محمد عبد الماجد

بين يمكن وربما شايفك حايمة في المنطقة


قديما قلنا حاجة بالشكل دا.
طولنا من الدوش.
والبرد.
عملناها كلها (الجوهرة الزرقاء).
اسير انا بالكتابة عن (عمرالطيب الدوش) ، ربما لان مساحاتى ترفض ان تتمدد دون ان يكون الدوش (قبسها) ، وربما لانى لا احس بطعم الكتابة إلا اذا كتبت عن الدوش.
وربما لانى اغلب الظروف ، وكل ارصفة الانتظار بالرجوع الى الدوش.
وربما …
وربما…
وربما .. اتيت ذات صباح فوجدت المدينة غارقة فى مقطع من قصايد الدوش ، فشاركتها الغرق.
كان بعض القوم تحت (عمود الكهرباء) يتحدثون همساً فى المساء عن الدوش بشئ من الهمس الجميل.
وربما ….
ما عارف حاجة.
ورأسي ضارب.
والتلفون بيضرب.
قرأت لانيس منصور وهو يتحدث بلسان احدى بنات افكاره ، وهى تقول : ( ابغض رجال السلك الدبلوماسى فهم اذا تحدثوا لك بدأوا حديثهم بربما … واحتمال … وقد … ويمكن).
حاجة تغيظ.
وتسل الروح.
وتقعد برة.
ما عارف – اقول شنو في الحتة دي.
كنا ننتظر احدى الحافلات لتنقلنا الى (الثورة بالشنقيطى) .. عندما تأخر وصول هذه الحافلة ، انتقلنا عبر مقطع من مقاطع الدوش .
نقلنا المقطع الى اقاصى الدنيا ، وحلقنا فى فضاءات بعيدة ، عدنا بعد حين عبر برشوت (سنتر الخرطوم).
ربما هذا بعض من (تدهُشنا) …
احتمال ، يقبل هذا الامر القسمة على اتنين …
استعمل (الحزن القديم) .. وجرب تعاطى الدهشة.
شفع فكوهم من المدارس ، متل موية الصهريج الضارب.
عيونهم كانت الى جانب انها عسلية ، عطلت حركة المرور ، وسدت حتى منافذ العودة الى نقطة الانطلاق.
على ظهورهم يحملون حقائب من الدموريه ، تتوجع من الجغرافيا والتاريخ والعلوم.
تجيب وجع الضهر ساكت.
غبش، مثل بقايا (البوش) فى صحن اكل فيه عمال بناء.
ما خلوا فيه حاجة.
اشقياء ، لم يتركوا (حيطة) لم يكتبوا فيها ( بناديها … والاقيها … واحس باللقيا زى احلام … حتصدق يوم … والاقيها).
تاني نشوفك وين؟.
مقسمة في الحلة شارع – شارع.
كان عرض الشارع مقفول بهذا المقطع .
لم اعرف ان قلوبهم مزحومة بهذا الشغب العاطفى.
ربما ….
و
(ونحن عايشين والحمدلله (النفس) بينزل ويطلع إلى الآن..ولا ينقصنا شيء سوى رؤياكم الغالية).
هذا انتظار على (سلك الغسيل) …
موعودون هم ببعض الفرح.
تشكى الحلة من (شقاوتهم) التى تبقى اجمل ما فيهم.
احتمال …
قد يكون …
ربما اذا اتيت فى نفس هذا الوقت بعد ستين سنة ، تجدنى فى نفس الموقع اتحدث عن زحمة المواصلات.
وعن ضيقة النفس … وخمة الوش ، وصرة ما بعد الواحدة ظهراً.
واخر الشهر.
هولاء الشفع الذين حدثتكم عنهم ، يملأون الان قاعات الخرطوم بالحديث عن عمر الطيب الدوش.
ربما تقطع الكهرباء الان.
وربما تصلك مع فاتورة التلفون هذا المساء (دستة بيض) بدلاً من الكاورلا التى تحلم بها .
لماذا لا تكون الجائزة مقطع من قصايد الدوش؟.
هذا افضل للفقراء من نعم الدنيا.
احتمال …
ما عارف.
بيناتنا تلفون.
دي شنو الثقافة التى ظهرت حديثا دي.
بيناتنا تلفون.
اذا جلست تتابع نشرة عشرة فى الاذاعة السودانية الليلة قد تسمع اسمك ضمن نشرة الوفيات.
قد تكون توفيت فى حادث حركة ، ولم تسمع بهذا الخبر بعد .
احتمال … هذا يجوز.
كنا بهذا المستوى تدهشنا مقاطع الدوش.
نخرج بها فى الطرقات ، ولا سائلين فى زول.
ما عندنا قضية باتخن تخين.
لم نكن نقول كما يقول الاطفال فى هذا السن (الضعيف يقع .. والسمين يقيف) ، كنا نقول (الضعيف يقع … والسمين يقع … ويقيف فقط من يحفظ شئ للدوش ).
ربما كان هذا تمرد مننا مبكراً.
وربما هو عصيان شعرى ، ضد الاخرين.
ما احلى هذه اللقيا التى اعلن عنها الدوش وعرفها بهذا البنط :
ولاقيتك

همومك من هموم الغير

وفى حال البلد

والريف

وفى النايمين على الاحزان

وفى الصاحين

ماسى وخوف

المساء كان يقبل دافراً ، والطيور تعود الى وكناتها بشئ من غذاء هذا الشعر ، نحن نتقبل ذلك بهذه الدهشة التى متعنا بها الدوش :
تجينى ..

معاك يجينى زمن ..

امتع نفسى بالدهشة..

طبول بتْدق

وساحات لى فرح نوّر

وجمل للحزن … ممشى…

ننتظر ذلك الوعد الذى قدمه الدوش ، نحلم به مشرعاً :
وتمشى معاى ..

خطانا الإلفة والوحشة..

وتمشى معاى … وتْروحى ..

ولا بلقاهو بعْرفنى..

ولا بعرف معاك… روحى..

رحنا فى هذه المقاطع وروح علينا الدوش الدرب ، بقينا متل سيد الرائحة ، نفتش خشم البقرة.
ربما …
احتمال …
طلعنا بطاقتنا من هذا المكتب :
بتطلعى انت من غابات

ومن وديان..

ومنى انا..

ومن صيحة جروف النيل

مع الموجة الصباحية ..

ومن شهقة زهور عطشانة

فوق احزانها ..

متكية ..

راجعوا معى هذه المساحات ، (طفلة) مشهودة وان كانت منسية :
بتطلعى انت من صوت طفلة

وسط اللمة منسية

كم حرقة هذه الطفلة التى دساها الدوش فى النص ، انك تشاركها دموعها من روعة جمال العرض.
احتمال هذه حيلة ذكية من طفلة ، ان ترفع صوتها صراخاً ، لكنه ايضا لم يلفت انتباه احد .
ربما لان النساء فى المناسبات مهمومات جداً بحلة البطاطس ، وسلطة الاسود ، وصينية الكفتة.
يمكن ..
لكن …
الفرح مازال باقياً فى هذه الربوع بامر (الدلوكة) .
دقت الدلوكة

قلنا الدنيا مازالت بخير

أهو ناس تعرس وتنبسط .

انبساطة شديدة ، كان وقت يضحك تبدو اثار (الجرجير) فى اسنانه البيضاء ، تنقش شئ من الفن الفرعونى على ضروسه.
كان المقطع :
وانا جايى راجع منتهى لاقتنى هى

قالت (تعال)

كبرت كراعى من الفرح

نص فى الارض .. نُص فى النعال

اتلخبط الشوق بالزعل

اتحاوروا الخوف والكلام .

لكن ..
لكن شنو تانى ؟.
ربما نعلينا تضيق الان ، ونحن نتابع تلفزيون السودان .
وانا جايى راجع اجهجهو

لاقانى هو

سايق العساكر والكلاب

رامى بين عينى وعينو

كلب وتكشيرة وحراب

ضاقت نعالى من الزعل

من تحتها اتململ تراب

الغيم سكب ضلو ومشى

والدنيا غيما سراب سراب.

و
(ونحن عايشين والحمدلله (النفس) بينزل ويطلع إلى الآن..ولا ينقصنا شيء سوى رؤياكم الغالية).
عندك فكرة.
ما عارف.
يا زول ما في مشكلة.
بيناتنا تلفون.
……………
و
هيثم مصطفى رجع الهلال (مدرب).
تراوري رجع يلعب تاني.
غايتو اصلو ما عندكم رأس.
ولا فهم.
الزول يغيب منكم سنة ونص ويرجع ليكم ..وتعطوه ضربة جزاء كمان.
فوضى شديدة.
البلد صقيعة ساكت.
و
(ونحن عايشين والحمدلله (النفس) بينزل ويطلع إلى الآن..ولا ينقصنا شيء سوى رؤياكم الغالية).
………..
السيدة (ل) – الزول لو وقعت فيه صاقعة – عليكم الله ما تدفنوه في (البرد) دا.
وقرّط على كدا.