حيدر المكاشفي

العدالة الناجزة.. محاكم الكاوبويات


مرت علينا بالأمس ذكرى شهيد الفكر والرأي محمود محمد طه، وذكرى محمود الحزينة تعيد للأذهان ذكرى سيئة الذكر والصيت محاكم (العدالة الناجزة). فالمعروف أن من حكم بإعدام الأستاذ كانت واحدة من تلك المحاكم التي حملت مسمّى مضللاً ومناقضاً للعدالة، فلا أحد يختلف على أن قيمة العدل تعلو وترتفع كلما كانت أحكام القضاء عادلة وناجزة وسريعة غير متباطئة ولا معقدة ولا تعطلها مناورات وحيل وأساليب (لولوة) ومط وتطويل يطيل أمد التقاضي، وحول هذا البطء الذي يخصم كثيراً من قيمة العدل ويعد إحدى العلل الأساسية لنظام التقاضي، تحضرني الطرفة التي تحكي عن قصة محامٍ استغل هذه الثغرة واستطاع عبرها أن يمد ويمط إجراءات قضية كان يترافع فيها بصورة خيالية تمكن أثناءها أن يخطب من أحبها ثم تزوجها ثم أنجب وكبر أولاده حتى تخرج أحدهم وأصبح محامياً، وكل ذلك من أتعاب هذه القضية، ولكن المحامي الابن وكان يعمل بمكتب والده سارع إلى إنهاء هذه القضية بإجراء تسوية في جلسة واحدة، وعندما علم والده بصنيعه استشاط غضباً وصاح فيه (يا ابني أنا ربيتك بهذه القضية فكيف تنهيها أنت في جلسة واحدة).
ولكن عدالة ناجزة لي عدالة ناجزة تفرق، فهنالك نوع من العدالة الناجزة يقتل العدل عديل ويمشي في جنازتو كمان، كما حدث عندنا هنا في السودان على أيام سيئة الذكر محاكم العدالة الناجزة التي أطلق عليها الساخرون مسمى (محاكم الكاوبويات)، نسبة لأنها حفلت بالكثير من الأحكام المترصدة والمتربصة التي ذبحت العدالة من الوريد إلى الوريد، على النحو الذي كان يفعله أبطال أفلام رعاة البقر الأمريكية، ومن قصص تلك المحاكم التي كانت لا تحكم بل (تكجم كجم) والتي لا تدري أتضحك لها أم تبكي منها، قصة الحرامي الذي سرق مسجلاً وجئ به إلى أحد قضاة تلك المحاكم، وكان المبلغ المحدد لإقامة حد السرقة مائة جنيه، تم تقييم المسجل بكم وتسعين جنيهاً، أي أن المبلغ لم يبلغ حد إقامة الحد، صاح القاضي في الحاجب أفتح المسجل علنا نجد بداخله شريط كاسيت يكمل مبلغ حد السرقة. وقد صدق شهيد الرأي حين وصفها بأنها محاكم غير مؤهلة لا فنياً ولا أخلاقياً.. تلك كانت تجربة سودانية ملفوظة ومرفوضة مع العدالة الناجزة، أما العدالة الناجزة التي تعني اختصار إجراءات التقاضي وتبسيطها بما يختصر الفترة الزمنية التي يستغرقها نظر القضية، ثم ضمان تنفيذ الأحكام على نحو سريع وصحيح، فتلك عدالة ناجزة لا غضاضة فيها بل هي العدالة المطلوبة.


‫6 تعليقات

  1. إلي آلان هناك من يدافع عل مسيلمة الكذاب في زمننا هذا لماذا قتل وووو جماعتوا قالو (ماقتلوه ولاصلبوه لكن شبه لهم ) خليك منتظر مع المنتظرين .

  2. (مرت علينا بالأمس ذكرى شهيد الفكر والرأي محمود محمد طه، وذكرى محمود الحزينة) منقول من النيلين (هردبيسه )
    (من قصص الدجال “محمود محمد طه” الذي قال: (انا الرجل الكامل الذى يحاسب الناس يوم القيامة) منقول من النيلين (هريسه)

    صاحب بالين كضاب …. راكب سرجين وقيع …. سالك دربين ضهيب ….

  3. من اقوال الدجال محمود محمد
    أواسط سبعينات القرن الماضى اقام الحزب الجمهورى معرضا لكتب وأقوال زعيمه محمود بميدان ابوجنزير بالخرطوم .. وقفت مليا عند قوله عن نفسه (ليلة أسري بى .. انتسخ بصري فى بصيرتى .. فرأيت الله فى صورة شاب أمرد .. فوضع يده على كتفى .. فاستشعرت برودة الذات الالهية .. فقال لى .. أتدرى فيم يختصم الملأ الاعلى يا محمود .. قلت الله اعلم .. فعلمنى ثلاثة علوم .. علم أمرت بتبليغه”الرسالة الثانية””.. وعلم خيرت فى تبليغه “وهذا اخص به أناس دون آخرين ” .. وعلم نهيت عن تبليغه لأن الله يعلم أن لا أحد سواى يطيقه) ..

  4. وبرضه يجيك واحد من جهاه المثقفين يدافع عنه نحن قوم مبتلين بي جهله المثقفين

  5. أفتخر بأن جدي عليه رحمة الله صفع الاستاذ المزعوم كف على الملأ والسبب انه دخل بيت من بيوت الحارة الخامسة الثورة ولقي جماعة من الناس بيصلوا والاستاذ قاعد قصادهم ورافع رجوله في الكرسي مقابلهم بكل صفاقة فلفخه كف طوالي.
    أما محاكم العدالة الناجزة فيما يتعلق بعامة الشعب فاكيد كان ليها مساوئ كتيرة لانها ما كانت بتاخد بروح القانون بقدر ما كانت عنترية و شوفونية

  6. نخلص من زنديق يخرج لنازنديق اخر بالله هذا الكاتب يصنف من المثقفين ؟ شوف السفاله فى الدفاع عن هذا الدجال الذى شهدت عليه بنته باخبح الأفعال وترك الصلاه يجى واحد مثل هذا ويقول ليك عداله ما عداله وكلام خائب مثل صاحبه وحق اريد به باطل