حوارات ولقاءات

مبارك الفاضل : انا ما عندي عمل مع حكومة الجنوب .. و الصادق المهدي فرق بيني وبين أبنه عبدالرحمن في موضع الفصل من الحزب وهي محاولة للتخلص والتملص


لا يشبه الطقس السياسي هذه الأيام، بدأ حوارنا مع مبارك الفاضل بمنزله بالعمارات سخنا بعض الشيء، مسرح الحوار بصالونه العتيق بدأ هو الآخر مناسباً تماماً.. قطع (الانتيك) العتيقة التي تناثرت فوق المكان أضفت بعداً آخر زاد من تلك العتاقة، أجاب عن أسئلتنا بصراحة لا يشوبها حذر بيد أن بعض الإجابات ربما غلفتها لغة السياسة. يستطع أن يخف غضبه بجدارة بسبب التصريحات التي يصوبها نحوه خصومه في حزب الأمة القومي ويحاول أن يبدو هادئاً ومتماسكاً.. قلنا له:

> هل تعود إلى الحزب من الأسوار؟
< قال «نحن موجودين داخل الحزب وفاعلين». > قلت أنك لا تريد أن تنافس الإمام الصادق في قيادة الحزب وتتحدث عن هيكلة الحزب ومؤسساته في حين السيد الصادق لا يعتبرك عضواً في حزب الأمة؟
< والله طبعاً دا كلام خلاف، عشان الزول يقفل الباب يقول مثل هذا الحديث، انت عارفة في دستور حزب الأمة لسنة 1945م لا يستطيع أن يفقد شخص عضويته في الحزب إلا إذا قُدمت ضده شكوى في مجلس إدارة الحزب واستمع له المجلس ثم يصدر قرار بثلثي العضوية لفصل العضو، هذا بخصوص العضو العادي وليس القيادي في الحزب دا المستوى التنظيمي زمان في الحزب كان كده.. انحدر هذا المستوى التنظيمي إلى مستوى أن رئيس الحزب مرة لمن (زنقوه) في مسألة فصل ابنه عبد الرحمن من الحزب قال «العضوية دي مثل الجنسية ما ممكن تسقطها»، عندما جاء الى مسألة خلافه معي يقول «والله مبارك دا ما عضو في الحزب» ودا انطبق عليه عندما خرج على الإمام الهادي وانشق وعمل جناح الصادق كان ممكن الامام الهادي يقول والله دا ما حزب امة لكن عندما سعى الناس للصلح والوفاق قبل الإمام الهادي رجوعه وأصبح رئيس الحزب مرة أخرى.> مقاطعة أنت تعني أنه لم يتعامل معك بذات الطريقة؟
< نعم، وهي محاولة للتخلص والتملص من الموضوع يعني لمن أكون في موضوع يقول ليك دا ما معانا. > لماذا؟
< لأنو ما عاوز يناقش القضايا التي طرحناها، والتي تتعلق بمنهج ادارة الحزب وهياكله ومسألة الديمقراطية داخل الحزب وخطه السياسي وهكذا، الشخص الذي يريد ان ينفرد بالامر لا يكون راغباً في وجود جهة تقف امامه في هذه القضايا وطبعاً عاوز ناس.. عاوز اشخاص تؤيده وتقول له نعم فقط ما يقولوا له دا خطأ ولا دا صواب ولا كذا ودا طبيعي من اي زول لايرغب في وجود شخصية قوية تقف ضده لذلك يحاول أن يتخلص منها.> رأيك في سير عملية الحوار الوطني؟
< الحوار الوطني هو خيار أمثل إذا اعتبرنا أن الخيارات الاخرى مواجهات فيها مخاطر على استقرار البلد لكن الحل التفاوضي السياسي له أسس يجب ان يقوم عليها، ضمن هذه الأسس لا بد ان يكون هناك اتفاق على اجندته وكيفية اتخاذ القرار فيه بجانب اتفاق على ضمانات التنفيذ فيما يتفق عليه من مخرجات ولا بد ان تفسح هذه الأسس المجال لعملية مشاركة الجميع خاصة في ظل وجود حرب اهلية، من اولويات الحوار وقف تلك الحرب لكي نفتح المجال للحوار وللتسوية السياسية المتفاوض عليها. الحوار الوطني الذي دعا له السيد رئيس الجمهورية الآن والمحاور التي حددت له لاخلاف حولها من حيث المبدأ او المحاور بشكل عام، لكن يظل الحوار ناقصا لانه لا يفسح المجال لوقف الحرب وما فيه الضمانات المطلوبة لتنفيذ مخرجاته لذلك نحن نرى انه من المهم جدا ربط الحوار بمبادرة الاتحاد الافريقي المطروحة لأن هذه المبادرة يمكن ان تفسح المجال لوقف الحرب وتحقق الضمانات المطلوبة لتنفيذ مخرجات الحوار ويمكن حال حدوث هذا ان يفتح المجال لرفع الحظر الاقتصادي والسياسي الدولي عن السودان. أما ما يجري الآن في قاعة الصداقة، الذين شاركوا مهما كان وضعهم السياسي، هم رددوا الكلام الذي يردده المعارضون الآخرون. من هذه الناحية لا يوجد غبار على ما تمت مناقشته ولكن يبقى المطلوب هو الضمان لتنفيذ مخرجاته وانهاء الحرب ورفع الحظر عن البلاد.> أمريكا راوغت كثيراً في مسألة رفع العقوبات وتبدو غير ملتزمة في ذلك، سبق أن أكدت أنها استحقاق حال توقيع اتفاق السلام؟
< هذه العقوبات طبقت اعتمادًا على قانون الكونغرس في ان اي حكومة تأتي عبر انقلاب عسكري على حكومة منتخبة وديمقراطية، فإن الولايات المتحدة الامريكية تمتنع عن التعامل معها وعن دعمها اقتصادياً وسياسياً، وهو مبدأ ليس خاص بالسودان وحده ويشمل كل الانظمة التي تأتي عبر انقلابات عسكرية. وتطورت العقوبات بعد ذلك نتيجة لاعتبار امريكا ان السودان دخل في منظومة دعم الحركات الإسلامية المتطرفة وبالتالي تطورت العقوبات في هذا الاتجاه وتطورت مرة أخرى بسبب ما حدث في دارفور إذن العقوبات كلها جاءت لأسباب تتعلق بقضايا داخلية سودانية لذلك عندما التقى اوباما على هامش اجتماع دول الايقاد وزير الخارجية الأخ الدكتور غندور وهو واقف قال له «يجب ان تعرفوا ان الولايات المتحدة الامريكية ما عندها مشكلة مع السودان، السودان عنده مشكلة مع نفسه، وحلها وقف الاحتراب الداخلي حينها، ستكون امريكا مستعدة للتعاون مع السودان. نحن وتوصلنا الى حلول مع ايران وكوبا، السودان بالنسبة لي موضوع بسيط، لكن عليكم إيقاف الحرب وحل المشكلات الداخلية، نحن موقفنا من السودان مرتبط بمقاييس وقرارات دولية السودان متصادم وغير متوافق معها.> في هذه النقطة تعاملت أمريكا مع أنظمة عسكرية في المنطقة جاءت على أنقاض أنظمة منتخبة.. لماذا لم تتعرض تلك الدول لفرض عقوبات قياساً بالمبدأ؟
< هنالك تفسيرات أخرى لتلك الحالات. بعض الانظمة العسكرية تعاملوا معها بعد ما خاضت انتخابات واعتبروها حرة ونزيهة. المبدأ قائم والآن طبق على بوروندي وبلدان عديدة. حتى الاتحاد الافريقي يطبقه.> لكنها تظل أيضاً أنظمة عسكرية.. علاقتك مع دولة الجنوب ما هو إطارها؟ سبق أن قلت انك عراب العلاقة مع دولة الجنوب؟ هل تحكمها مصالح المال والأعمال؟
< العلاقة مع الجنوب بدت مع الحركة الشعبية الحاكمة منذ انقلاب 1989 فكرت حينها في توسيع المعارضة لتشمل الجنوب وأجريت أول اتصال مع الحركة الشعبية في أغسطس 1989م وأجريت أول لقاء مع قادة الحركة في سبتمبر من نفس العام ودي كانت مبادرة بحيث يكون في اتفاق بين الحركة الشعبية وحزب الأمة يقود الحركة إلى دخول التجمع الديمقراطي وقد كان، ووقعنا اول اتفاق بين حزب الأمة والحركة الشعبية في ديسمبر 1989م في اجتماع تم بيننا في ليبيا ثم أعلناه في فبراير 1990م في اديس ابابا ثم اجتمعا وقبلنا عضوية الحركة الشعبية في التجمع الوطني وسمحنا لها بمراجعة ميثاقها وادخال تعديلات في ميثاق التجمع، دا كان المدخل لعلاقتي انا مع الجنوب ومع الحركة الشعبية باعتبار اني كنت المبادر وعراب هذه العلاقة بين حزب الامة والحركة بعد مواجهات طويلة ما بين الحركة الشعبية والمعارضة الشمالية والتي تطورت الى اتفاقية شقدوم في 1994م ثم اتفاق القضايا المصيرية في 1995م تبعه عمل عسكري وسياسي مشترك وتوثقت العلاقة بيني وبين قادة الحركة الشعبية بصورة كبيرة. وخلال الفترة الانتقالية اقترحت عقد اجتماع جوبا وكانت الفكرة الوصول إلى برنامج وطني في اطار الوحدة وتم في 2009 لكن قاطعه المؤتمر الوطني وفضل الاستئثار بالسلطة ولم تر مخرجات المؤتمر النور. وتوثقت علاقتي مع الجنوب بعد ذلك وصادف ان وجدنا العمل الاقتصادي محتكر.> مقاطعة محتكر؟
< محتكر حزبياً بالتالي كانت الفرصة ننتقل إلى العمل في الجنوب وكان محتاج إلى التنمية وعمليات البناء لذلك ذهبت الى الجنوب وأسست شركة شيدنا مصنع لمواد البناء. > مقاطعة شركة (المنهل)؟
< لا شركة اسمها.. اسمها.. عملنا شركة، الشركة دي شغالة في صناعة مواد البناء وفي ترحيل مواد البناء دخلنا في تمويل مشروعات تنموية في الجنوب مع شركات عالمية. > مقاطعة هل تلقيت غروض أجنبية؟
< لكن جاءت ظروف الحرب في الجنوب أوقفت أعمالنا.> يقال أن المصلحة وحسابات المال والأعمال هي التي دفعتك إلى الجنوب؟ ويدور الحديث حول غروض أجنبية ضخمة تلقتها شركاتك هناك تصل إلى 50 مليون يورو ما مدى صحة ذلك؟
< شركة المنهل التي تتكلمين عنها دي هي شركة، لدي صديق قدم عرضاً لهذه الشركة، هي كانت ترغب في تمويل مشاريع في الجنوب حاول الشخص دا يستعين بي بحكم علاقتي مع الجنوب وهو رجل اعمال هنا في الشمال، أنا قدمته ليهم لكن لم تكن هناك جدية من جانب تلك الشركة.. ووقتها كان اعترضت الاجهزة... الايميل بتاع المنهل ونشروه في الإعلام على اساس انه دي قضية تمويل.. وايه وتم تضخيمها لكن حقيقة انا ما صاحب هذه الشركة صاحبها صديق فقط طلب مني تسهيل امر مقابلة المسؤولين في حكومة الجنوب وفعلت لكن اتضح ان شركة المنهل ذاتها ما كان عندها جدية في ما عرضت. هي ما اظهرت جدية والحكومة في الجنوب قبلت عروضها لكن اتضح انها ما عندها المقدرة التي تتكلم بحجمها وبالتالي الموضوع مات.> يدور الحديث حول شركاتك وغروض أجنبية ضخمة وتوكيلات أجنبية أيضاً؟
< نحن عملنا هناك في مجال صناعة والخدمات وتقدمنا بمشروعات مثل محطة للطاقة الشمسية ومستشفى وغيره لكن الحرب هناك أوقفت هذه المشاريع لأنها جاءت من شركات عالمية ترغب في الاستثمار لحسابها مقابل ضمانات من حكومة الجنوب، لكن قبل تنفيذ تلك المشاريع اندلعت الحرب ومع الحرب الكل يغادر.> يقال أن لديك مديونية على حكومة الجنوب ولم تف بالتزاماتها لك، ما مدى صحة ذلك؟
< انا ما عندي عمل مع حكومة الجنوب اعمالنا مع القطاع الخاص خاصة شركات الطرق، هي تشتري مننا منتجاتنا وهي اصبحت لديها ديون لدى الحكومة وبالتالي تعثرت في السداد عند اندلاع الحرب، الحكومة في الجنوب اوقفت السداد لهذه الشركات ونتيجة لذلك هذه الشركات لم تستطع الايفاء بالتزاماتها تجاهنا ولآخرين لكن ما عندي علاقة مباشرة مع حكومة الجنوب، انا ابتعدت عن التعامل مع حكومة الجنوب حتى لا أدخل في اي حرج أو شبه توظيف العلاقة السياسية لمصالح اقتصادية وفضلنا العمل مع القطاع الخاص في مجال التصنيع والمشروعات ونعمل كوكلاء.> ايواء جوبا للحركات مستقبل تواجدها
< الوساطة الافريقية والقوى الغربية أقنعوا الحركات ان اتفاقية الدوحة اتفاقية دولية أجازها مجلس الأمن وبالتالي لا بد من دخولها في هذه الاتفاقية وان يقدموا اي ملاحظات يرونها لدولة قطر بحضورهم كوساطة ثم ينظروا كيفية استيعابها في الاتفاقية القائمة. الفصل المتعلق بحركات دارفور انتهى تبقى الفصل المتعلق بالحركة الشعبية قطاع الشمال لأن الوساطة الافريقية هي التي تقود الحل مع القطاع لكن دولة الجنوب باعتبار انها كانت جزءا منها ويربط بينهم نضال طويل وعلاقات قوية وتداخل مرتبط بالامن القومي للجنوب وتسيطر على حزام حدودي مهم امنياً لدولة الجنوب وبالتالي في تداخل قوي في جانب الاشتراك في الأمن القومي. الجنوب طرح لعب دور في تقريب وجهات النظر وقتها الحكومة لم ترد هم جددوا هذا الطرح الآن لأن المناخ أصبح موائماً وفي المقابل يرون أن السودان أصلاً بيلعب دورا عبر الإيجاد في التسوية بينهم وزملائهم في الحركة في الجنوب بقيادة مشار إن هم قطعوا شوطاً ممكن السودان يلعب شوطاً في تقريب ما بينهم وبالتالي تبادل المنافع والأدوار فيما يتعلق بدعم عملية السلام في دولة الجنوب وفي الشمال.حوار: أنعام عامر-ندى محمد أحمد صحيفة الإنتباهة


‫2 تعليقات

  1. تاني حكم السودان تشمو قدحه ..علي جميع الذين لاينتمون الي ال المهدي الانسلاخ وتكوين حزب لا يتبع لأحد ولا اسره بعينها او طائفة

  2. والله انا مبسوط منك يا مباارك .. ادي الراجل العجووز الما بخجل دا في راسو .. رااجل مااسك ﻻيو حزب يمسك بتو الشافعه دي ناائبه ليو .. دا حاالتك لسه ما رئيس، يا دوبك حتت جربووع ما بخجل و هو بصبغ في شعرو زي البناات.. استغفر الله من البلد دي، الشعب السوداني والله ما جباان لكن عاارف انو كان شاالو ناس المؤتمر الوطني مافي رجاال بمسوكوها