تحقيقات وتقارير

الحموات و الأبناء … صراع مستمر


(حماتي قنبلة ذرية)، هو عنوان فيلم للفنان إسماعيل ياسين اشتهر من اكثر من نصف قرن، إلا أن شهرته و صداه ما زالا يترددان بين الناس و داخل كل البيوت و بين الأصدقاء عندما يشكون من حمواتهم و بين الصديقات عندما يتحدثن عن حمواتهن، و بالرغم من التقدم و التطور الذي وصل إليه العالم و آلت إليه العقول إلا أن المشكلة القائمة بين الأم و زوجة الابن أو الأم و زوج ابنتها ما زالت قائمة فلن يغيرها مغير مهما حدث فما زال هناك صراع قائم و حرب نفسية تبعتها تؤثر بصورة أو بأخرى على إستقرار الحيا ة الزوجية بين الزوجين ووراء كل مشكلة زوجية أم الزوج أو الزوجة، الغريب في الأمر أن المشاكل دائماً تأتي من النساء و نادراً ما تسمع عن مشكلة بين الزوجين سببها أبو الزوج أو أبو الزوجة.

انقياد

بداية غير مبشرة بدأها (ماجد)، الذي قال: أعاني كثيراً من أم زوجتي فهي تسيطر على عقلية و تفكير زوجتي بصورة كبيرة جداً فهي تتدخل في كل شيء على الرغم من أنها لا تعيش معنا إلا أني أعرف ما تطلبه زوجتي مني هو من تفكير والدتها خاصة عندما تذهب إليها فتعود ألاحظ هذا التغيير، فتعود لي بأفكار مسمومة، فمرة تريدني أن اشتري لها منزلاً بإسمها و مرة أخرى تريد سيارة بإسمها و مرة ثالثه تريد وديعة في البنك أيضاً بإسمها و هذا كله فوق قدراتي المادية و هي علم ذلك، فمشكلة زوجتي أنها تنقاد وراء والدتها و كثيراً ما تكلمت معها في هذا الموضوع ولكن بلا فائدة و أنا لا أحب عمل المشاكل خوفاً على أولادي و هي تعلم أن طبيعتي هادئة لذا هي تستغل الفرصة و تقدم طلباتها كلما زارت والدتها أو زارتنا هي.

مراقبة ( مان تُو مان )
يؤيده الرأي (خالد) حيث يضيف قائلاً: لا أجد تدخلا من والد زوجتي أبداً فهو إنسان مسالم أما أم زوجتي فدائماً أراها تبدي نصائحها و أفكارها الغريبة لزوجتي فأحيانا تحثها على مراقبة هاتفي و تفتح إيميلي و تعبث بأوراق عملي خوفاً من أن اكون على علاقة بأخرى لأن هذا الزمن غير مضمون على حد قولها، بالإضافة إلي أن طلباتها المادية كثيرة واكتشفت فيما بعد أن والدتها هي من أدخلت هذه الأفكار الخاطئة في عقليتها حتى لا تجعل معي مالاً حتى لا تكون أمامي فرصة للزواج بأخرى و هذه كلها أفكار خاطئة فأنا احب زوجتي بالرغم من تصرفاتها معي إلا أني أحاول أن أحافظ على استقرار بيتي، و بالرغم من كل ما تفعله إلا أني لا أتدخل أبداً في راتبها و خصوصياتها.
حرية مقيدة
من جانبها تقول “سعاد”: أعيش مع أم زوجي في نفس المنزل و هذه معاناة كبيرة فحريتي مقيدة فلا استطيع أن أتصرف في أي شي في منزلي ولا في زوجي ولا حتى في أبنائي كل شي تتدخل فيه حتى ملابسي التي ألبسها و طعامنا الذي أطبخه فكل شيء تبدي رأيها فيه، وأنا لا أحب أن أشكو لزوجي منها لأنها في الأول و الأخر والدته و أنا عندي إبن و سأكون مكانها في يوم من الأيام و لكن لن أفعل مثلها أبداً.
سعاد حمد الاستشارية بمركز الأسرة السعيدة قالت أن الأمر يعتمد على ماهية هذا التدخل، فكثير من الأمهات لديهن خبرات في الحياة يجب أن لا يستهان بها، كما أنها تتميز بعقلية متزنة، و لديها من الحب و الحنان ما يجعل الأسرة الجديدة تنعم بحسية سعيدة مدى الحياة.
عليه لا يجب أن نرسّخ الصورة القاتمة التي أوجدتها الأفلام العربية القديمة عن الحماة لا تضع حدوداً لتدخلها و ترغب أن تشكل حياة ابنها أو ابنتها بالطريقة التي تراها مناسبة من وجهة نظرها الشخصية فهذا خطأ كبير في حق الزوجين و عليها أن تعلم أن هؤلاء المتزوجين اصبحا قادرين على تحمل مسؤولية، و إدارة بيتهما الجديد و أن تدخلها الزائد من شأنه أن يتسبب في الكثير من المشكلات التي تقع بين أفراد الأسرة.
حوار و ليس توبيخ
و تواصل سعاد حمد و تجيب عن الطريقة التي يتصرف فيها الزوج إذا اكتشف سيطرة حماته على عقلية زوجته، فقالت بأن الزوج في البدء يجب عليه أن يجعل علاقته بزوجته قوية، و أن يستعين في ذلك بالحوار الناجح لكي يستطيع من خلاله توصيل أفكاره إلي زوجته عن طريق الإقناع و ليس باستخدام النقد و التوبيخ، ولا ينسى أن هذه الأم كانت تمثل القدوة لابنتها لذلك تعتقد البنت أن كل ما يصدر من أمها صحيح فتتبعا أحياناً بحصن نية، و من خلال اقتراب الزوجين من بعضهما البعض و حدوث المشاركة في جميع نواحي الحياة ستكسب الزوجة خبرات و مهارات قد لا تكون تعلمها من قبل و بالتالي لا يمكن للزوج أن يرسخ في زوجته الشعور بالاستقلالية في التفكير و التعلم من الخبرات الجديدة.
علاقات إيجابية
و تختم سعاد بأن خبرتها في الإرشاد الأسري إن الأمر يعتمد على زوجة الابن فهي تستطيع أن تدير علاقتها بحماتها بشكل إيجابي و تنشر ثقافة الحب و الألفة في البيت و يمكنها أيضاً أن تتصادم معها و تحدث خلافات بينهما لا حصر لها. وفي مجتمعنا و لله الحمد توجد علاقة بين الحموات و زوجات الأبناء أفضل بكثير من علاقة البنت بوالدتها الحقيقية.

صحيفة حكايات