منى ابوزيد

ارحموا هذا الجيل ..!


«الشباب ثروة وثورة».. ميخائيل نعيمة ..!
بينما يسيطر الـ«تين إيجرز» أو جيل ما قبل العشرين على الذوق العام في بلاد العالم الأول.. من الموضة إلى صناعة الموسيقا وعالم الميديا.. يسيطر عندنا الـ«فيفتي إيجرز» أو جيل الخمسين فما فوق على الذوق الفني العام والمفروض على الصورة النمطية للمواطن الصالح فرضاً..!
ولكن مهلاً.. من قال إنّ الجديد فنياً لا بد أن يقنع العمالقة الكبار من الكهول والشيوخ.. قبل أن يتنزل بعد ذلك بقدرة قادر على جيل الشباب؟!.. من قال إنّ النص أو اللحن أو حتى الـ «نيولوك» الذي وُلد من رحم مزاج هؤلاء الشباب وذوقهم العام وتشكل بحسب مشاعرهم وطريقة تفكيرهم، ثم خرج إلى النور مخاطباً آلامهم وأحلامهم – من قال إنه – يجب أن يرتدي باروكة الزمن الجميل حتى يكون عند حسن ظن واستماع الآباء والأجداد؟!
من قال إنّ الولاء الأعمى للماضي الجميل والزمن الجميل يجب أن يُفرض فرضاً على جيل لم يكن شاهداً على تلك الأزمان، والأهم أنه لم ينهل من مزاياها ولم يتمرغ في نعيمها.. ؟!
هل يختلف عاقلان حول حقيقة حلول وسائل الاتصال الحديثة كالبريد الإلكتروني أو الهاتف – محمولاً كان أم ثابتاً – محل الرسائل كوسيلة للتواصل بين أبطال الحكايات العاطفية؟! بلى يختلفان.. ليس على أرض الواقع المَعيش – بالطبع – بل على رقعة شطرنج الفنون.. حيث لا يجرؤ أحدهم أن يقول لعهد السروال «أبو تكة» أو موضة الشارلستون «كش» ملك..!
فالمطرب الشاب الذي يلبس الباروكة ويرفل في الشارلستون متغنياً بمفردات وألحان مستنسخة من زمن العمالقة الجميل على غرار «من طرف الحبيب جات أغرب رسايل» سيكون قد نأى بنفسه عن الخطر.. أما من تسول له نفسه أن يتغنى بمفردات حديثة مثل «دقيت ليهو ماردَّ.. يرن جوالو بي شدة» فليستعد لنيران الجحيم..!
لاحظ معي أن «الجوال» هو ذاته مرادف «التلفون» الذي تغنى به الفنان الكبير النور الجيلاني.. لكننا رغم ذلك نصفق لهذا.. ثم نهاجم ذاك.. لأن المفردة الحضارية – عندنا – ما تزال حلوة في خشم سيدها «وسيدها هنا هو أي فنان عملاق».. مثل النور الجيلاني العظيم الذي «مشط البيضاء بالسوداء» في أجمل «لوك»..!
وحتى هذه – أي حكاية «المشاط» – فيها خيار وفقوس.. فكما وأننا لم نسمع بمن تجرأ على نقد «مشاط» النور الجيلاني، نلاحظ دوماً أن أول نقد يجابه به الفنانون الشباب هو حكاية «المُشاط»..!
ذات الذين يطربون عندما يقرأون أحلام مستغانمي وهي تنصب جهاز «الهاتف» سيداً للموقف العاطفي في جل كتاباتها وتختزل الآخر في «صوت» تبثه أروع أوجاع الحب وتسمي جفاء الصوت وهجرانه بسياسة التجويع الهاتفي فيصفقون لسيناريوهات الحب العظيم.. يعودون إلى ممارسة الإزدواجية في إطلاق الأحكام على الأغاني التي تحمل مصطلحات التقنية الحديثة .. فـ يتذمَّرون من «هيافة» هذا الجيل.. جيل الإنترنت.. والموبايل.. والمشاط..!


تعليق واحد

  1. أن يتغنى بمفردات حديثة مثل «دقيت ليهو ماردَّ.. يرن جوالو بي شدة» فليستعد لنيران الجحيم..!هذا الكلام لا يشبهك يا منى ، نحن لسنا ضد ان يغني الشباب بالطريقة التي تعجبهم و لكن ليس بمثل المفردات التي ذكرتيها معقولة عايزانا نشجع زي الكلام الفارغ دا و نحن كنا نستمع الى ( في ربيع الحب كنا ، و انت السماء بدت لنا ، و يا جميلة و مستحيلة ) اين اغاني مثل سنتر الخرتوم و قنبلة الم تصبح اثرا بعد عين ، قولي كلام غير دا يا بت ابو زيد.