منوعات

كن مثل بلال: التقليد في أكثر صوره إزعاجاً


كعادتها وبين كل فترة وأخرى تتحفنا مواقع التواصل الاجتماعي بظاهرة جديدة تشغل الآلاف من رواد هذه المواقع, ما يدفعهم لمشاركتها مع أصدقائهم ومتابعيهم، ومسرح الحدث هذه المرة كان موقع فيسبوك عبر ظاهرة فيسبوكية غزت العالم العربي وتدعى “كن مثل بلال”.

صفحة ظهرت فجأة على موقع فيسبوك، لتقوم بنشر رسومها الساخرة والتي تستهدف انتقاد العديد من الظواهر الاجتماعية وتلك المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما حصدت انتشاراً كبيراً وصل لأكثر من 150 ألف متابع على موقع فيسبوك بغضون أيام معدودة، وأصبح الوجه الكرتوني “بلال” من مشاهير موقع فيسبوك، بل وبات من المستغرب أن تمر ساعة دون أن تلتقي ببلال لأكثر من مرة أثناء تجولك في الموقع.

حسناً.. رغم كون طريقة الصفحة في طرح الأفكار مقيتة وتشبه تلقين درس أخلاقي لطفل في العاشرة من عمره، لكنه كان من الممكن تقبلها لو أنها كانت فعلاً ابتكاراً من قبل القائمين على هذه الصفحة، لكن بعد البحث في الموضوع تبين أن “كن مثل بلال” ليس إلا تقليداً رخيصاً على الطريقة الصينية لصفحة ظهرت على الإنترنت قبلها بفترة وتدعى “Be Like Bill” تقوم بطرح الأفكار بنفس الطريقة ونفس شكل الشخصية.

ويبدو ذلك جلياً بنشر صفحة “كن مثل بلال” صورة تقول “بلال يشاهد فيلم Star Wars ولكنه لا يخبر الآخرين بما حصل كي لا يفسد الفيلم”، وهي نفس الصورة التي نشرتها صفحة “Be Like Bill” قبلها، متناسية أن ظاهرة تسريب أحداث فيلم Star Wars هي ظاهرة انتشرت في الغرب، وليست ظاهرة في عالمنا العربي الذي لا يتمتع فيه الفيلم المذكور بشعبية أصلاً، عدا عن أن أكثر من نصف متابعي الصفحة قد لا يعلمون ما هو Star Wars !

سخافة الطرح والتقليد الواضح والظهور المتكرر على الموقع، دفع بالعديد من مستخدمي فيسبوك المنزعجين إلى إنشاء صفحة باسم “أنا أكره بلال”، ودعوا كل متابعيهم إلى التبليغ على صفحة “كن مثل بلال”، ومطالبة موقع فيسبوك بإغلاقها كونها أحد أكثر صفحات الموقع إزعاجاً (شخصياً أشاركهم هذا الرأي).

ظاهرة “كن مثل بلال” رغم إزعاجها الشديد إلا أنها كانت سبباً جديداً لتذكيرنا بثقافة التقليد الرخيص المنتشرة اليوم في إعلامنا العربي اليوم سواءً الإعلام الجماهيري أو الافتراضي، فمن برنامج اكتشاف المواهب Arabs Got Talent إلى برامج الغناء المتعددة والمتنوعةArab Idol، The Voice مروراً بالبرنامج الطبي The Doctors بنسخته العربية.

وصولاً إلى أكثر أشكال التقليد فجاجةً وهو برنامج ET بنسخته العربية، وهو برنامج يستهدف تناقل الفضائح وأخبار المشاهير وتفاصيل حياتهم التي لا تهم الكثير من أصحاب العقول القادرة على العمل بشكل طبيعي، في حين تشكل مادة دسمة لأولئك الذين لا يملكون أي شيء آخر ذي قيمة للتفكير به أو مناقشته.

“كن مثل بلال” وأمثاله من النسخ المقلدة، يضعنا أمام واقع أننا ربما نعاني شحاً في الأفكار الخلاقة والابتكار حتى نضطر إلى نسخ الأفكار أو حتى مجرد تعريبها عبر قنوات ومواقع النسخ والتقليد التي يبدو أنها بخير وتعمل بشكل ممتاز، أو قد يعني أن القائمين على هذه المواقع والبرامج يفضلون تقديم ما سيحظى بالإعجاب والانتشار أو الربح المادي في حالة البرامج التلفزيونية، دون النظر إلى كون المادة المقدمة مقلدة بشكل واضح ورخيص وسطحية وربما مستفزة في بعض الأحيان.

يبدو أن “بلال” إنسان جيد، بل وربما مثالي طبقاً لصفحته الفيسبوكية، ولو أتيحت له الفرصة ليتكلم فبالتأكيد لن يقبل بأن يكون نسخة مقلدة لـ Bill ، لذلك أعزائي المقلدين: كونوا مثل بلال، توقفوا عن التقليد وابتكروا!

هافينغتون بوست


تعليق واحد

  1. بلال دا عايز يبقى مقابل ” كيم كارداشيان ” من الرجال ؟

    يا ترى هل يعرف بلال أن كترة الطلة تمسخ خلق الله ؟

    يا بلال مافي داعي كل شوية تنط لينا ….عرفناك بكل الجنسيات ….بلال الأمريكي …الاأسترالي …الغابوني ….بلال البدون

    يا بلال كن مثل نفسك !!