مزمل ابو القاسم

سقطة لا تليق بالمريخ


* قبل أيام اتصل بي الأخ الدكتور فيصل همد رئيس رابطة المريخ في الدوحة، وطلب مني معلومات عن شخص اسمه عبد الله مراد، ذكر لي أنه قدم دعوة للمريخ لأداء مباراة ودية أمام فريق الشرطة العراقي بدبي.
* ذكرت لفيصل أنني لا أعرف الشخص المذكور، وطلبت منه الاتصال بأبناء المريخ في رابطة دبي والإمارات الشمالية وتكليفهم بالتقصي عن هوية مراد والجهة التي يمثلها، ونصحته بالإبقاء على البعثة في الدوحة، والاستمرار في المعسكر، بدلاً من قطعه والتوجه إلى الإمارات لأداء مباراة غير مضمونة، تنظمها جهة لا يمتلك النادي أي معلومات عنها.
* تم تعديل اسم الفريق الذي سينازل المريخ من الشرطة العراقي إلى فريق كازاخستاني، واشتمل الاتفاق المبدئي على بند يلزم الشركة المنظمة بدفع مبلغ 70 ألف درهم للمريخ، (تتضمن قيمة تذاكر وفرتها رابطة الدوحة للنادي).
* سافر الأخ عبد التام إلى دبي لإكمال الاتفاق مع الشركة المنظمة للمباراة، ففعل ذلك، لكنه لم يوقع معها عقداً، ولم يكلف رابطة دبي بمتابعة الموضوع، وكانت محصلة كل ذلك كارثية بحق على نادٍ كبير بحجم المريخ.
* اتضح لاحقاً أن الشركة المنظمة لم تدفع من كلفة الإقامة إلا عشرة آلاف درهم، ولم تحجز ملعب المباراة، ولم تحصل على موافقة الاتحاد الإماراتي عليها، ولم تسدد المبلغ المتفق عليه مع المريخ، ولم تستخرج إلا 26 من مجموع 45 تأشيرة يفترض أن ترسلها إلى البعثة في دبي!
* الأدهى من ذلك أن الشركة المستضيفة أقدمت على تعديل العقد من جانبٍ واحد، وحورت في الجزئية المتعلقة بنوعية الفندق، حيث تم الاتفاق مع عبد التام على فندق خمس نجوم، فحمل العقد عبارة (فندق يحدده الطرف الأول)، مثلما تم تحريف النص الخاص بكيفية تسديد المبلغ.
* الاتفاق الذي أبرمه عبد التام نص على تسديد المبلغ قبل وصول البعثة إلى دبي، لكن العقد الذي أعدته الشركة حمل عبارة (يسدد لاحقاً) من دون تسمية مدى زمني للسداد!
* تابع أبناء المريخ في رابطة دبي الموضوع بدقة، وتأكدوا من عدم وجود حجز للبعثة في الفندق المتفق عليه، واستوثقوا من أن التأشيرات المتفق عليها لم تصدر، ولاحظوا شيئاً غريباً، مفاده أن التأشيرات التي أرسلت للبعثة ضمت 16 لاعباً فقط، تم اختيارهم بعناية، ليشكلوا توليفة تضم معظم الأساسيين، كما لحظوا أن اسم المدرب لوك لم يرد ضمن التأشيرات، لأنه أوروبي يمتلك حق دخول الإمارات بلا تأشيرة!
* التأشيرات أغفلت كذلك أسماء بعض أعضاء الجهاز الفني.
* الأسوأ من ذلك كله اتضح أن الجهة المنظمة للمباراة فشلت في أخذ موافقة الاتحاد الإماراتي لكرة القدم على المباراة، لأنه اشترط إحضار خطابين من الاتحادين الإفريقي والأوروبي، على اعتبار أن المريخ يتبع للكاف، والفريق الكازاخستاني يتبع لليويفا، ففشلت ولم يعد مندوبها للاتحاد مطلقاً.
* جرت محاولة لتحويل المباراة إلى ملعب نادي عجمان وفشلت، لأن النادي المذكور رفض المشاركة في التحايل على اتحاده الوطني.
* المثير للألم أن كل تلك المعلومات كانت متوافرة لقيادة النادي وإدارة البعثة قبل وقوع كارثة محاولة السفر إلى الإمارات، بدليل أن العميد عامر أعلن تمديد معسكر المريخ في الدوحة وأكد أنهم لن يسافروا إلى دبي، لأنه اشترط إرسال التأشيرات وتأكيد حجز الفندق وتسديد المبلغ المتفق عليه قبل التحرك إلى الإمارات، وعندما استوثق من عدم تنفيذ شروطه لم يتردد في إلغاء الرحلة!
* المؤسف أن بعثة المريخ تحركت بعد ذلك كله إلى مطار الدوحة في طريقها إلى دبي (بستة عشر لاعب فقط)، ووضع بعض أفرادها ختم المغادرة فعلياً في المطار، قبل أن تضطر إلى إلغاء السفر بعد أن تأكد للقائمين عليها أن المباراة لن تقام!
* من ختموا جوازاتهم فقدوا حق البقاء في الدوحة، ولم يستطيعوا السفر إلى دبي!
* لولا الجهود التي بذلتها رابطة (الروعة) لاضطر هؤلاء إلى العودة للسودان!
* مهزلة ومسخرة، لا يمكن أن تحدث لفريق روابط، ناهيك عن نادٍ كبير كالمريخ!
* نتساءل: من الذي كسر قرار العميد عامر بخصوص إلغاء سفر المريخ إلى دبي؟
* وما هي الحيثيات التي استند إليها حض على تجاوز القرار المذكور؟
* من شاركوا في هذه السقطة القبيحة يجب أن يحاسبوا بصرامة.
* المريخ ناد كبير.. لا يمكن أن تهدر كرامته ويتعرض لمثل هذه البهدلة القبيحة مقابل 70 ألف درهم، لم تدفع أصلاً، ونظن أن النادي لم يكن سيحصل عليها مطلقاً.
* المؤسف أن هذه الكارثة حدثت بعد ساعات قليلة من لحظة إعلان تمديد عمر لجنة التسيير.
* لا موافقة من الاتحاد الإماراتي.. لا تأشيرات.. لا سداد للمبلغ المتفق عليه.. ما الذي دفعهم إلى محاولة السفر إلى دبي برغم علمهم التام بكل ما ذكرناه؟
* لماذا تتلاعبون بسمعة نادٍ كبير مثل المريخ؟
آخر الحقائق
* بالأمس نصحناهم بعدم قطع معسكر الدوحة والاستمرار فيه إلى حين العودة للخرطوم.
* لذلك سعدنا بالتصريح الذي أصدره العميد عامر وذكر فيه أنهم لن يسافروا إلى دبي.
* كان واضحاً أن ترتيبات المباراة لم تكتمل، وأن مساعي تنظيمها تمت بطريقة بالغة العشوائية.
* التحية للعميد عامر الذي اتخذ القرار الصعب بعد توجه البعثة إلى المطار.
* لو تمسك بقراره المعلن مساء أمس الأول لكفى بعثته شرور البهدلة.
* نسأل الأخ عبد التام: ما الذي منعك من توقيع العقد قبل العودة إلى السودان؟
* ولماذا لم تستوثق من التزام الجهة المنظمة ببنود الاتفاق المبرم بين الطرفين؟
* هل كان المريخ بحاجة إلى هذه البهدلة أصلاً؟
* التحية لرابطة المريخ بالدوحة لأنها أفلحت في تدارك الأمر.
* أعادوا الفريق إلى الفندق بسرعة، والتزموا بتوفير كل التزامات المعسكر حتى نهايته.
* بل عالجوا الجزئية المتعلقة بفقدان بعض أعضاء البعثة لتأشيراتهم.
* فقد الفريق فرصة أداء تدريبه أمس.
* ونرجو ألا تتكرر الخرمجة في مقبل الأيام.
* ما حدث في ملف زيارة دبي يعبر عن نقص في الخبرة، وسوء في التدبير والتدبير.
* أمس سألنا رئيس وأعضاء لجنة التسيير، هل تمتلكون مقومات تسيير نشاط النادي أم لا؟
* أتى الرد بياناً بالعمل عبر الموافقة على تمديد أمد اللجنة إلى شهر يونيو المقبل.
* في أول يوم حدثت سقطة محاولة إرسال الفريق إلى دبي بطريقة لا يقبلها أي فريق روابط.
* إذا كانت لجنة التسيير ستدير أمور الفريق والنادي بالنهج الذي تم أمس فعلى المريخ السلام.
* كان من الأفضل لهم وللمريخ أن يقتصر التمديد على فترة محدودة تمكنهم من عقد الجمعية بأعجل ما تيسر.
* ستة أشهر كثيرة على لجنة لا تمتلك أي قدرات مالية.
* التمديد يعني تكليف اللجنة بالإشراف على التسجيلات النصفية.
* ويعني تحميلها نفقات المشاركات الإفريقية والمحلية، ومستحقات اللاعبين والجهاز الفني.
* بدلاً من الضغط على الدولة لتوفير الدعم للمريخ اختار الأخ أسامة ونسي أن يلتمس لها الأعذار، نافياً أن تكون قد دعمت مجلس الحاج عطا المنان عندما قاد الهلال!
* الدعم المذكور لا يقبل النفي مطلقاً.
* حدثني الكابتن د. عمر النقي أنهم تلقوا 39 مليار جنيه من الحكومة.
* عطا المنان نفسه تحدث شاكراً الدولة على دعمها لمجلسه.
* الدعم لم يأت من الوزارة الولائية، لأنها لا تمتلك ما تدعم به أصلاً.
* أتى السند من وزارة المالية بتوجيه من جهات عليا.
* إذا لم تحصل لجنة التسيير على دعم حكومي فلن تستطيع تسيير أمور النادي.
* ترى ما مصير التصريحات التي تحدثت عن تدفق الدعم على النادي في مطلع العام الجديد؟
* الشهور المقبلة ستكون صعبة على المريخ.
* للمرة الثانية تعامل الوزير اليسع مع المريخ باستخفاف.
* توقعنا منه أن يدعم اللجنة بعدد من الأعضاء المقتدرين كي يعينوها على تحمل كلفة الصرف على النادي، فأضاف إليها عضو واحد!
* شدَّ ما نخشى من أن يكون ما حدث أمس مجرد مقدمة.. لكوارث قادمة.
* آخر خبر: ربنا يستر.


‫2 تعليقات