أبشر الماحي الصائم

تصريحات مضطربة


* تتصدر مينشتات الصحف هذه الأيام، بعض الاستدراكات التي تعقب تصريحات كبار الشخصيات في الدولة والحزب، وفي كل مرة يستعصم المصرحون بعبارة (قد أخرج التصريح من سياقه)!! وإذا بدأنا من الآخر.. فربما قبل ظهور هذا المقال يحدث استدراك من شيخ علي عثمان محمد طه، القيادي بحزب المؤتمر الوطني نائب رئيس الجمهورية الأسبق، وذلك بخصوص تصريحه الذي يقول (إنه الآن فقط أدرك بعض الأشياء عن معاش الناس)!! بحيث إن ردود الأفعال كلها تمحورت حول.. ءآلان وقد كنت فينا مرجواً!! ولسوء حظ هولاء القادة إن الوسائط أضحت تبرز المينشتآت الرئيسية في الصباح الباكر دون تفصيلات، فيظهر التصريح الصادم في كل مرة دون تفاصيل الخبر ويكتفي بمفهوم (الجواب من عنوانه)!! (والفلقة الأولى تصعب مداواتها)!! فمهما تفعل بعد ذلك من استدراكات وتعقيبات وتوضبحات لن يندمل جرح الخبر الأول.. وإنما صدمة الخبر في الإطلالة الأولى!!
* فقد سبق شيخ علي ماراثون التصريحات الصادمة التي لن تندمل جراحاتها بمسكنات الاستدراكات.. سبقه السيد مصطفى عثمان إسماعيل الذي قال (بفشل الدولة السودانية) !! لكن رجل الدبلوماسية الأسبق طفق أسبوعا بأكمله يركض وراء هذا التصريح الذي كلفه كثيراً بغرض التصحيح دونما جدوى !!
* بحيث لا يزال في المقابل قائد دبلوماسيتنا الحالي، البروفيسور غندور يلاحق تصحيح تصريح له، عن إمكانية (النظر في التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني) !! على أن التصريح كالعادة قد اخذ الي غير الوجهة التي أريد لها !
* وثمة سؤال يفرض نفسه بقوة في هذا السياق وهو “هل ثمة جهات تترصد تصريحات الجهات الحكومية وتختطفها وتوظفها؟! والإجابة بطبيعة الحال أن هناك معارضة “تلعب على أخطاء الحكومة وهفواتها” ولا يمكن مطالبة المعارضة، نخبا وكوادر وصناع رأي عام، بأن يحملوا تصريحات الحكومة وحزبها الحاكم على محمل حسن النية، ومن ثم يوجدون لها بعض الأعذار !!
* بل هناك مصلحة كبيرة لبعض الكوادر والنخب في التسويق لهذه التصريحات المتقاطعة، حتى تبدو الحكومة وحزبها الحاكم ومؤسساتها في حالة ارتباك !!
* وفي هذه الحالة على الحكومة ومؤسساتها الحزبية والتنفيذية أن تساعد نفسها بضبط تصريحات كوادرها، وألا تستسهل عمليات التصريحات بمناسبة وعلى غير مناسبة، ولئن كانت هذه الكوادر لا محالة فاعلة، فيجب أن تكون كالنجار الذي يقيس سبع مرات ويقطع مرة واحدة!!
* من جهة أخرى، إن وزراء من أحزاب أخرى قد التحقوا بموكب التصريحات الباهظة هذه، ويذكر الاتحادي الوزير هلال الذي أدخل الحكومة وأحزابها في مأزق تلوث مياه الشرب، فحتى يوم الناس هذا مجموعة مؤسسات تعمل لإعادة الأمن المائي الذي تعرض إلى هزة قوية، إلى طبيعته، بما في ذلك المعمل المركزي لهيئة المياه الذي قال بصلاحية مياه الخرطوم !!
وليس هذا كل ما هناك.