داليا الياس

قولة حق مستحق


في غمرة الإحباطات والتداعيات السالبة.. هناك دائماً مساحة للتميُّز تستحق الإشادة، ولا شيء يحدد موقفك من الأشياء مثل التجربة الشخصية التي تجعل رأيك صادقاً يستند لقناعتك الكاملة مهما اختلف عن البقية.. وقد قدر لي أن أتعاطي عن كثب مع جهتين بارزتين كمسميات شهيرة لمؤسسات ذات ثقل، بيد أنها تستحق أكثر مما هو متاح، وتستوجب أن نتوقف عندها ومعها كثيراً.
وأحسب أن (جياد للسيارات) التي تنهب إنجازاتها الطرقات تقدم نموذجاً طيباً لما يمكن أن يكون حلاً ناجعاً لكثير من الأزمات المالية حالما وجدت العناية الكافية وأحسنت الإنتاج، وأخلصت النوايا.
فالشاهد أن سياراتها الأنيقة التي تعد بكل المقاييس إضافة للصناعة الوطنية، يمكنها ببساطة أن تصبح مورداً اقتصادياً كبيراً يجر علينا المكاسب حالما تمكنا من غزو الأسواق الخارجية القريبة وأحسبنا أهل لذلك.
التسويق في جياد للسيارات يتمتع بخبرات كبيرة وأسماء مؤهلة جداً لها زخيرة كبيرة من المعرفة والأصالة.. لهذا لن تكون المهمة عسيرة إذا ما أخذ الأمر على محمل الجد.
مجهود قليل.. إخلاص في التجميع.. عمالة مؤهلة.. ومواد من الدرجة الأولى.. ونوايا خالصة.. وخطة تسويق محكمة يمكنها أن تجعل جياد للسيارات الأولى في أفريقيا على الأقل.
فالكل يشهد للجيل الأول من تلك السيارات بأنها الأفضل والأكثر ملاءمة لأوضاعنا وأجوائنا وبيئتنا.
الأجيال الأخيرة التي صاحبتها بعض التغييرات في الشراكات تحتاج المزيد من التدقيق لاسيما في مراحلها النهائية (الفنشنق) لتكون الرائدة بلا منازع كونها تتمتع بمزايا خاصة متقدمة، كما أنها مريحة وعملية وجميلة الشكل لا تخلو من الانسيابية.
مشاريع وطنية كبرى تستحق بعض التحديث والحماس والمصداقية لتخرج بنا من عنق الزجاجة.. وطالما أنها تقع تحت مظلة الحكومة، فهذا يمنحها فرصة أكبر للانطلاق بقوة مع استصحاب القليل من الملاحظات، وتلافي الإخفاقات الواضحة، ولكن – كالعادة – نخشى على النجاحات من أعدائها.. ومن التفكير العقيم الملتوي الذي لا نعلم ممن يصدر تحديداً.. وهذا يقودنا بالضرورة إلى الحديث عن تجربة (كمون) الكبيرة في النهوض ببيئة مطار الخرطوم الدولي المسكين.. وتقديم خدمة ممتازة لا تخلو من الفخامة والراحة في مجال كبار الشخصيات.
والمعلوم أن كامل فريق العمل من الجنسين هم شباب في أعمار صغيرة، ولكنهم من الروعة والتهذيب والالتزام بمكان.. يحفونك بالأريحية والتعامل الراقي والذكاء المهني والابتسامات الودودة، فتجد نفسك مسكوناً بالغبطة والسرور، ولا تملك لهم سوى الإعجاب والتقدير.
إنهم (إخوة يوسف) في نسختهم الإيجابية الرائعة.. يتسمون بالنبل والجدية ويرسمون صورة مغايرة لشباب كدنا من فرط حكاياته المفجعة نقلق على مستقبلنا فيهم.
فماذا بربكم تستحق مثل هذه تجربة؟ وما هو مصير هؤلاء الشباب بعد المستجدات الأخيرة التي ظلت تلاحق (كمون)؟!
إنني لا أكترث كثيراً للحكايات المطلقة على عواهنها.. وعواصف الاتهامات المرهونة لنتائج مجهولة.. إن خدمات تلك الشركة مميزة.. وأفرادها خلاقون.. وبصماتها واضحة.. فماذا بعد لتستحق الاستمرارية والتطور والدعم ؟!
تلويح:
دعوا الجمال ينمو.. دعونا نلحق بالركب.