صلاح حبيب

كابتن اسمه “رشيد المهدية”!!


قليل من لاعبي كرة القدم بالسودان، قدامى أو محدثين، اهتموا بتطوير أنفسهم وقليل منهم من قاده طموحه لتحقيق مراميه سواء في مجال كرة القدم نفسها، لعباً أو تدريباً أو تحليلاً، أو في المجال الأكاديمي.
الدكتور “علي قاقارين” لاعب الهلال الفذ و”أمين زكي” و”السر الجمل” و”فوزي التعايشة” وقلة أخرى من الجيل القديم، ولم أرَ في الجيل الحديث من وضع بصمة في مجال كرة القدم إدارياً أو مدرباً أو محللاً رياضياً يشار إليه بالبنان.
بالأمس هاتفني لاعب الهلال الدولي ولاعب الزمالك المصري سابقاً “رشيد المهدية” تملأه الغبطة والسرور وهو يزف لي خبر تقلده موقعاً رفيعاً بأحد الأندية الرياضية الكبيرة بأبي ظبي.
الكابتن “رشيد المهدي” من قلائل اللاعبين المهمومين بالطموح، وقد استطاع أن يصل إلى مبتغاة بالإرادة والعزيمة.. صحيح “رشيد” لم يعمر كثيراً في الملاعب، لكنه وضع بصمة أكسبته حب الجماهير له واستطاع خلال فترة وجيزة أن يخلق اسماً في عالم الرياضة السودانية وقاده طموحه في منتصف ثمانينيات القرن الماضي أن يوقع لنادي الزمالك المصري، ولم يكتف باللعب فقط بل أعاد امتحان الشهادة ووجد اهتماماً كبيراً من إدارة نادي الزمالك فوفرت له شقة مفروشة على أحسن طراز وفي أرقى أحياء مصر المهندسين، ونجح “رشيد” والتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة (الزقازيق).. لكنه لم يستمر كثيراً مع نادي الزمالك ولا بجامعة الزقازيق، وعاد إلى ناديه (الأب والأم) الهلال، وظل طموحه متزايداً، فالتحق بجامعة القاهرة الفرع كلية الآداب، لكن إدارة نادي الهلال برئاسة الراحل “الطيب عبد الله” قررت شطبه، وعلم بالأمر، وقبل أن يصدر “الطيب عبد الله” قراره أعلن كابتن “الرشيد” اعتزاله وأقيم له مهرجان رياضي كبير شارك فيه عدد من النجوم المحليين، بجانب لاعب الزمالك الأسطورة “حسن شحاتة”.
لم يقف طموح الأخ “رشيد” عند هذا الاعتزال، فقد أسس في عام 1990م، صحيفة رياضية باسم (الصقر) توليت رئاسة تحريرها وكانت تطبع ثمانين ألف نسخة أسبوعياً، وفجأة قرر الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فذهب إليها ومعه كابتن المريخ “عادل أمين”، ولم يمكث فيها كثيراً حتى حزم طموحه والتحق بإحدى جامعاتها وأكمل مرحلة البكالوريوس ثم نال درجة الماجستير، وقدم أطروحته للدكتوراه.. لكنه عاد إلى السودان وأصبح من المحللين الرياضيين المشهورين خلال فترة وجيزة، وأعاد إلى اسمه البريق من جديد لمن لم يعرفوه من الجيل الحديث، وأصبح محللاً رياضياً يمتلك المعلومة واللغة التي ميزته عن الآخرين، فهو يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة ويرسمها كأهلها.. وحاول أن يستمر في مسيرة الطموح، وفي انتخابات 2010م تقدم ليكون نائباً برلمانياً في دائرة الثورة كمستقل، لكنه لم يحظ بالموقع الذي يحلم به داخل قبة البرلمان فالتحق بقناة (الشروق) التي كان مقرها دولة الإمارات، وأصبح أيضاً محللاً رياضياً في قناة (الجزيرة) يذهب إليها لتحليل المباريات المهمة في البطولات العربية أو الأفريقية أو الأوروبية.. وظل هكذا إلى أن لاحت له هذه الفرصة الجديدة التي يعدّها من أثمن الفرص التي أغتنمها خلال الفترة الماضية، فـ”رشيد المهدية” لاعب طموح يحاول أن يصل إلى هدفه بأية طريقة.