هيثم صديق

الفعل المزارع


أمس التقيت برجل مهمل الثياب ـ إن لم أقل رثها ـ برفقة أحد الأصدقاء الذي قدمه لي بالقول: الدكتور.. اختصاصي المخ والأعصاب و.. عدّد لي شهاداته وحكى لي قصت عمله التي بدأها من بعد تخرجه في جامعة الخرطوم واغترابه لأكثر من عشر سنوات في بريطانيا وفترة أخرى في السعودية قبل أن يترك الاغتراب والطب.. استقر مزارعا في عطبرة وأصبح يهتم بالزراعة في مزرعة يملكها مكتظة بالفواكه والأنعام.. يأتي الخرطوم لصرف أموال محولة له من الخارج، وبدا غاضبا جدا من جملة الوضع وزاد تلكؤ البنك في تسليمه أمواله بالعملة الصعبة بحجة (ما عندنا نقد أجنبي) مما يعني تسليمه بمقابلها جنيها سودانيا ضعيفا..
أحد الإخوان عرض عليه مشكلة صحية استعصت على الأطباء غيره فطلب مهاتفة المريض.. وهاتف طبيبا معرفة.. وكتب روشتة وروشتة أخرى.. الأولى لدواء أصلي والثانية لبديل.. هذا الطبيب كان أول الشهادة في زمانه.. وبعد استخباري عنه وجدت أن الأمر كما حكاه صديقي فهو لا يتحدث عن نفسه.. لم يحك لي إلا عن استمتاعه بمباريات مانشستر في الأولد ترافولد ملعب الشياطين الحمر.. بلا شك فقده الطب لكن البعض هكذا.
أمس وعدت قرائي بقصة الفنان بلة أبو حمار وكان قد أتاني تسجيل لحفل يحييه فنان على ظهر حمار قال لي أحد الأصحاب إنه قد حضر حفلات يحييها حمار.. هذا الفنان صاحب الصوت الجميل أكمل لي لوحة الطبيب المزارع.. كم تخدعنا الأزياء.. وللحديث بقية أو بَقَنِيَّة.. ربما كرعها عاطل عن الموهبة ظنا منه أنها تجلبها.. وهناك من تركوا المواهب لأجل راحة النفس.
قصة
صاح: الخضار الخضار.. أمنيته كانت في اقتناء بوكس يبيع على ظهره الخضار يسرح ويدور به وسط الحلال.. هبطت عليه ثروة طائلة.. ركب آخر موديل.. لم يتمالك نفسه يوما فصاح: الخضار الخضار.. أسموه المهبوش!
….
قصة
كتب خطابا لزوجته من غربته: كم بلغ التوفير عندك؟.. كتبت له: ذهب أم عدة؟.. أصبحت تحصي في العدة.
….
قصة
كان يحاور في الملعب ظله.. لكن مع ذلك فشل في الكرة.. لم يعرف كيف يباصي!