء الذي رتبه صلاح عبدالسلام بينك والمهدي ذكرت أن الحديث الذي قاله لك المهدي كان مفآجأة كبرى لك..ماذا قال لك حينها؟
< الحديث الكان مفاجأة بالنسبة لي هو كلامه، «انه وصل لقناعة انا عاوز اشيلو واكون رئيس محلو» ودا ما كنت بفكر فيهو لذلك بالنسبة لي كانت مفاجأة ان شخص بقامته ضعفت ثقته في نفسه لهذه الدرجة ويهتز لمذكرة ويعتبرها مدخل لازاحته.> اشار المهدي الى شخصك في مواقع مختلفة بـ(زول سوبا ومارشال المديرية والعرجة لمراحها) ، تلك الالقاب في اي اطار تضعها؟
< دي كلها راجعة ليهو هو وبتسيء ليهو هو طبعاً. يعني لمن يكون شخص كبير في قامته ولا يستخدم لغة مناسبة في النهاية بتسيء ليهو هو وتوضح مدى الضيق بالآخر وبدل مواجهة الحجة اللجوء الى السباب ودا في النهاية انعكس عليهو هو سلبياً ما انعكس عليّ انا لأنو الوضع بتاعي ما بيقلل منه اي كلام من النوع دا في حقي، بل بالعكس اذا كان هوالشخص دا بهذه الصفات كيف كان شخصية رئيسية في الحزب بيحل ويربط في كل قضية. وكان هو شخصياً بيطلب مني اتحول من جهة لجهة علشان اواجه ليهو المشاكل في الوزارة من وقت لآخر يعني تقديراتو دي غلط.> هل تعتقد أن مثل هذه الاحاديث هي ضيق بالآخر؟
< نعم. > هل تطمع في منصب زعامة حزب الامة الآن؟
< انا في العمل السياسي عموماً لا اهتم بالالقاب والمواقع، بهتم بالتأثير على القضايا والاحداث اكثر من المواقع. انا بفتكر هسه يعني كانوا في ناس (سنير) في حزب الامة عندهم مواقع وألقاب، لكن أنا كنت أكثر فاعلية منهم ولا أهتم أن يكون عندي لقب، أنا عندي حضور وكذا وما محتاج لألقاب ومواقع، وعرضت عليّ كذا مرة لكني اعتذرت رغم الحاح الصادق...> مقاطعة: عرضت عليك عدة مرات، لماذا لم تنفذ؟
< هو عندو تردد في اتخاذ القرار ويبدو انو بعد ما عرض المواقع دي زي تردد فيها... مقاطعة: لماذا..وخوفاً من ماذا؟ < تأثير بناتو عليهو والمحيط الحولو كبير يبدو أنهم اقنعوه إنو ما ينفذ التعيينات دي رغم صدور قرار من المكتب السياسي..يعني...> مقاطعة: لماذا؟ هل تعتقد أن أبناء المهدي يتهيبون نفوذك؟
< طبعاً.. بكون عندهم أفكار إنو أنا قد أتولى قيادة الحزب اذا كنت موجوداً في أجهزة الحزب .. طبعاً دا وهم، وهي أجهزة كلها منتهية الصلاحية وهم بستمدوا قوتهم من أبوهم وحتى بوجود أبوهم هم هسه وضعهم ما مؤمن، اذا أبوهم بقى غائب عن الساحة يعني عندنا أمثلة عديدة لناس عندنا في الاسرة كان عندهم أهمية لمن (ابهاتهم) غابوا بقى ما عندهم أهمية، دي طبيعة الحياة كدا اذا انت ما عندك كسبك الخاص وثبت وضعك في القاعدة ما بتشيلك مسألة انو ابوك منو.> داخل أسرة المهدي هناك من هو مؤهل، د. مريم لديها خبرات ربما تجعلها مؤهلة في المستقبل لقيادة حزب الامة؟
< مريم ..مريم لسه، يعني ما عندها الخبرة الكافية. مريم بدت العمل السياسي في 2000م ويعني.. دخلت، وتمددت في الفراغ الحدث في حزب الامة. ومشكلة مريم إنها ما تدرجت بالصورة المطلوبة عشان تتدرب اولاً وعشان تقبل وسط الكوادر والقيادات بتاعت الحزب اعتمدت على اسمها واسم والدها وصعدت بهذا السبب الى وضع، يعني في ناس كتيرين قدامها مؤهلين اكثر، واذا الاختيار للمرأة في استاذة سعاد الطيب حسن وهي قدامها كتير جداً اذا كان تأهيل، تعليم وممارسة سياسية او كادر وكده. لذلك هي صُعدت على سلم ابوها، ودا في تقديري أضر بيها لأنو الآن بتجد رفض وسط الكوادر والقيادات بتاعت الحزب، بعدين مريم عندها مشكلة تانية إنها هي بتشتغل براها منفردة ما بتشتغل مع المؤسسات.. ودي خلقت ليها مشاكل مع الأمين السابق صديق اسماعيل عندما عينها مساعد. ما بترفع ليهو تقارير ما بتعترف بيهو ما بتتعامل معاهو كانت بتمشي تمثل في قوى الاجماع الوطني ولا تلتزم بتوجيهاته ثم حدثت نفس المشكلة مع د. ابراهيم الامين عينها في الاعلام طالبت بالشؤون السياسية هو اعطاها لعبد الجليل الباشا قامت اقنعت ابوها يعينها في مجلس التنسيق وهو مجلس أنا اقترحته في هيكل حزب الامة في العام 2000م لجمع قادة الاجهزة علشان يكون في تنسيق بينها يعني رئيس الحزب رئيس المكتب السياسي رئيس الهيئة المركزية وكذا ليجمع ما بين هذه القيادت، قامت لمن رفض د. ابراهيم تعيينها اقنعت ابوها عينها في المجلس دا رغم انها ما عندها وظيفة ومن خلال هذه الوظيفة بدت تلعب نفس الدور الذي لعبته في الامانة السياسية فخلقت ازمة جعلت عبدالجليل الباشا يستقيل من الامانة العامة لأنه اعتبر أن هنالك تغول عندما وافق رئيس الحزب على هذا، عندما يستقيل شخص من مكانته بسبب بنت الرئيس هذا يجعل الحزب يفقد قواعد كبيرة جداً وسط ناسه لان بنت الرئيس (مدللة) جابوها ختوها في جهاز هي ما عندها صفة تتعين فيه علشان تلعب دور كوادر وقيادات، مريم خلقت لنفسها أزمات كبيرة جداً في الحزب وتظل هي في الاعلام ما عندها قاعدة تحت في الحزب لا مع الاجهزة ولا مع الجماهير..> هذا الحديث فيه قسوة وتحامل تجاه د. مريم؟
< لا.. ما هي نصحناها انها هي يجب أن تتدرج هي عاوزة تقفز بالزانة، الصعود بالزانة دا بيضر، بتقع بتكسر رقبتا في النهاية، وهي دخلت في مشاكل. مريم عندها خامة كويسة بتصلح لكن عاوزة تدريب وتواضع وتتدرج في السلم أنا بديت عمري ثمانية عشر سنة ما وصلت الوضع دا الا بعد فترة طويلة من الخبرة والممارسة والعمل والتجارب.حوار: انعام عامر- ندى محمد أحمد صحيفة الإنتباهة


تعليق واحد